رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعامل المسلمون الأوائل مع الهجرة النبوية؟

مفتى الديار السابق
مفتى الديار السابق على جمعة

تبدأ اليوم أول سنة هجرية جديدة مباركة على الأمة الإسلامية بإذن الله تعالى، والهجرة النبوية هي بداية التاريخ الإسلامي فأدت إلى تثبيت دعائم الإسلام تمهيدا لفتح مكة وانتشار الإسلام في الجزيرة العربية وخارجها حيث الفتوحات الإسلامية، وجاءت الهجرة النبوية في سنوات الإسلام الأولى اتقاء لشر المشركين ومحاولتهم التخلص من الدعوة الجديدة وعلى الجانب الآخر كان للهجرة عدد من النتائج والدروس التي يجب الاستفادة منها في عصرنا الحديث.


تمثل الهجرة بالنسبة للعالم الاسلامى  درسا وعبرة فهي تبين للمسلمين كيفية الحياة بما يؤدى إلى نشر الدين بصورة سليمة، وأن أبرز هذه الدروس يظهر فى قيمة الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله وليس التواكل، بمعنى أن النبى وأصحابه هاجروا لخدمة الدين، ولم يبقوا فى مكة بدعوى التوكل على الله.

لقاء المهاجرين والأنصار 

قال الدكتور على جمعة  مفتى الديار السابق: إن يوم عيد الهجرة يوم مبارك نحتفل به كل عام بل كل شهر وكل سنة وكل لحظة، تلك الهجرة التي كانت سببا ففي الحفاظ على الإسلام وعلى أمة الإسلام وكانت سببا فى إنشاء دولة الإسلام ومساعدة المسلم في أن يعيش في أي بيئة سواء تقبل أو ترفض المسلم، وفيها عبرة ودروس فى لقاء المهاجرين والأنصار في المدينة، وقد أعلن بالهجرة الوفاق بين التوحيد والعزة والكرامة وانتشر بعدها الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

عظات من الهجرة 

قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الهجرة النبوية هى عمل دعوى جاء لخدمة الإسلام ونشره، وليس الانتقال من مكان إلى آخر كما يظن البعض فى عصرنا الحديث، فبها أعطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين دليل الحياة وفقا لتعاليم الإسلام، وهناك العديد من العبر والعظات من الهجرة، أهمها أنها أثبتت أن الدعوة الإسلامية لا تعرف حدود الزمان والمكان خاصة أنها تعتبر امتدادًا لهجرات الأنبياء السابقين أمثال نوح وموسى وعيسى (عليهم السلام).


وأضاف: أن الهجرة أظهرت تضحيات الصحابة الذين قدموا كل ما لديهم ومنهم أبو بكر الصديق (رضى الله عنه) وابنه عبد الله الذي كان يتتبع أخبار العدو، وعامر بن فهيرة الذي كان يزيل آثار أقدام النبي صلى الله عليه وسلم من على الرمال حتى لا يتتبعها المشركين. 

كما قدمت نموذج للمرأة المسلمة في الجهاد والتضحية بالنفس ومنهن أسماء بنت أبى بكر، كما أن الهجرة أعطت درسًا بأن النبى عقد المعاهدات مع جميع أصحاب الديانات والطوائف، وهو الأمر الذي تم تطبيقه، ولذلك تم تثبيت دعائم الإسلام أيضا حين آخى بين المهاجرين والأنصار.

الجريدة الرسمية