تنتظر الرصاصة الأولى.. حرب إقليمية وشيكة ضد إيران بمشاركة عربية
تتجه منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية مفتوحة، ترغب فيها إسرائيل وتريد جر الجميع إلى ساحتها ضد إيران.
المخطط الإسرائيلي الرامى للحرب الخاطفة أو الضربة التحصينية ضد إيران، على الأقل من خلال قصف المنشآت النووية، اختمرت فكرته فى عهد بنيامين نتنياهو، والذي استخدم هذه الورقة فى اصطياد الدول العربية الواحدة تلو الأخرى فى اتفاقات تطبيع.
عرقلة اتفاق النووي
وبالرغم من شروع إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، منذ وصوله إلى السلطة فى 20 يناير الماضى، فى لملمة الملف النووي الإيرانى واستئناف الاتفاق برعاية مجموعة 5+1، تناصب تل أبيب العداء لأي تفاهم مكتوب وترغب فى ضربة خاطفة، ليس هدفها القضاء على النظام الإيرانى بقدر ما هى مجرد مشاكسة لعدو تريد إسرائيل بقائه الذي يضمن له كسب أصدقاء عرب، يتملكهم الخوف من مشروع طهران التوسعي.
الذهاب إلى الحرب
واليوم قال ضابط إسرائيلي سابق شغل مناصب عسكرية حساسة، في مقابلة مع إذاعة عبرية، أن إسرائيل ذهبة إلى حرب إقليمية ضد إيران.
وحول الأحداث في الشمال من إطلاق حزب الله للصواريخ على كريات شمونة، قال: "هذا لا يفاجئني، دعونا ننظر إلى الوضع، الجبهة الشمالية سوريا ولبنان كجبهة واحدة - إيران وحزب الله، وإذا نظرنا إلى ما حدث في لبنان،في الواقع حزب الله والحرس الثوري وراء هذه القصة كلها، حيث حاولوا إطلاق صواريخ من قطاع يقع جنوب شرق لبنان، حيث توجد أقدس الأماكن بالنسبة للدروز".
وتابع: "الانطلاق من هناك يعني جر إسرائيل إلى الرد على مكان مقدس للغاية بالنسبة للطائفة الدرزية، لقد أدركت إيران وحزب الله حساسية ذلك أكثر من مرة".
وزعم أن حزب الله وإيران يحاولان خلق شقاق بين الطائفة الدرزية في الشرق الأوسط وإسرائيل، ويعرفون أنها نقطة ضعف.
ولفت إلى أنه لا أحد يريد الحرب، لكن علينا أخذ زمام المبادرة، وليس بالضرورة أن تبدأ الحرب، لكن يجب أن نبدأها في الوقت المناسب، يجب أن نضع الأسس لذلك.
قوات خاصة بريطانية
فى سياق آخر متعلق بالتوتر الإقليمى، قالت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية اليوم الأحد إن وحدات من القوات الخاصة البريطانية انتقلت إلى اليمن الليلة الماضية لملاحقة من يُعتقد بأنهم نفذوا الهجوم بطائرات مسيرة على الناقلة "ميرسر ستريت" في بحر العرب في 29 يوليو الماضي والذي أسفر عن مقتل رجل أمن بريطاني، وموظف روماني.
وذكرت الصحيفة أن فريقًا من 40 فردًا وصل أمس السبت إلى مطار الغيضة بمحافظة المهرة اليمنية حيث "يعتقد أنهم سيستعينون ببعض السكان المحليين ممن يملكون المعرفة بالمنطقة" للمساعدة في ملاحقة عناصر الحوثيين الذين يقفون وراء الهجوم.
وأفادت الصحيفة بأن الفريق البريطاني الذي وصل اليمن يضم "وحدة حرب إلكترونية متخصصة".
وقالت الصحيفة أيضًا إن الفريق البريطاني يعمل بالتعاون مع قوة من العمليات الخاصة الأميركية "موجودة بالفعل في المنطقة".
ووقع الهجوم في 29 يوليو الماضي، وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية عدة والاتحاد الأوروبي إيران بالوقوف وراءه.
موسكو وتل أبيب
إلى ذلك قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، إن إسرائيل ستظل مصممةً على مواصلة قصف القوات الإيرانية في سوريا، ضمن مساعيها لإبقاء قوات وحلفاء طهران بعيدةً عن حدود إسرائيل الشمالية. وفي الوقت ذاته، تمتلك روسيا آلاف القوات التي يُمكن أن تقع في مرمى النيران المتبادلة داخل سوريا -أو تتحول إلى طرفٍ في الحرب إذا سئمت موسكو تعرّض حليفها السوري للقصف المتواصل.
وتابعت، عندها هل ستضطر راعية إسرائيل الكبرى -الولايات المتحدة الأمريكية - للتدخل في حال انفجار الأمور بين إسرائيل وروسيا؟
وهذا لا يعني أن تل أبيب وموسكو متلهفتان لخوض هذه المعركة؛ حيث قال مسؤولٌ بارز في الجيش الإسرائيلي خلال لقاءٍ مع مجلة ناشونال إنترست الأمريكية: "لا يرغب أيٌّ من الطرفين في خوض هذه المواجهة العسكرية. فسوف تكون المواجهة مضرةً بالطرفين".
ومع ذلك، نقول المجلة الأمريكية، إنه يمكن تلخيص سياسة إسرائيل في السطور التالية: "سوف تفعل إسرائيل كل ما تراه ضروريًا لطرد القوات الإيرانية من سوريا. ولو لم تُعجب تلك السياسة روسيا، فسوف تكون المواجهة معها هي الثمن الذي يجب دفعه لضمان ألا تتحوّل سوريا إلى قاعدة صواريخ إيرانية جديدة على حدود إسرائيل".
ارتفاع منسوب التوتر فى المنطقة يؤشر على حرب محتملة يتم لها الترتيب فى الكواليس، ومن المرجح بقوة دخول أطراف عربية ساحتها طواعية.