سبحان مغير الأحوال.. قصة صالح عبد الحي من حياة الملوك والغناء بالذهب إلى النهاية المؤلمة
لمع اسمه في بداية القرن الماضي واشتهر بأغنية "ليه يا بنفسج بتبكي وأنت زهر حزين" التي استمر يغنيها أكثر من خمسين عامًا كعلامة على الطرب الأصيل، سُمى المطرب صالح عبد الحى بفارس الطرب الأصيل، ونجم الغناء التقليدي.
وُلد المطرب صالح عبد الحى في مثل هذا اليوم 16 أغسطس 1896 بحارة درب الحلوانى بالسيدة زينب، وبالرغم من اسم والده عبد الموجود إلا أنه أصبح اسمه صالح عبد الحى نسبةً إلى خاله الموسيقى الذى رباه عبد الحى حلمى الذى كان يتبعه في جولاته على المقاهى بحى المغربلين، كما تتلمذ على يد الشيخ سلامة حجازى.
راهب الغناء
لم يتزوج ولم ينجب، وعاش حياته طولًا وعرضًا للغناء ولنفسه، لكن اسمه ظل خالدًا باعتباره فارس الطرب الأصيل وحامل راية الغناء المصري ليظل الفارس الفرد في الغناء، وكان يغنى بدون مكبر صوت سواء في الأماكن المفتوحة أو المغلقة أو في السرادقات والأفراح.
أغلى المطربين
بدأ حياته مطربًا في الفواصل بمسرحيات علي الكسار ومنيرة المهدية، امتاز بعذوبة الصوت وقوته مما حقق له جماهيرية واسعة فلمع اسمه كواحد من أبرز النجوم في عالم الطرب خلال النصف الأول من القرن العشرين داخل البلاد وخارجها، وكان من أعلى النجوم أجرًا خلال رحلته الفنية التي بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، وذلك بالغناء في أحد الأفراح الشعبية بالقاهرة، واشتهر بأغنيته "ليه يا بنفسج" كلمات بيرم التونسى وألحان رياض السنباطى وكان يتقاضى 300 جنيه في الحفلة الواحدة، وحين غنى في حفل حضره الزعيم سعد زغلول تقاضى أجره 100 جنيه ذهبًا.
فرقة الصهبجية
تعرف صالح عبد الحى على مجموعة فنية تطلق على نفسها اسم "الصهبجية" وهم صحبة كانت تحيى حفلاتها الفنية ليلة الجمعة من كل أسبوع، وأفرادها من الذين يعملون في مهن أخرى طوال أيام الأسبوع فمنهم الترزى والمكوجى والحداد والنجار والخضرى.
كما كان من أوائل الأصوات التي انطلقت عبر الهواء في الإذاعة الحكومية المصرية في يومها الأول، كما ساهم صالح عبد الحي في مجال المسرح الغنائي فعندما اختلفت منيرة المهدية مع محمد عبد الوهاب عام 1927 أثناء تقديمها للمسرحية الغنائية "كليوباترا ومارك أنطوانيو" دعت منيرة صالح عبد الحي لكي يقوم أمامها بدور أنطونيو.
حياة الملوك
عاش صالح عبد الحي حياة الأمراء والملوك، وكان صديقًا للملك فؤاد في سهراته، وسكن قصرًا على النيل وعمل لديه خمسة من الخدم وكان له حراس في جولاته ويسير في عربة تجرها الخيول.. لزوم الأبهة، ومثَّل في السينما مرتين الأولى بالغناء في فيلم "عاصفة على الريف" إخراج أحمد بدرخان، ثم قام بالتمثيل والغناء في فيلم "البؤساء" إخراج كمال سليم.
نهاية مؤلمة
وبعد هذه التجرِبة، ألَّف فرقة مسرحية غنائية باسمه عام 1929، ولحَّن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي، ولكن كان المسرح الغنائي قد أفل نجمه، وبدأت الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاقتصاد المصري، فتدهور المسرح الغنائي ورحلت فرقة صالح عبد الحي المسرحية.
ابتعد عن أضواء الشهرة مع نهاية الخمسينيات من القرن الماضى بعد أن امتلأت الإذاعة بأصوات جديدة، وتبدَّل الذوق العام في المجتمع المصري ليدخل في حالة من العزلة بعد أن اشتد عليه المرض، ورحل منتصف عام 1962.