كابول على المحك.. كيف وضعت مكاسب طالبان الحكومة الأفغانية في أزمة؟
قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن المكاسب الجديدة التي تحققها حركة طالبان تضع الحكومة الأفغانية في أزمة، مشيرة إلى أن تلك الانتكاسة جاءت مع تغير موقف أمراء الحرب، والضغوط التي يتعرض لها الرئيس الأفغاني أشرف غني، بتشكيل جبهة موحدة أو الاستقالة.
إقليم سمنجان
وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”سيطرت طالبان على إقليم ”سمنجان“ الاستراتيجي أمس الاثنين، بعد تغير موقف قائد بارز موال للحكومة الأفغانية، لتستكمل الحركة المتمردة اجتياحها شبه الكامل لشمال أفغانستان، ما تسبب في تصعيد الأزمة السياسية التي تواجهها كابول“.
ومضت تقول: ”السيطرة على ”أيبك“ عاصمة إقليم ”سمنجان“ دون دماء، التي جاءت بعد الاستيلاء على 4 عواصم لأقاليم أخرى قريبة خلال الأيام الثلاثة الماضية، سمحت لطالبان بالاتحاد من أجل الهجوم على الجائزة الكبرى، وهي مزار الشريف، المدينة الرئيسية في شمال أفغانستان“.
المدينة المعزولة
وتابعت الصحيفة الأمريكية: ”هاجمت قوات طالبان المدينة المعزولة التي يسكنها نصف مليون نسمة من اتجاهات مختلفة أمس الاثنين، ولكنها حتى الآن لم تنجح في تحقيق تقدم كبير على الأرض، وفي نفس الوقت فإن المتمردين يقاتلون القوات الحكومية الأفغانية في مدينة ”هرات“ الرئيسية غرب أفغانستان“.
ورأت أن سلسلة الخسائر التي تتعرض لها القوات الحكومية الأفغانية في ساحة المعارك تؤجج الدعوات إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي اعتمد على دائرة ضيقة من المستشارين، وكثيرًا ما قام بتغيير الوزراء والقادة العسكريين الرئيسيين، إلى تعديل طريقة حكمه أو التنحي عن منصبه.
وحذر مسؤول حكومي كبير من أن كابول قد تسقط في أيدي طالبان في غضون أسابيع قليلة، ما لم تتوحد جميع القوى السياسية المعارضة للتمرد وراء خطة حرب مشتركة.
ونقلت ”وول ستريت جورنال“ عن أحمد والي مسعود، السفير الأفغاني السابق في لندن، وشقيق أحمد شاه مسعود، القائد السابق للمجاهدين، الذي تم اغتياله على يد القاعدة في عام 2001، قوله: ”لا يوجد دافع لدى الجيش للقتال نيابة عن حكومة فاسدة والساسة الفاسدين هنا. إنهم لا يقاتلون من أجل الرئيس، ولا يحصلون على ما يكفيهم بصورة مناسبة، فلماذا يتعين عليهم القتال؟ سوف يكونون في موقف أفضل مع طالبان، وهذا هو السبب الذي يدفعهم إلى تغيير مواقفهم“.