مشاهد مرعبة ومآسٍ إنسانية من جحيم عكار بلبنان | فيديو وصور
خلف انفجار صهريج الوقود في عكار اللبناني مآسي جديدة ذكرتهم بكارثة مرفأ بيروت التي لم يفق منها الشعب اللبناني بعد، وتسببت الكارثة الجديدة في لبنان في مقتل وجرح العشرات فضلًا عن المشاهد التي تؤجج آلام اللبنانيين مجددًا.
ماتوا كرمال البنزين
"شو بدي قول لأولادي، بدي قلن إخواتكم ماتوا كرمال البنزين".. كلمات ممزوجة بالدموع والقهر والأسى قالها والد ستيني مفجوع بأحد المستشفيات التي نُقل إليها ضحايا انفجار خزان الوقود في بلدة التليل – عكار شمال لبنان.
الله يحرق قلبهم
وأضاف والغصة تخنق صوته: "الله لا يوفق الدولة التي أوصلتنا إلى هنا، الله يحرق قلبهم".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للوالد المفجوع الذي خسر ولدين بسبب تعبئة البنزين، معبرين عن تأثرهم بمأساته ومأساة أهالي الضحايا الذين دفعوا أرواحهم ثمن جالون بنزين، وكذلك الجرحى الذين حُرقوا.
وأسفر انفجار عكار حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصًا وإصابة نحو 80 بجروح.
وتسود حالة من الغضب الشديد في محيط موقع الانفجار وعند مدخلي بلدة التليل، حيث أضرم الأهالي منزل صاحب مستودع البنزين، كما أشعلوا النيران بسيارة وشاحنة أمام المنزل، وسط انتشار لـ الجيش اللبناني.
عداد المفقودين
وفي حين عثرت عائلات على جثث أبنائها، وأخرى تعرض فلذات أكبادها لحروق مختلفة، هناك أسر لا تعرف شيئًا بعد عن أولادها، إذ لا يزالون في عداد المفقودين والبحث جار لتحديد مصيرهم.
كُتب على بلدة الكويخات العكارية أن تعيش حالة ترقب لمعرفة مصير ثلاثة من أبنائها، اثنان منهما شقيقان هما علي وإبراهيم حاويك، وابن عمتهما خالد حاويك.
وبحسب ما قاله الخال فاضل حاويك: "مصير ولدي شقيقتي إضافة الى ابن شقيقي مجهول، بعدما توجهوا إلى مكان الانفجار لتعبئة المحروقات، كما أصيب ثلاثة من أشقائهم بحروق".
وعن أعمارهم قال: "علي يبلغ من العمر 18 سنة، وإبراهيم 15 سنة، أما خالد فيبلغ من العمر نحو 22 سنة".
وشرح فاضل: "في الأمس توجهوا إلى بلدة التليل لتعبئة جالونات بنزين كما غيرهم من الشبان الذين سمعوا أن الجيش يوزع المحروقات على الناس مجانًا، وقف خالد على الصهريج بعد أن طلب منه عناصر الجيش مساعدتهم في تعبئة المحروقات، على أن يأخذ حصته بعد الانتهاء من مهمته، وإذ بعد مرور وقت قصير يدوي الانفجار".
جثث متفحمة
وأضاف فاضل: "قصدنا مستشفيات الشمال، بحثنا بين الجثث علّنا نعثر عليهم، إلا أنه للأسف الجثث متفحمة يصعب على أهل الضحايا التعرف عليهم، من هنا توجهت والدة علي وإبراهيم ووالدة خالد إلى مستشفى القبة لإجراء فحص الحمض النووي للتعرف على الجثث".
وتساءل: "كيف يسمح للناس بتعبئة البنزين بهذه الطريقة؟، كان يجب أن يتوجه بالمحروقات المصادرة إلى ثكنة الجيش، فهي قنابل موقوتة وقد انفجرت متسببة بكارثة".
وكان الجيش اللبناني أعلن عن انفجار خزان وقود داخل قطعة أرض في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، ممّا أدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين، وبوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار".