وزير الأوقاف: الخطاب الديني الرشيد قضية أمن قومي
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن من يقرأ ما يحدث على الساحة العالمية من تطورات بعضها في محيطنا الإقليمي، وبعضها ربما يراه البعض بعيدًا عنا جغرافيا، غير أن تأثير المتغيرات العالمية في عالم اليوم لم يعد مرتبطا بالبعد المكاني، فأهل الشر يتناصرون حيث كانوا، ويدعم بعضهم بعضا بكل السبل، ويرى كل منهم في علو صوت أهل التطرف مشجعًا ومحفزًا وداعمًا له، وخاصة من يتدثرون بعباءة الدين ويتخذون منه ستارًا وغطاء لتنفيذ ما يكلفون به من هدم وتخريب، من يقرأ كل ذلك بعناية يدرك مدى خطورة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الخطاب الديني الوسطي الرشيد قضية أمن قومي، وأن تفكيك أباطيل وبنى التطرّف وحواضنه مطلب شرعي ووطني، كما أن تقوية الجيش الوطني واجب الوقت، فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية، وتحية لكل وطني شريف مخلص لوطنه مستعد للتضحية بالنفس والنفيس في سبيله.
وفي سياق متصل، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن المعركة مع التطرف لم تنته بعد، ويجب ألا يسترخي أحد منا عن أداء واجبه على الوجه الأكمل، بل علينا أن نزداد حماسًا في الإجهاز على أي خلايا نائمة أو متخفية للجماعات الإرهابية والمتطرفة تحت أي غطاء أو ستار، بل ألا نسمح لهذه الخلايا والجماعات بإعادة بناء أو إنتاج أنفسها مرة أخرى، وأن نستفيد من دروس الماضي وتجاربه، وألا نخدع بأي من عناصر هذه الجماعات مرتين، فهي وهم شر حيث حلوا.
جاء ذلك في اجتماع هام مع قيادات وزارة الأوقاف أمس السبت بقاعة حراء بديوان عام وزارة الأوقاف بحضور د. هشام عبد العزيز أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس القطاع الديني، والمهندس سمير الشال الوكيل الدائم، ود. أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، ود. نوح العيسوي وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير، ود. خالد صلاح الدين وكيل الوزارة لشئون القرآن الكريم والمساجد، ود. عبد الله حسن مساعد الوزير لشئون المتابعة، ود. محمود الفخراني مساعد الوزير لشئون الامتحانات والتدريب وعدد من وكلاء الوزارة ومديري العموم.
وأشار الوزير إلى أننا نخوض معركتين في وقت واحد، الأولى المواجهة المستمرة مع أي خلايا أو بقايا للفكر المتطرف، والأخرى هي بناء الذات، ولاسيما في مجال الخطاب الديني والثقافي، من خلال العمل المستمر والدءوب على رفع مستوى الأئمة والواعظات علميًّا ومهاريًّا وفكريًّا وثقافيًّا من خلال برامج التدريب المتقدمة، والتي نتوجها حاليًا ببرنامج شديد التميز هو برنامج "الإمام المفكر" الذي يعمل على الانتقال بالأئمة والواعظات من تلقي قضايا التجديد إلى الإسهام الفعلي في إنتاج عملية التجديد، والتحول بها من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع، ومن المحلية إلى العالمية.