مصطفى قنديل و«سويفل».. رحلة بــ«مليار ونصف المليار» دولار
«الاستقالة».. القرار الأول الذي اتخذه الشاب المصري، مصطفى قنديل، صاحب الـ 24 عامًا، وقتها، قبل أن يبدأ رحلته في عالم البيزنس، بعدما أدرك مبكرًا أن «الروتين» لن يجعل منه «رقمًا مهمًا» في معادلة «المال ورجال الأعمال»، وأنه ربما يصبح مدرسًا جيدًا، وهو الذي كان يمتهن التدريس في الجامعة الأمريكية، لكن «سقف الوظيفة» لا يناسب «طموحاته المرتفعة».
«مصطفى» لم يكن في حاجة إلى سنوات طويلة لتحديد مساره، وضع هدفا أمامه ومن أجل تنفيذه كان لا بد من «خطوة الاستقالة» التي خطاها بثقة لم تخل من مغامرة، فـ«التدريس» في الجامعة الأمريكية، الذي تركه «مصطفى» ربما يكون حلما مناسبا لشخص آخر، لكن بالنسبة إليه لم يكن أكثر من «عقبة» وجب عليه أن يتخطاها ليكمل مسيرته الحافلة بالإنجازات والنجاحات.
«الشاب المصري الذي أشاد به حاكم دبي».. عنوان تناقلته وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية «تغريدة» نشرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، لتهنئة مصطفى قنديل، بتأسيسه شركة من دبي، تجاوزت قيمتها مليار و500 مليون دولار، تم إدراجها، مؤخرًا، عبر بورصة «ناسداك».
حاكم «دبي»، كتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «مصطفى قنديل.. شاب عربي عمره 28 عاما، استطاع بناء شركة من دبي تتجاوز قيمتها مليار ونصف المليار دولار، تم إدراجها اليوم عبر بورصة ناسداك»، مضيفًا «شركة (SWVL) للحلول الذكية للنقل الجماعي، التي تعمل في الكثير من الدول. مبروك يا مصطفى، وستبقى دبي منصة لجميع الشباب العربي الطامح للعالمية».
تهنئة حاكم «دبي» سرعان ما جذبت الأنظار ناحية «مصطفى»، وبدأ الجميع في البحث عنه، ليتضح أن وراءه «قصة صعود» و«أيام صعبة»، وقرارات أصعب، توجب عليه اتخاذها خلال مسيرته، فـ«مصطفى» الحاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الطاقة والبترول من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 2014، كان على موعد مع مفاجأة عدلت مسار حياته، مجرد لقاء بـ«أصدقاء قدامى» تحول إلى «قرارات مصيرية».
3 سنوات فقط قضاها «مصطفى» بعد تخرجه من الجامعة، وعمله في مهنة التدريس، قبل أن يلتقى صديقيه محمود نوح وأحمد صباح، ليقرروا في مطلع العام 2017، وهم جميعًا في سن الرابعة والعشرين، اتخاذ القرار الصعب «الاستقالة الجماعية» من وظائفهم، والتفرغ بشكل كامل ونهائي للشروع في «رحلة البيزنس الخاص».. وكانت العمل على تطوير تطبيق «سويفل» الهدف الرئيسي.
الخبرة التي يتمتع بها «مصطفى» في سوق النقل، جعلته ينتهى من تطوير «سويفل» في 30 يومًا، ليطلق الأصدقاء الثلاثة التطبيق في مارس 2017، ولتبدأ من هنا رحلة «الأيام الحلوة».
طرق الأصدقاء الثلاثة أبواب شركات السياحة، بحثًا عن «تعاقدات عمل» مع تطبيقهم، وذلك بعدما اتفقوا على أن يكون «مصطفى» هو الرئيس التنفيذي للمشروع، واستطاعت الشركة أن تجمع خلال عام واحد من التأسيس 9 ملايين دولار من التمويل.
«التوسع».. القرار الثاني الذي اتخذه «الشركاء الثلاثة»، فنجاح «سويفل» كان دافعًا لهم لاتخاذ قرار نقل المقر الرئيسي لمشروعهم الحالم إلى «دبي»، وبمرور الأيام توسعت «سويفل» وأصبح التطبيق متاحًا في عشر دول من بينها (مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات، الأردن، وباكستان) سجل التطبيق حتى الآن أكثر من 1.4 مليون راكب عبر أكثر من 46 مليون رحلة مع آلاف السائقين.
«رحلة المليار ونصف المليار دولار» لم تكن مجرد «صدفة»، فالقيمة التي حققتها الشركة، والتي دفعت حاكم دبي للإشادة بـ«التجربة وصاحبها»، كانت على قائمة «أهداف مصطفى» الذي سبق وأن صرح منذ 3 أعوام تقريبًا بأنه «يستهدف أن تتجاوز قيمة شركته المليار دولار خلال 5 سنوات، ووعد بأن تكون أعمال متواجدة في المدن الكبرى للأسواق الناشئة، فضلا عن إدراجها بالبورصة».. وقد كان.
نجاح «قنديل» لم يتوقف عند حد تحقيق الأهداف التي سبق وأن وضعها على «أجندة اهتمامته»، ولم تكن «تغريدة حاكم دبي» هي الأولى والأخيرة في من نوعها، بل جاء التتويج الحقيقي لـ«رحلة التعب» من جانب الدكتور مصطفى مدبولي، الذي التقى مصطفى قنديل، مؤخرًا، وأعرب له خلال اللقاء عن سعادته بالإنجاز الذي حققته «سويفل».
«أنتم قدوة للشباب المصري».. عبارة افتتح بها «مدبولي» لقاءه مع «قنديل»، مضيفًا: «أبوابنا مفتوحة لاستقبال ودعم كل شاب مصري لديه أفكار ابتكارية، ونحن على أتم استعداد لمناقشة كافة التحديات التي قد تواجه هؤلاء الشباب وتذليل العقبات أمامهم حتى يتمكنوا من الانطلاق بأعمالهم إلى آفاق أكثر نجاحا».