رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصبحت التجربة المصرية في الإصلاح نموذجا يحتذى به للعالم؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

ما حدث في 7 سنوات إعجاز، التجربة المصري في النمو والإصلاح أصبحت محل أنظار العالم، ولا سيما بعد أن أظهر الاقتصاد ‏المصري انتعاش مستمر، بعد أربع سنوات عجاف من الضعف الشديد خلال الفترة من 2011 وحتى 2014، حيث واجهت ‏الحكومة المصرية طوال هذه السنوات تحديًا مستمرا حتى تصل إلى بر الأمان.‏


برنامج الرئيس ‏


البرنامج الذي عمل عليه الرئيس السيسي منذ لحظاته الأولى في الحكم، استهدف معالجة القضايا المزمنة في المجتمع، ‏البطالة المرتفعة، لا سيما بين الشباب والنساء، واحتياجات الاقتراض الحكومية، ونسب الديون غير المستدامة، ‏والاحتياجات الملحة للطاقة، وقاعدة البنية التحتية المتدهورة.‏


في يوليو 2014 تبنت الدولة إصلاحًا تاريخيًا تجاه سعر صرف الجنيه المصري، في سياق برنامج أوسع للإصلاح المالي ‏والهيكلي أعلنته الحكومة المصرية، لتخفيض عجز الموازنة والدين العام وتدشين منظومة جديدة للدعم وترشيد الإنفاق ‏الحكومي، وخفض الواردات، خاصة الاستيراد العشوائي. ‏


رغم التوتر الذي أصاب المجتمع من الخطوة في البداية، إلا أن البنك المركزي المصري أظهر احترافية شديدة في إدارة ‏سعر الصرف، حتى يتم الحفاظ على مسار الإصلاح ووتيرته وتحقيق الاستدامة المالية.‏


مع الوقت استعادت الحكومة ثقة المصريين ـ رغم تضرر بعض الشرائح الاجتماعية من الإصلاح ـ  بسبب ثبات الرؤية ‏الاقتصادية، التي جعلت الاقتصاد المصري أكثر جاذبية وتنافسية، وخاصة مع إصرار الدولة على بناء مؤسسات قوية تعالج ‏كل أسباب التردي السابق، وإخضاع هذه المؤسسات للمساءلة وسيادة القانون.‏


ضربت الدولة خلال السنوات القليلة على يد كبار المسئولين، وتم محاكمة من ثبت فساده، ولم تتستر عليهم الدولة كما كان ‏يحدث في السابق، ما يؤكد إصرار الحكومة على المضي قدما نحو المستقبل. ‏


البعد الاجتماعي ‏


عملت الدولة بوضوح على تعزيز النمو الاقتصادي حتى يكون شاملًا، ويصل إلى جميع شرائح السكان، واستعانت بالبنك ‏الدولي في تقديم الدعم الفني والمالي لخطة الحكومة للإصلاح الاجتماعي، التي تركز على إعادة توجيه الموارد وتعزيز ‏الخدمات الاجتماعية المقدمة للفقراء؛ وبناء شبكة أمان اجتماعي متينة.‏


تصدت الدولة للمنظومة القديمة التي كانت تقدم دعمًا غير هادف، يفيد الأغنياء أكثر من الفقراء،  ولاسيما أن الإعانات ‏تزيد من الاستهلاك غير الضروري، ما يعد عبئا ماليا ثقيلا للغاية على ميزانيات أي دولة، فعندما تكون مواردك محدودة، ‏فأنت بحاجة إلى إنفاقها بكفاءة وفعالية، وهو ما يحدث الآن. ‏


تكافل وكرامة ‏


في المقابل عملت الدولة على سن سياسات اجتماعية تضمن إيصال الموارد إلى الفقراء والضعفاء وتضمن حصولهم على ‏خدمات جيدة ولاسيما في مجالات الصحة والتعليم، ويركز برنامج "تكافل وكرامة" في مصر على أفقر الأحياء، وهو يشكل ‏الآن العمود الفقري لبناء نظام شبكة الأمان الاجتماعي.‏


بخلاف ذلك انخرطت الدولة في تنفيذ مختلف المشاريع، الطاقة والنقل وخلق فرص العمل والمياه والصرف الصحي ‏والصحة، وزيادة الإسكان ميسور التكلفة، وتعزيز الوصول إلى خدمات الصرف الصحي المحسّنة، ما يجعلها نموذجا يحتذى ‏به لكل الدول النامية التي تريد الالتحاق بصفوف الدولة المتقدمة.  ‏

الجريدة الرسمية