مشهور باغتصاب معارضيه.. أفغانستان تستدعي عراب الحروب لوقف طوفان طالبان|صور
عاد عراب الحروب الأفغاني المعروف عبد الرشيد دوستم إلى الواجهة، بعدما قررت الحكومة الأفغانية استدعاءه للمساهمة في مجابهة حركة طالبان التي توسع سيطرتها عبر البلاد.
وبحسب “فرانس 24”، فقد حاولت إدارة الرئيس أشرف غني مرارا النأي بنفسها عن أمراء الحرب في البلاد، لكن الوضع اليوم أصبح مختلفا أمام تقدم الحركة المتسارع.
رغم ماضيه الثقيل في الحروب التي عاشتها أفغانستان، لم تبد كابول أي اعتراض على عودة أمير الحرب عبد الرشيد دوستم إلى ساحة القتال في معاركها ضد حركة طالبان في شمال البلاد، وتأمل الحكومة الأفغانية في أن تساعد خبرة دوستم العسكرية وكراهيته المتزايدة لطالبان في صد هجومهم.
وفي السابعة والستين من العمر، لم يعد زعيم الميليشيا الأوزبكي الشائب ذلك المقاتل كما عُرف في شبابه، وقد عاد لتوه من تركيا بعد خضوعه لعلاج طبي، لكن رغبته في أن يكون على خط المواجهة، لم تتضاءل على ما يبدو.
في طائرة تجارية، أتى دوستم برفقة كتيبة من المقاتلين وتوجه شمالا الأربعاء للانضمام إلى معركة مزار شريف بعدما استولت طالبان على شبرغان القريبة في نهاية الأسبوع.
تغيير الولاء باستمرار
ويكشف ظهور هذا المحارب المخضرم في القتال الأحدث مع طالبان، المعضلة طويلة الأمد التي تواجهها إدارة الرئيس أشرف غني التي عاشت علاقات متقطعة مع رجال أفغانستان الأقوياء.
وحاول غني مرارا النأي بنفسه عن أمراء الحرب في البلاد، لكن ها هو يستدعيهم لحاجته إليهم.
ودوستم، المظلي السابق والقائد الشيوعي وأمير الحرب ونائب الرئيس، يعتبر سياسيا مخضرما خرج من السلطة واستمد دهاءه من أربعة عقود من الصراع في أفغانستان التي مزقتها الحرب.
التحق دوستم المنحدر من مقاطعة جوزجان الشمالية، بالجيش الأفغاني الذي كان مدعوما من السوفيات في السبعينات، وترقى في الرتب العسكرية، إلا إنه خرج من السلطة عندما انهارت في أوائل التسعينات.
ومنذ ذلك الحين، كان دوستم يساوم عندما كانت الظروف تتطلب ذلك، وطوّر موهبة اختيار الجانب الفائز عندما كان يبدو أن حظه ينفد.
خلال الحرب الأهلية الوحشية في التسعينات، كان يغير ولاءه باستمرار باحثا عن أفضل صفقة في معركة كابول التي اندلعت بين فصائل عدة من الميليشيات.
قتل سجناء
على مر السنوات، نجا دوستم من العديد من الكمائن ومحاولات الاغتيال التي كانت مسؤولة عنها طالبان وتنظيم داعش.
وبعدما فر من البلاد أثناء صعود طالبان إلى السلطة، عاد بطريقة دراماتيكية، كمتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ورأس حربة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح أعداءه القدامى.
وبعد ذلك اتهم بقتل المئات، إن لم يكن الآلاف، من أسرى طالبان في العام 2001، بما في ذلك تكديس المتمردين في حاويات شحن حيث لاقوا حتفهم اختناقا.
مع رحيل طالبان ونشوء سلطة جديدة في كابول، ارتقى مجددا في صفوف قوات الدفاع قبل أن يصبح في نهاية المطاف نائبا للرئيس في إدارة غني.
اغتصاب خصم
لكنّ ميوله العنيفة لا يبدو أنها تضاءلت. وبصفته نائب رئيس البلاد، اتهم دوستم بتعذيب واغتصاب خصم سياسي، ما أدى في النهاية إلى نفي مؤقت آخر.
لكنه خطط للعودة مجددا، وبحلول العام 2020، حصل رسميا على رتبة "مارشال" في الجيش الأفغاني.
ومع عودة حركة طالبان مجددا وتقدمها في أنحاء البلاد، عاد دوستم إلى الخطوط الأمامية مع مجموعة من قادة الميليشيات السابقين في التسعينات والذين كانوا حلفاء وأعداء سابقين.
وقال دوستم للصحافيين بعد وصوله إلى مزار شريف إن "طالبان لا تتعلم أبدا من الماضي" متعهدا قتل الجهاديين.
وأضاف: "أتى مقاتلو طالبان إلى الشمال مرات عدة، لكنهم كانوا دائما محاصرين. ليس من السهل عليهم الخروج".