بدء إنزال القوات البريطانية في أفغانستان لإطلاق عملية الإجلاء
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في وقت متأخر مساء اليوم الجمعة، أن الجيش البريطاني بدأ الانتشار في أفغانستان لدعم إجلاء مواطني البلاد.
وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني إن العملية "بيتينغ"، للدعم العسكري من أجل خفض عدد الرعايا البريطانيين والأفراد المخولين قد بدأ في أفغانستان، هذا المساء".
وجاء في بيان الوزارة: "العملية بيتينغ ستقاد من المقر المشترك الدائم للمملكة المتحدة في نورثوود، وهي عملية الدعم العسكري لإجلاء المواطنين البريطانيين والموظفين البريطانيين السابقين المؤهلين للانتقال بموجب سياسة إعادة التوطين والمساعدة الأفغانية".
600 فرد
وأوضحت أنه سيقود هذه العملية 600 من أفراد القوات المسلحة الذين بدأوا بالفعل في الانتشار، مع مغادرة أعضاء من لواء الهجوم الجوي السادس عشر في نهاية هذا الأسبوع.
من جانبه قال وزير الدفاع بن والاس، إن "حماية الرعايا البريطانيين وضمان سلامتهم عند مغادرتهم أفغانستان هي أولويتنا القصوى، وهذا هو السبب في أننا نبدأ عملية بيتينغ، والتي استعد جيشنا لها جيدا".
وأضاف الوزير: "خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سنبذل قصارى جهدنا لدعم الحكومة الأفغانية وأولئك الذين عملوا معنا على مدى 20 عاما".
الدعم اللوجستي
كما أعلن أمس، ستوفر القوات البريطانية حماية القوة والدعم اللوجستي لإعادة توطين الرعايا البريطانيين عند الحاجة وستساعد في تسريع خطة إعادة التوطين المختصرة.
ولتسريع هذه العملية، ستنشر وزارة الداخلية فريقا صغيرا من المسؤولين للمساعدة في كابول، وسيتم تكليفهم بتبسيط معالجة التأشيرات الجديدة والوثائق الأخرى اللازمة للمواطنين البريطانيين والموظفين البريطانيين السابقين وغيرهم من الأشخاص المؤهلين لمغادرة أفغانستان والسفر إلى المملكة المتحدة.
وأوضح البيان أنه تم نقل أكثر من 2000 موظف محلي مؤهل دعموا حكومة بريطانيا في أفغانستان وعائلاتهم إلى المملكة المتحدة منذ أبريل/ نيسان من هذا العام.
التدخل العسكري
يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أكد أن مسألة التدخل العسكري في الوضع الجاري في أفغانستان ليست قيد الدراسة.
وقال جونسون لشبكة "سكاي نيوز" عقب اجتماع حكومي لبحث الوضع الأفغاني: "أعتقد أن فكرة التدخل العسكري لم يتم النظر فيها الآن".
في الوقت نفسه، وردا على سؤال حول إمكانية عودة الجيش البريطاني إلى أفغانستان، قال إنه "يجب على المرء أن يكون واقعيا" بشأن قدرة بريطانيا العظمى أو أي قوة أخرى على استخدام التدخل العسكري في الوضع.
وأردف جونسون قائلا: "ما يمكننا فعله بالتأكيد هو العمل مع شركائنا في المنطقة وحول العالم الذين يشاركوننا الاهتمام بضمان ألا تصبح أفغانستان بؤرة للإرهاب مرة أخرى".
النفوذ الدبلوماسي
وأضاف أن لندن تنوي استخدام النفوذ الدبلوماسي والسياسي لهذا الغرض، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن لندن تبذل جهودا لإجلاء المواطنين البريطانيين والموظفين الأفغان في المنظمات البريطانية وسط تدهور الأوضاع في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الخميس، أنها سترسل نحو 600 جندي إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء الرعايا البريطانيين والمتخصصين الأفغان العاملين معهم.
مواجهات ضارية
وتشهد أفغانستان، منذ مايو الماضي، مواجهات ضارية بين قوات الحكومة ومسلحي حركة طالبان (المحظورة في روسيا) إذ تتقدم الحركة عسكريا بوتيرة متسارعة، مقتربة من العاصمة كابول، ووصل عدد مراكز الولايات التي بسطت سيطرتها عليها 13 مركزا.
ويأتي التصعيد متزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، الذي بدأ في مايو الماضي، والمقرر اكتماله في سبتمبر. ووصفت وزارة الخارجية الروسية الانسحاب بأنه إقرار بفشل مهمة واشنطن في هذا البلد.
القوات الإضافية الأمريكية
يذكر أن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قال إن القوات الإضافية التي يبلغ عددها 3 آلاف جندي سيصلون إلى أفغانستان لتأمين سحب الدبلوماسيين.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، إن القوات الأمريكية تواصل تأمين السفارة الأمريكية ومطار كابول، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وافق على خطة تخفيض عدد الدبلوماسيين في كابول.
وأشار إلى أنه سيتم نقل الأمريكيين من أفغانستان عبر طائرات مدنية وعسكرية.