في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة.. أخطاء الإخوان بعد 30 يونيو
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الإستراتيجى: إن ذكرى فض اعتصام رابعة والنهضة الثامنة هى ذكرى استرداد الدولة المصرية من أيدى جماعة الإخوان التى أرادت اختطافها.
وأضاف: "فى تقديري جماعة الإخوان ارتكبت العديد من الخطايا بعد 30 يونيو على رأسها عدم التجاوب مع المهلة التى منحها الجيش واتخذوا طريق العنف ضد الدولة".
تكريس المظلومية
وتابع لـ"فيتو": "جماعة الإخوان سعت إلى بناء مظلوميتهم الثالثة؛ الأولى كانت فى عهد عبد الناصر والثانية فى عهد السادات والثالثة فى عهد الرئيس السيسي، وتكريس هذه المظلومية فشل فى ظل قناعة الشعب المصرى بخطورتهم على مصر، ولم تتوقف خطايا الإخوان عند هذا الحد بل كان الخطأ الأكبر وهو اتخاذ مسلك العنف لإسقاط الدولة".
تجاهل المراجعات
وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تقدم أى مراجعات عن مسلك العنف الذى يسيرون عليه مثلما فعلت الجماعة الإسلامية فى التسعينيات بل ظلوا على نفس النهج ومحاولة الاستقواء بالخارج من خلال سيطرة التيار القطبى من داخل السجون أو الهاربين بالخارج على شئون الجماعة مما أدى إلى زوالهم من المشهد السياسي فى ظل استعادة الدولة قوتها والقيام بعملية التنمية والبناء الاقتصادي.
الخيار الوحيد
واستطرد: لم يكن أمام أجهزة الدولة خيار آخر غير المواجهة الحاسمة أمام عنف جماعة الإخوان الإرهابية التي مارسته في مختلف أنحاء البلاد بعد سقوط نظام الجماعة عقب الثورة الشعبية في 30 يونيو 2013، مشيرًا إلى أنه رغم العنف الذي مارسته الجماعة عقب ثورة 30 يونيو إلا أن المفاوضات مع قيادات الجماعة خلال اعتصامي رابعة والنهضة ظلت لإنهاء سلمي آمن طوال شهر يوليو و14 يومًا من أغسطس دون جدوى.
خطة الإخوان
وأوضح أن تنظيم الإخوان وميليشياته كانوا مصرين على المواجهة المسلحة مهما كانت الخسائر، فقد كانوا مصممين على استكمال خطتهم إما الخضوع لحكمهم الإرهابي الطائفي، أو دفع البلاد نحو الانقسام خاصة وأن هدف الجماعة الإرهابي من استمرار الاعتصام كان فتح الأبواب أمام التدخلات الإقليمية والدولية، وتحويل مصر إلى ساحة لحروب الميليشيات المسلحة الإقليمية والدولية، على طريق تنفيذ سيناريو القوى الإرهابية والرجعية والاستعمارية.
الذكرى
يذكر أن 14 أغسطس هو الذكرى الثامنة لفض اعتصامي رابعة والنهضة عندما توجَّهت قوات الأمن يوم الأربعاء 14 من أغسطس 2013 لتنفيذ قرار فض الاعتصامين المسلحين لأنصار الرئيس المعزول الإخواني محمد مرسي الذي أطاحت بحكمه الثورة الشعبية في 30 يونيو 2013، وعلى الرغم من فتح الأمن ممرات لخروج المعتصمين بشكل آمن، إلا أن قيادات الإخوان صمموا على العنف والمواجهة المسلحة، وشهدت مصر أعمال عنف على امتداد البلاد، طالت كنائس وأقسام شرطة، ومنشآت حكومية، وأسفرت عن مقتل العشرات من رجال الشرطة والجيش.
