فيضانات "غير متوقعة" تُغرق عاصمة السياحة الإيطالية
غمرت مياه فيضانات صيفية غير معتادة ساحة القديس مرقس الشهيرة في مدينة البندقية الإيطالية، ووصل منسوبها خلال الليل إلى ما يصل لمتر.
"أكوا ألتا"
وعادة ما تشهد تلك المدينة التي تضم العديد من القنوات المائية ظاهرة تُعرف باسم "أكوا ألتا" أي المد والجزر الاستثنائي في الخريف والشتاء.
وأدت فيضانات مدمرة في نوفمبر 2019 إلى خسائر تقدر بمئات الملايين من اليورو.
وخاض السياح في مياه الفيضانات وهم يمسكون أحذيتهم في أيديهم ورقص العشاق على أنغام الموسيقى في الساحة ولعب الأطفال بالمياه.
وتشهد البندقية هذا الارتفاع في منسوب المياه بسبب مزيج من العوامل لكن تغير المناخ يفاقمها، إذ ارتفع منسوب المياه في البحر وأصبحت موجات المد أعلى من المعتاد مما تسبب في هبوط مستوى اليابسة في المدينة.
وهناك حاجز للحماية من الفيضانات تأجل كثيرًا العمل به واستُخدم للمرة الأولى في أكتوبر الماضي، لكنه لا يعمل إلا لمنع الموجات التي يزيد ارتفاعها عن 130 سنتيمترًا وبالتالي فإنه لم يعمل الأحد.
دراسة جديدة
وكانت دراسة جديدة إلى أن عدد المهددين بخطر التعرض للفيضانات المميتة سيبلغ عشرة أضعاف بحلول 2030 مقارنة بعدد الذين تعرضوا لها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ونقلت صحيفة الجارديان عن دراسة نشرت في مجلة "نيجر"، أمس الأربعاء، حدوث 913 فيضانا خلال الفترة منذ عامي 2000 إلى 2018، إذ تأثر بها ما بين 255 إلى 290 مليون شخص بصورة مباشرة.
وجدت الدراسة أيضا أن النمو السكاني في المناطق التي شهدت فيضانات خلال تلك الفترة ارتفع بنسبة 34.1 %، أي أكثر من إجمالي الزيادة السكانية العالمية البالغة 18.6 %. وهذا يعني أن عدد الأشخاص الذين سيتعرضون لتهديد الفيضانات في العقد المقبل يبلغ عشرة أضعاف العدد المقدر للأشخاص الذين تعرضوا للفيضانات منذ مطلع القرن، حسبما كتب المؤلفون.
وهذا الصيف، أظهرت الفيضانات الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي قوة مدمرة من نيويورك إلى ألمانيا وصولا للصين مع آلاف الضحايا بين قتيل ومشرد.
وتوقعت الدراسة الجديدة أن 57 دولة على وجه الخصوص - بما في ذلك أجزاء من أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى ووسط أفريقيا - ستشهد زيادات كبيرة في نسبة سكانها الذين يتعرضون للفيضانات بشكل مباشر.