زغلول صيام يكتب يوميات من طوكيو: إلى متى صمت شوقي غريب؟!
انتهت الدورة الأولمبية ومعها انتهى مشوار المنتخب الأولمبي بالوصول لدور الـ 8 في أولمبياد طوكيو والخروج على يد البرازيل صاحبة الميدالية الذهبية، ولم تخرج كلمة واحدة من الكابتن شوقي غريب المدير الفني للتذرع بحجة غياب مصطفى محمد أو محمد صلاح.
لم يفعل مثل آخرين ويشتكي الظروف والزمن وأمور اخرى، ولكنه كان على علم ودراية أن محطة الوصول قد أوشكت حتى لو أحرز الميدالية الذهبية، وأن الفريق الأولمبي حقق ما يصبو إليه رغم أن الطموحات كبيرة.
فضل غريب الصمت وسط ضوضاء لا محل لها من الإعراب، وحتى لا يدخل في نقاش مع محللين حافظين و"غير فاهمين" للظروف التي ألمت بالفريق ولا المناخ الذي لعب فيه، وهو الذي يعشق الصعاب، ولكن هذه المرة كانت الظروف قوية.
مركز شباب إسبانيا والبرازيل
تخيل البعض أن المنتخب الأولمبي يواجه مركز شباب وليس منتخبات صاحبة تاريخ عريق في كرة القدم ولديها خبرات تفوق الكرة المصرية بمراحل كثيرة، بدليل أن من وصل للمباراة النهائية فريقان واجهما الفريق المصري سواء في الدور الأول أو في دور الثمانية.
سؤال منطقي
وهل سأل أحد نفسه من الجهابذة ماذا سيفعل لو وضع نفسه مكان شوقي غريب؟ ماذا لو وجدت نفسك تخسر جهود المهاجم الأول للفريق مصطفى محمد ونادية يصر على حرمانه من المشاركة متمسكا بلوائح الفيفا؟! وعندما فكرت في أن تضم العالمي محمد صلاح وجدت الأمر مستحيلا لأن ليفربول تمسك هو الآخر بلوائح الفيفا.
هل شعر أحد أن الرجل قد أعلن القائمة في مجازفة كبيرة ولديك أربعة لاعبين يشاركون مع الأهلي في نهائي أفريقيا وأنت لا تعلم هل سيستطيعون المشاركة في اللقاء الأول أمام إسبانيا أم لا ورغم أنهم شاركوا ولكن بتدريب واحد فقط قبل المباراة…
وماذا عن المباريات الودية قبل البطولة حيث شاركت كل الفرق في مباريات إعدادية سواء في اليابان أو خارجها؟!
هذه ليست مبررات للخروج من دور الـ8 ولكن شرح لظروف يراها البعض ولكنه يغمض عينه ويصم أذنيه، لأن الهدف هو الهجوم على شوقي غريب.
ولم يكلف أحد نفسه ويسأل هل نحن أفضل من الأرجنتين وألمانيا وفرنسا التي خرجت من الدور الأول؟ وهذه المنتخبات نجحت فرقها الأولى في التتويج بذهب المونديال.
الصمت الكبير
لم يتحدث الرجل وفضل الصمت لأن الكلام لن يجدي ولكن أقول إن الرجل من المدربين الكبار ونجح في أن يصنع تاريخا مع كرة القدم المصرية سواء لاعبا شق طريقه بالجهد والعرق وليس بأي طريقة أخرى.. علم نفسه وطور أداءه بدرجة لا يتخيلها البعض وهو من المدربين النادرين في مصر الذين يملكون كل الخيوط داخل الملعب وخارجه
أستطيع أن أقول إن شوقي غريب وصل إلى دور الـ 8 وأصبح من الثمانية الكبار على مستوى العالم بالنسبة لهذه المرحلة السنية وسط ظروف قاسية جدا وصعبة للغاية فماذا تحتل الكرة المصرية على مستوى الكبار عالميا وقاريا بعد أن وصل هذا الفريق للمرتبة الأولى إفريقيا والثامنة عالميا؟!
أعلم أن الرجل تعرض لظلم شديد سواء عندما تولى المنتخب الأول في 2014 ووقع المنتخب في مجموعة ضمت فريقين تأهلا لمونديال 2014 وهما السنغال وتونس، وكان الدوري متوقفا خلال تلك المرحلة ثم كانت المشاركة الأولمبية وسط ظروف أصعب.
ومع كل هذا لدي قناعة كبيرة أن الأفضل قادم لهذا المدرب الخلوق والموهوب وأن ما زال لديه الكثير سيقدمه للكرة المصرية في خطوات متقدمة.
كل التوفيق للصديق الكابتن شوقي غريب في أن تكون خطوته القادمة إضافة لـ مشواره التدريبي.