وزير القوى العاملة: القيادة السياسية تعمل للنهوص بصناعة الغزل والنسيج
أعلن وزير القوي العاملة محمد سعفان، أن قطاع الغزل والنسيج من أهم قطاعات الصناعة في مصر، وكان ومازال واحدًا من أهم الصناعات التي عرفها المصريون علي مدار تاريخهم إلي أن تحولت في العصر الحديث إلى أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصري، وتسعى القيادة السياسية في وضعها علي أولويات اهتمامات خطة الدولة المصرية الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج لإعادة هذه الصناعة إلى سابق عهدها، وذلك بتطوير وتحديث مصانع قطاع الغزل والنسيج من خلال تحديث الآلات والمعدات، بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، وبالتوازي مع رفع كفاءة المعدات الحالية بتلك المصانع، وذلك وفق أفضل العروض الفنية والتمويلية، فضلا عن الدعم الفني والتدريب المهني للعمال.
الغزل والنسيج
جاء ذلك في افتتاح الوزير اليوم السبت، المؤتمر الذي تنظمه النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج، برئاسة عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة، تحت عنوان: "نهضة مصر الحديثة بالعمل والإنتاج" بحضور القيادات النقابية العمالية ورؤساء النقابات العامة وبعض أعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ومجدي كمال مدير عام جمعية المستثمرين ببورسعيد، وعدد من رؤساء شركات الغزل والنسيج الحاليين والسابقين، وبعض نواب من مجلسي النواب والشيوخ،والقيادات التنفيذية والشعبية.
وأرسل الوزير تحية تقدير واعتزاز للعامل المصري الذى يعمل في كل ربوع مصر من أجل تحقيق نهضة وطنه والتنمية الشاملة.
فيروس كورونا
وأكد الوزير أن الدولة المصرية تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة بقدرتها على الاستمرار فى تنفيذ استراتيجيتها للتنمية الشاملة، ومواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا والمتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية غير المسبوقة، وذلك وفق خطط تكاملية ومتوازنة بين كافة أجهزة الدولة والوزارات، مستندة إلى رؤية علمية ومستهدفات طموحة يسعى الجميع لتطبيقها، ليستمر دوران عجلة العمل والإنتاج وتحقيق الإنجازات على مختلف الأصعدة، إلى جانب استكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي والهيكلي والاجتماعى، مع العمل على رعاية وبناء الإنسان المصرى فى المجالات كافة.
وشدد الوزير قائلا: ونحن نتحدث عن مصر الحديثة يجب أن نتذكر أن هناك العديد التحديات واجهت القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس السيسي في بداية مشواره منذ سبع سنوات، حيث كانت مصر تواجه حينها تحديات قد تكون الأخطر علي مدار تاريخها ما بين إرهاب أسود تنشره جماعة اختارت العنف منهجا لها، وقد حققت مصر نجاحات عديدة في ملف الإرهاب رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه من جهات كثيرة، وما زالت مصر في طريقها للقضاء عليه وبتره من جذوره.
وأكد وزير القوي العاملة، أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعة من آن لآخر، لم ولن تعطل عجلة الحياة فى مصر، ولن توقف تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية أو برامج تحسين مستوى المعيشة وتحقيق الحماية الاجتماعية لجميع أبناء شعب مصر العظيم، "فلقد قطعنا شوطًا كبيرًا ونجحنا فى تحقيق قدر كبير من الاستقرار اللازم لتدور عجلة الحياة، وقمنا ببناء بلدنا وإصلاح اقتصادنا بدرجة كبيرة من الكفاءة أشادت بها كل المؤسسات العالمية".
القطاع الخاص
وأشار الوزير إلي أن وزارة القوى العاملة باعتبارها أحد الأجهزة التنفيذية للسياسة العامة للدولة تبذل كل الجهد بالاشتراك مع كافة الجهات المعنية، من أجل توفير فرص العمل للشباب الراغب في العمل، والقادرعليه بالقطاع الخاص والاستثماري.
وأكد سعفان في هذا الصدد، أن العمل الحر في جوهره، هو تطوير الأفكار الاستثمارية، ودعم التوجهات الوطنية وغرس ذلك في نفوس الشباب، وهي ثقافة تتطلب تدريبهم على كيفية وضع خطط عمل لمشاريعهم الصغيرة، والدخول لسوق العمل الحر، وهم متسلحين بالوعي والمعرفة والدراسة، وذلك يتطلب من كافة مؤسسات الدولة تنظيم ندوات توعية ودورات لنشر هذه الثقافة، خاصة مع تعدد أوجه هذا النوع من العمل في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.
وأشار الوزير في هذا الإطار أن الوزارة حرصت على القيام بعدد من الأنشطة في مجال توعية راغبي العمل بالموضوعات المتعلقة بريادة الأعمال، ونشر ثقافة العمل الحر ، كما قامت الوزارة في مارس 2018 بتوقيع بروتوكول تعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك في إطار اعتماد مبدأ الشراكات الاستراتيجية بين الوزارات والهيئات والجهات المختلفة في الحكومة وذلك بهدف تأهيل الشباب من خريجي مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة القوى العاملة لإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، وتدريب ورفع مهارات العمالة بهدف التشغيل في تلك المشروعات، فضلا عن توقيع عدد من بروتوكولات التعاون مع بعض الجامعات المصرية لنشر ثقافة العمل الحر بين طلاب الجامعة.
وأشار الوزير ان الوزارة أنتجت 27 وحدة تدريب متنقلة تجوب قري ونجوع المحافظات لتقوم بتدريب الشباب على مهن التفصيل والحياكة، وكهرباء التوصيلات، والسباكة الصحية التي يحتاجها سوق العمل، لافتا إلي أن هناك إقبالا علي هذا التدريب، مما دعا الوزارة لزيادة أعداد هذه الوحدات في المستقبل القريب.
واوضح الوزير ان هناك حاجة ماسة للتعاون والتكاتف مع نقابة الغزل والنسيج في اختيار أفضل العناصر التدريبية من خريجي تلك الوحدات في كل دورة تدريبية تعقد، وتجميعهم في مشروع صغير واحد بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك بعد تقييمهم في المصانع والشركات العاملة وتحديد مستوياتهم.
ونوه الوزير إلى أن نهضة مصر الحديثة جاءت من قيام الحكومة بتبني برنامج إصلاح اقتصادي قوي يتمتع بأهداف واضحة تتمثل في زيادة معدلات النمو وخفض معدلات البطالة وتخفيض عجز الموازنة، معتمدة في ذلك علي تحديث البنية التحتية وإقامة المناطق الصناعية والمدن الجديدة وتهيئة بيئة تشريعية سليمة، وقد اشادة المؤسسات المالية الاقتصادية العالمية بالنجاحات التي حققتها مصر من الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها، وهذه الإصلاحات لم تكن وليدة الصدفة، وإنما نتيجة التخطيط الجيد والعمل الدؤوب.
وأشار الوزير إلي أن الحكومة انتهت من إعداد مشروع قانون العمل الجديد منذ عام 2016 وهو معروض حاليا علي مجلس النواب بفلسفة جديدة مفادها إحداث التوازن بين طرفي علاقة العمل والحفاظ على حقوق العمال، حيث استحدث هذا القانون العديد من النصوص القانونية لضمان حماية العامل وتوفير بيئة عمل آمنة تشجع علي الاستثمار وتحفيز الشباب على العمل بالقطاع الخاص.
ودعا الوزير النقابات العامة وقيادات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ضرورة تحمل المسئولية فى النهوض بالجامعة العمالية وتطويرها، وذلك بالتعاون فيما بيننا وبالعمل المشترك لبناء كيانات جديدة تليق بعمال مصر توفير لهم كل الخدمات والمتطلبات التى يحتاجونها.
وكان الوزير قد رحب في بداية كلمته برئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، ورؤساء النقابات العامة، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وعمال الغزل والنسيج، صفوة عمال مصر الشرفاء.
وقال وزير القوى العاملة: إنه يشرفني دائما أن أكون اليوم بين هذه الكوكبة من القيادات النقابية بمختلف تمثلها، كما يشرفني أن التقى بعمال الغزل والنسيج صانعي الذهب الأبيض، وغازلي الأثواب البيضاء ليس فقط وزيرا للقوى العاملة، ولكن كأحد أبناء الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الذي قضيت فيه سنوات عديدة منذ أن بدأت عملي النقابي منذ ما يزيد عن الثلاثين عامًا، وأشرف دوما بانتمائي إليه، وأعلم جيدا حجم التحديات التي يواجهها، وحجم الجهد الذي يبذله زملائي النقابيين من أجل مصلحة العمال والمحافظة على حقوقهم .
وفى ختام اللقاء كرم وزير القوى العاملة، ورئيس النقابة العامة للغزل والنسيج 4 من رؤساء الشركات العاملة في قطاع الغزل والنسيج السابقين بتسليمهم درع النقابة، على تميزهم في آداء العمل والإرتقاء بمستوى شركاتهم لأعلى المستويات، كما كرم الوزير 60 عاملًا مثاليًا من عمال الشركات وتسليمهم شهادات تقدير لما بذلوه من جهد وعرق لدفع عجلة الإنتاج.
ومن جانبه شدد عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة علي اهتمام القيادة السياسية بتطوير قطاع الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية، مشيرا إلي أنه تم رصد ٢١ مليار جنيه لتأهيل وتطوير هذا القطاع ما بين معدات وآلات حديثة، وبنية تحتية جديدة، بما يحقق مزيدًا من النجاح والتفوق والبناء والتنمية لمصر الجديدة تحت قيادة الرئيس السيسي، مؤكدا أن عمال الغزل والنسيج يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية ويدعمونها في جميع خطواتها لتحقيق مزيد من الإنجازات على كل الأصعدة.
وقال رئيس النقابة: إن مجلس إدارة الشركة القابضة كشف عن أنه إيداع ٤ مليارات جنيه في حسابات الشركة للعمل على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية لتطوير البنية التحتية في مصانع المحلة الكبرى وكفر الدوار.
وأوضح عبد الفتاح، أن النقابة العامة للغزل والنسيج خرجت عن دورها المنوط بها قانونا وهو الحفاظ على حقوق العمال ومصالحهم وحمايتها، إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة بها واسترداد حقها الضائع في العديد منها ومنها استرداد مبنى المستشفى المجاور لها، والاستعداد لبدء إنشاء صرح طبي كبير مكانها للعاملين بالغزل والنسيج لرعايتهم وأسرهم صحيا.
وأشار رئيس النقابة إلي أن مجلس إدارة النقابة اتخذ قرارا بإنشاء صندوق ادخاري لعمال الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية له مجلس إدارة مستقل، يكون اشتراكه اختياري للعمال أعضاء النقابة العامة للغزل والنسيج.
وأضاف أن وزارة القوى العاملة والنقابة وقعوا بروتوكول تعاون، وعلى أثره تم إنشاء أكاديمية لتعليم فنون التفصيل والحياكة، وتقوم الوزارة باعتماد شهادات إتمام التدريب بها بما يسمح لخريجيها من العمل في المصانع والشركات، وتم تخريج ٤ دفعات من الخريجين.
كما تقدم رئيس النقابة بالشكر والتقدير للعمال المكرمين في هذه الاحتفالية على مجهوداتهم وتفانيهم في العمل لرفعة شركاتهم ودفع عجلة الإنتاج والاقتصاد القومي للامام دائمًا.
وفي نفس السياق قدم مدير عام جمعية المستثمرين ببورسعيد، الشكر والتقدير للوزير، ورئيس النقابة على ما يقدمونه لخدمة العمال في قطاع الغزل والنسيج، مشيرًا أن محافظة بورسعيد من المحافظات التى لديها منشآت كبيرة ومتطورة في هذا القطاع، يعمل بها 38 ألف عامل منهم 7500 عامل من خارج المحافظة.
ودعا مدير الجمعية، وزير القوى العاملة لزيارة مصانع الملابس الجاهزة بالمحافظة لمتابعة مدير التطور الحادث فيها، والتكنولوجيا المتقدمة التى يمتاز بها العمل بداخلها.
من جانبها رحبت النائبة إحسان شوقي، بالوزير، مؤكدة أنه الأب الروحي لكل عامل، وملاذه في حالة تعرضه لأي ظلم أو تعدي على حقوقه على مستوى الجمهورية، كما تقدمت بالشكر لأعضاء النقابة العامة للغزل والنسيج، مقدمة التحية لكل عامل كان سببًا في إحداث التطوير والتقدم لبلده بتفانيه وإخلاصه في عمله تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.