الشيخ الشعراوى يشرح الحكمة من فرضية الصلوات الخمس
ينص الحديث القدسى: عن عبادة ابن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل عليه السلام من عند الله تبارك وتعالى فقال: يامحمد إن الله عز وجل يقول لك: إنى قد فرضت على أمتك خمس صلوات ، من وفاهن على وضوئهن ومواقيتهن وسجودهن فإن له عندك بهن عهدا أن أدخله بهن الجنة، ومن لقينى قد أنقص من ذلك شيئا فليس له عندك عهد، إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته.
يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى: الصلاة هي إدامة ولاء العبودية للحق تبارك وتعالى، فهى رزق عبودى يحررك من كل خوف، وفضلها لا حدود له، لأن فارضها هو الخالق المربى فكيف يبخل الإنسان على نفسه أن يكون موصولا بربه.
الخشوع والذلة لله
فالصلاة هي استحضار العبد وقفته بين يدى ربه، وحينما يقف العبد بين يدى ربه لابد ان يزول كل مافى نفسه من كبرياء، ويدخل بدلا من الخشوع والذلة لله، فالمتكبر غافل عن رؤية ربه الذى يقف أمامه.
والخشوع يجعل الانسان يستحضر عظمة الحق سبحانه وتعالى، ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه ومدى عجزه أمام خالق هذا الكون، ويعلم أن كل ماعنده يمكن ان يذهب به الله تعالى في لحظة، ذلك أننا نعيش في عالم الاغيار ، ولذلك فلنخصه للذى لا يتغير، لان كل مايحصل عليه الانسان هو من الله وليس من ذاته.
عظمة الحق تعالى
والخشوع لايكون الا لله،والحث سبحانه يقول في سورة البقرة: وانها لكبيرة الا على الخاشعين.فمن هم الخاشعون ؟ الخاشع هو الطائع لله، الممتنع عن المحرمات، والصابر على الاقدار، الذى يعلم يقينا داخل نفسه أن الامر لله وحده، وليس لأى قوة أخرى، فيخشع لمن خلقه وخلق هذا الكون.
ولذلك يأمر الله المؤمنين أن يثبتوا ويتمسكوا بالايمان وأن يقبلوا على التكليف ،
والتكاليف التي جاء بها الإسلام منها تكليفات لا تتطلب إلا وقتا من الزمن وقليلا من الفعل كشهادة ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.
إن شهادة ان لا اله الا الله تقال مرة في العمر، والزكاة والصوم مرة كل عام، ن والحج للمستطيع مرة في العمر..لكن هناك من العبادات ما يتكرر كل يوم ليعطى المؤمن شحنة اليقين والايمان، ويأخذه من دنياه بالله أكبر خمس مرات في اليوم فى خمس صلوات.
أول العبادات
وهذه هي العبادة التي تسقط ابدا سواء كان الانسان سليما أو مريضا، فالمؤمن يستطيع ان يصلى واقفا، وأن يصلى جالسا، وأن يصلى راقدا ، لذلك كانت هذه اول عبادة تذكر في قوله تعالى في سورة البقرة ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )..هى دعوة للاقبال على الله في ساعة معلومة.
صحيح ان الله يأمرنى أن ألقاه خمس مرات مرات في اليوم، لكن الباب مفتوح للقائه في أي وقت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى امتع ان يقيموا الصلوات الخمس في مواقيتها.،
يقول النبى صلى الله عليه وسلم عندما سأله عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قائلا: أي الاعمال أفضل ؟ قال: الصلاة على وقتها.رواه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه.