دراسة: الأشخاص المرحين أكثر ذكاء من غيرهم
إنّ رسم الابتسامة على وجوه الآخرين بشكل سريع وعفوي أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى مجهود عقلي كبير وذكاء عالي، فالشخص المرح يحتاج إلى فهم الموقف بشكل سليم، وإدراك شخصية الأشخاص الآخرين، واختيار التوقيت المناسب واستخدام الكلمات اللينة غير الجارحة، كلّ هذه عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التفوه بأيّ كلمة حتّى يصل كلامه إلى الجميع ويتقبلونه بصدر رحب، وحتّى لا يتحول إلى كلام بلا معنى ولا يضع نفسه في حرج.
في علم النفس يُستخدم مصطلح "أسلوب الفكاهة الإيجابي" للإشارة إلى الناس الذين يستخدمون الفكاهة لتعزيز العلاقات والحد من الصراع ويرتبط هذا النوع من الفكاهة مع الارتياح في العلاقة، والانبساط النفسي والاعتزاز العالي بالنفس كما أن وجود نظرة مرحة نحو الحياة هي أيضا استراتيجية تكيف جيدة وهي تساعد الناس على التحكم بصورة أفضل بالإجهاد والمحن.
وفي نفس السياق أكد خبراء علم النفس أن الأشخاص المرحين هم أصحاب شخصيات تفاؤلية وإيجابية، يمتازون بذكاء، لذا فهم قادرون على إسعاد الناس من حولهم ومرونة عالية وطيبة زائدة.
وقال الدكتور جيل جرينجروس، الطبيب في علم النفس من جامعة أبيريستويث، إن هناك علاقة قوية بين حس الفكاهة والذكاء عمومًا فقد وجدت دراسة نُشرت في عام 2010 أن القدرة على إضحاك الناس تكشف عن ميزات إبداعية وذكاء عال، حيث يتمتع الأشخاص المرحون بمهارة في إيصال الفكاهة بطريقة صحيحة مما يجعلها مضحكة فعلا.
وتشير العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي حول العالم إلى أنّ روح الدعابة في العمل قد يكون أحد مفاتيح النجاح. حيث أظهر استطلاع رأي أجري من قبل روبرت هالف أنّ ما نسبته 91% من المدراء التنفيذيين يجدون أنّ روح الدعابة عامل مهمّ في تحقيق التقدّم الوظيفي، في حين يرى 84% منهم أنّ الموظفين الذين يمتلكون حسّ الدعابة في العمل يؤدون عملًا أفضل من غيرهم. وأظهر استطلاع آخر أجري من قبل معهد بيل للقيادة "Bell Leadership Institute" أنّ أهمّ صفات القائد الناجح تتمثّل بحسب الكثيرين في امتلاك حسّ قوي بالعمل وروح دعابة جيّدة.