رئيس التحرير
عصام كامل

الساعات الأخيرة قبل اختفاء رضا هلال.. وحقيقة رسائل "الأنسر ماشين"

الصحفي رضا هلال
الصحفي رضا هلال

رضا هلال.. 18 سنة بالتمام والكمال مرت على اختفاء نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، فقد كانت 90 ثانية فقط كافية لفقدان أي أثر له، ومازالت القضية مثيرة للجدل منذ 11 أغسطس 2003 إلى اليوم، ومازال الصحفي غائبا عن دفاتر الأحياء أو الأموات.

الرواية الأقرب إلي الأرجح عن الساعات الأخيرة للصحفي رضا هلال قبل اختفاءه، تقول إنه في يوم الحادث استقرت سيارة الصحفي رضا هلال في العمارة التي يقطن بها بشارع قصر العيني بالقاهرة، نزل هلال من سيارته ودخل العمارة وانتظر هبوط المصعد بحسب رواية لأحد جيرانه، وكانت تلك آخر مرة شوهد فيها رضا هلال حتى يومنا هذا!

وخلال انتظاره الأسانسير اتصل هاتفيا بمطعم أبو شقرة وطلب "فتة بالموزة"، لكن لم يتسن له أكل طلبه، فرغم أن عامل الدليفري لم يتأخر الإ أنه حين حضوره لم يعثر عليه.

والأغرب أن معاينة الشقة أثبتت أن الشقة لم يحدث بها أي عبث بغية سرقتها أو حتى لمحاولة اختطاف رضا هلال، ولم يتسن معرفة اللغز حتى الآن.

رسائل التليفون المنزلي
رسالة مسجلة على تليفون هلال المنزلي "الأنسر ماشين"، مثلت لغزا، بخصوص واقعة اختفائه، تقول الرسالة الأولى " مساء الخير، ممكن لو سمحت تفتح الموبايل علشان عاوزة أتكلم معاك، شكرًا"، والثانية تقول "مساء الخير، ليه ده كله بقى، مبارك وعائلته وأنا معاهم، ماكانش فيه داعي لكل ده، لا ده الأسلوب ولا دي الطريقة، عيد مبارك، كل سنة وإنت طيب، باي باي"، رسالة ربط الجميع بينها وبين اختفاء هلال، ولم تجرؤ أجهزة الدولة في عهد مبارك على الكشف عن صاحب الرسالة.

الصحفي رضا هلال

شقيق رضا هلال
 

عقب قيام ثورة 25 يناير، ألحّ شقيق رضا هلال، على معرفة صاحب الرسالة، حتى كشف خبراء الصوت باتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن الصوت مطابق لصوت زوجة مسؤول سابق، رغم نفي الزوجة في التحقيقات أي صلة بالرسالة أو رضا هلال.

الغريب في الأمر رسالة "عيد مبارك"، رغم عدم وجود أعياد في هذا الشهر، ما شكل لغزا للمحققين بخصوص مفهوم هذه العبارة.

الصحفي رضا هلال

تحقيقات النيابة
 

نلقي الضوء على تحقيقات النيابة التي بدأت بعد 6 سنوات من اختفاء الصحفي بجريدة الأهرام في ظروف غامضة، حيث تلقى النائب العام، تحديدا سنة 2009 بلاغا من شقيقه، عقب تأييد الواقعة، بورود مكالمات غامضة تؤكد خطف شقيقه، والذي يطلب فيه سرعة التحقيق في واقعة الاختفاء وتردد الشائعات حول علاقة المسؤول السابق باختفائه وقتله والتمثيل بجثته انتقاما منه لنشره موضوعا حول توريث الحكم في مصر لجمال مبارك.

وبسؤاله في تحقيقات النيابة، أكد اختفاء شقيقه رضا هلال في 11 /8 /2003 وحتى 2007 لم يكن لديه والأسرة أية معلومات عن مكان شقيقه المختفي، ثم وردت معلومات للأسرة عن طريق التليفون بأن شقيقه المختفي بأحد سجون الإسكندرية – كانت المعلومات من عدة مصادر من أجهزة أمنية رفيعة المستوى وفي شهر أبريل 2009 – تلقى مكالمة تفيد بذلك المضمون.

وبسؤاله عن تاريخ اختفاء شقيقه وظروف وملابسات ذلك الاختفاء بأنه تلقى اتصالا تليفونيًا يوم 11 /8 /2003 من شخص مجهول يسأل عن شقيقه لأنه كان مسئولا عن طبعة الأهرام في ذلك اليوم وعندما توجه والأسرة إلى محل سكنه بمنطقة السيدة زينب وجد شقته مغلقة بقفل غير القفل المعتاد، والشبابيك مفتوحة ولم يعلل سبب ذلك الاختفاء.

الجريدة الرسمية