مقرر القومي للسكان سابقا: مصر لديها فائض ضخم من السكان يزيد على إمكانياتها
قال الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عن مشكلة الزيادة السكانية ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى يلقى الرئيس الضوء على مشكلة الزيادة السكانية؛ والواقع أن مصر لن تنطلق وتتحقق شخصيتها الكامنة بوجهها الحقيقي، إلا إذا تحررت من عبء الزيادة السكانية التي تشل حركتها وتثقل خطاها، وتضغط على أخلاقيات الشعب ونفسيته وشخصيته، بما يهدد جوهر معدنه في الصميم.
وأكد عمرو حسن أن ضبط النمو السكاني الكبير يجب أن يكون هو كلمة المستقبل، وأن يكون شعارنا الاجتماعي " الحياة الجيدة قبل الجديدة"، وأن يكون لدينا التخطيط السكاني، وتخطيط الأرض، هو أول وأهم فصول التخطيط القومي.
وأكد مقرر المجلس القومي للسكان سابقا أن الفقر إذا كان نتيجة لزيادة عدد السكان فإنه سببًا أيضًا، موضحا اننا نحن الآن أمام خيارين إما تنظيم الإنجاب أو زيادة الفقر والجوع والأمية، فمصر لديها فائضًا ضخمًا من السكان يزيد على إمكانيات البلد الراهنة، فالمجتمع المصري يتناسل بصورة مذهلة تحرمه من أن يتمتع بمستوى معيشة المجتمعات العصرية وإذا كان جيلنا قد ورث مشكلة الزيادة الكبيرة في عدد السكان من الأجيال السابقة، فيجب حسم هذه المشكلة وغلق الملف نهائيًا حتى لا نظلم الأجيال القادمة إذا ما تركنا لهم المشكلة مضاعفة.
وتابع: كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال اليوم ١٤ أغسطس ٢٠٢١ خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات السكنية المتنوعة بمدينة بدر "إن الدولة المصرية تتحرك في سياق متكامل ولها تصور متكامل فيما يتعلق بتطوير العشوائيات "،مضيفا : «النمو السكاني فوق طاقة البلد، وسيترتب عليه ممارسات وسلوكيات، وسيؤدي إلى تدمير الدولة أو كاد أن يؤدي إلى تدمير الدولة في عام 2011 كما أن العشوائيات ظهرت لأن الدولة لم تستطع أن تلبى احتياجات المواطنين، مضيفًا: "مش موضوع فساد المحليات، الدولة لم تستطع السيطرة على حالها".
وأوضح أن قضية الوعى أخطر قضية تواجه المجتمعات ليس فى مصر فقط ولكن فى كل العالم وفي كتابه العبقري " شخصية مصر" وضع العلامة الدكتور جمال حمدان، قاعدة عامة لكل مشاكلنا وهي قاعدة " فتش عن السكان "، فهو يقول إن المشكلة السكانية في مصر هي واحدة من أخطر المشكلات التي تواجهها، إنها المشكلة الأم أو المشكلة المفتاح التي تكمن أصابعها خلف أي مشكلة نوعية في حياتنا اليومية ويقول أيضا: ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها وتكمن خلفها: الزراعة والصناعة، العمالة، الدخل، مستوى المعيشة، التمدن، القرية، الإدارة وغيرها .
وتابع بأنه لا حل لأي مشكلة في مصر أو لمشاكل مصر ما لم يبدأ من مشكلة السكان. "السكان أولا "، وإذا كان علماء السكان يسمون خطر تناقص المواليد نتيجة إفراط ضبط النسل في الغرب بانتحار الجنس، فإن لنا بالتأكيد أن نسمي خطر طوفان النسل عندنا بالانتحار السكاني، وإن الكم لم يتناسب قط تناسب عكسيا مع الكي مثلما يفعل الآن في حالة السكان عندنا، إن حجم السكان قد فاق حجم الإنتاج ولا نقول الموارد، وأن نمو السكان قد تجاوز نمو الدخل، وأن مصر تعاني الآن من الندرة في كل شي تقريبا إلا شيئا واحدا تعاني فيه من الوفرة إلى حد التخمة والإفراط وهو السكان، ولن تتغير مصر وهي تعاني من إفراط السكان.
وأوضح عمرو حسن أن إفراط السكان أصبح عبئا حقيقيا على تنميتنا الاقتصادية، ثم يتابع صاحب شخصية مصر معلنا أن المشكلة السكانية تكمن وراء الانحدار في كل شئ، ابتداء من الغذاء والتغذية إلي جودة الصناعة ونوعية الإنتاج إلى مستوى الخدمات والأداء والإتقان والنظافة والذوق بل وحتى مستوى الخلق والأخلاقيات في المعاملات اليومية العادية، ويسجل أن ضغط السكان قد أخذ يضغط على أخلاقيات الشعب ونفسيته وشخصيته بما يهدد جوهر معدنه في الصميم، وأن الموقف يقينا قد تجاوز ضغط السكان الحميد إلى إفراط السكان الخبيث، وأن إفراط السكان يمكن أن يكون مقتل مصر ما لم نسارع نحن فتقتله قبل أن يستفحل ويستشري.