رئيس التحرير
عصام كامل

منظمات المجتمع المدني تطالب بايدن بخروج آمن من أفغانستان

أفغانستان
أفغانستان

مع تمدد حركة طالبان وسقوط المدن الافغانية الواحدة تلو الأخرى طالبت منظمات المجتمع المدني في أفغانستان الإدارة الأمريكية بتسهيل طريقة للخروج من كابول. 

ومع تقدم طالبان في مزيدا من المُدن القريبة من العاصمة كابل، طالبت منظمتا "إنتراكشن" والتحالف من أجل بناء السلام، قامت إدارة جو بايدن بتوفير وتسريع إتاحة سبل الهجرة لجميع الأفغان وعائلاتهم الذين عملوا ضمن منظمات المجتمع المدني الأفغاني.

 

وطالبت المنظمتان العون في هجرة كل من عمل مع أو لصالح حكومة الولايات المتحدة، أو حتى لو عملوا لبرامج تمولها الحكومة الأمريكية، أو خدموا كعاملين في المنظمات غير الحكومية الأمريكية ووسائل الإعلام المدعومة منهم.

 

وتقول المنظمتان إنهما أجريتا لقاءات مع آلاف المتعاونين مع مؤسسات مدعومة منها في الداخل الأفغاني، وأنهم يواجهون خطرا داهما.

 

وهيبة أزمرشاخ، واحدة من هؤلاء، فهي ناشطة مدنية في مجال توعية النساء بحقوقهن القانونية والمدنية، أسست منذ قرابة 10 سنوات منظمة "همبار" المختصة بهذا الأمر، والتي عقدت مئات الورش والندوات في المُدن والبلدات في مختلف أنحاء أفغانستان.


وتقول أزمرشاخ في حديث مع سكاي نيوز عربية: "منذ 4 أيام قطعنا الاتصال مع 3 ناشطات ضمن المؤسسة كُن يدرن، فرع المنظمة في مدينة قندهار، طلبنا منهن إحراق أرشيف العمل كاملا، ومغادرة بيوتهن والأماكن التي كُن يرتدن إليها. 


فناشطات المنظمة تلقين تهديدات حتى قبل تمكن حركة طالبان من احتلال المدينة بأسبوعين، فمؤيدو الحركة كانوا يخوضون حربًا باردة ضدنا منذ سنوات، لكنهم ما كانوا قادرين على التعرض لنا في الأوقات السابقة، جسديا على الأقل".

 

وتتابع الناشطة الأفغانية حديثها: "ثمة أكثر من 120 ناشطا ضمن فروع منظمتنا في مختلف أنحاء البلاد، وجميعنا مُهددون بالقتل من قِبل أتباع حركة طالبان؛ فمن جهة يتهموننا بمخالفة الأوامر الدينية في شؤون النساء، إلى جانب تلقي الدعم من المنظمات الأوروبية والدولية، وهما أمران حسب عقيدة الحركة وسلوكياتها أمور لا تستدعي حتى المحاكمة، بل التنفيذ فحسب".

 

التصفية

 

وتقول منظمات المُجتمع المدني إن حركة طالبان تعتبر مواجهتهم وتصفية دورهم ووجودهم ضمن المجتمع الأفغاني من أهم أولوياتها.

 

فخلال العام الماضي 2020، وبعد توقع اتفاقية السلام بين الولايات المُتحدة وحركة طالبان، قتلت الحركة 18 ناشطا مدنيا ومدافعا عن حقوق الإنسان، إلى جانب 5 من أبناء عائلاتهم، بعدما كانوا خلال السنوات السابقة 2017-2018-2019 لا يتجاوزون معدل 4 ضحايا كل عام.

 

ومنذ ربيع هذا العام، ومع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وزيادة جرأة الحركة في شن الهجمات العسكرية على الأرياف ومراكز البلدات والمُدن، فإن أعداد الضحايا من الناشطين في منظمات المُجتمع المدني الأفغاني قد تضاعفت عدة مرات. 


إذ تقول اللجنة الأفغانية المُستقلة لحقوق الإنسان إن 90 ناشطًا مدنيًا وحقوقيًا أفغانيًا لقوا حتفهم على يد مؤيدي الحركة منذ شهر أبريل وحتى الآن، هذا غير الفنانين والموسيقيين والمثقفين.

 

مقاتلي طالبان

 

الناشط الأفغاني مرداد سنجادي، والذي يعمل أستاذًا جامعيًا وباحثًا في علم الاجتماع السياسي، شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية الفروق بين الجيل الجديد من مقاتلي حركة طالبان والذين كانوا قبل ربع قرن، حينما سيطرت الحركة أول مرة على العاصمة الأفغانية كابول عام 1996 "على العكس مما تحاول الحركة عرض نفسها على المستوى الإقليمي والدولي، فإن الجيل الجديد من مقاتلي وقادة الحركة أكثر شراسة وراديكالية ممن سبقوهم.


فأبناء هذا الجيل تقريبًا قضوا حياتهم في الجبال والكهوف، خصوصًا القيادات العليا منهم، على عكس القادة السابقين، الذين كانوا دومًا جزء من المجتمع الأفغاني".

 

ويتابع سنجادي حديثه "لا يعرف المُقاتلون الحاليون أي شيء أو تداخل مع المجتمع الأهلي الأفغاني، الذي وإن كان محافظًا فأنه مليء بالأعراف والتوازنات؛ لكن الأهم هو مستوى الاحتقان، فالمقاتلون وقادة التنظيم يعتبرون منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الأفغانية الحديثة بمثابة جزء من (الغرب)، وتاليًا ثمة استسهال لتخوينهم وحتى تكفيرهم".

الجريدة الرسمية