رئيس التحرير
عصام كامل

نجاح تثبيت الهيكل المعدني لمركب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير

نقل مركب خوفو للمتحف
نقل مركب خوفو للمتحف المصري الكبير

نجح فريق عمل المتحف المصري الكبير، في تثبيت الهيكل  المعدني الحاوي لـ مركب الملك خوفو الأولى في مكان عرضها النهائي في مبنى المتحف المخصص لمراكب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير، وذلك بعد وصولها إلى المتحف فجر اليوم السبت قادمة من منطقة أهرامات الجيزة.

وأكد الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، أن المركب ستظل داخل الهيكل المعدني الخاص بها لحين الانتهاء من استكمال مبنى متحف مراكب خوفو، حيث تم وضع نظام تحكم بيئي محكم داخل الهيكل لمراقبة درجات الحرارة ونسبة الرطوبة بها والتأكد من الحفاظ على النسب الصحيحة الملائمة للحفاظ على المركب.

تثبيت هيكل مركب خوفو

وأشار الدكتور عيسى زيدان المدير العام التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إلى أنه فور وصول المركب وتثبيتها قام أثريو ومرممو مركز الترميم بالمتحف بفحص المركب، مؤكدا أن أعمال الفحص أثبتت أن المركب في حالة جيدة، ولم تتأثر بعملية النقل، وذلك نتيجة لأعمال الحفظ والتغليف الجيد الذي قام بها فريق العمل من المرممين والأثريين وأجهزة القياس والتحكم التي تم وضعها لضبط الجو المحيط بالمركب وامتصاص الاهتزازات.

رفع الصندوق الخشبي

وأضاف أن المرممين سيقومون برفع الصندوق الخشبي الذي كان يغطي المركب للبدء في أعمال ترميمها وتأهيلها حتى يتم عرضها بالشكل النهائي.

وكان المتحف المصري الكبير، استقبل في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، مركب الملك خوفو الأولى، وذلك بعد 48 ساعة من بدء عملية نقلها من مكان عرضها بمنطقة آثار الهرم.


يهدف مشروع نقل مركب خوفو الأولى إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي، مصنوع من الخشب، في التاريخ الإنساني، وهو مركب خوفو الأولى التي يبلغ عمرها أكثر من 4600 عامًا، وعرضها بطريقة لائقة تتناسب مع أهميتها بالمتحف المصري الكبير.

وأوضح اللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، أن عملية نقل مركب خوفو الأولى تعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة، مؤكدا علي أن فريق العمل لم يترك شئ فيها للصدفة أو التجربة؛ فهي نتاج جهد وتعب ومجهود ودراسة وتخطيط وإعداد وعمل جاد امتد قرابة العام، مشيرا إلى أن عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب والتي تم نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد والتي تم استقدامها خصيصًا لهذا الغرض من الخارج، لتستقر  المركب في موقعها الجديد في مبني متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير.

نقل مركب خوفو

وأضاف أن هذه العربة لديها قدرة فائقة على التغلب على أي عوائق ممكن أن تواجهها في الطريق، وقدرة على المناورة في المنحنيات والملفات وامتصاص أية اهتزازات، وأثبتت العربة الذكية قدرتها علي تنفيذ المهمة المُكلفة بها لنقل المركب بنجاح أثناء تجارب المحاكاة العديدة التي قامت خلالها بنفس الرحلة محملة بنفس أوزان وأبعاد وبروز المركب التي يصل طولها إلى 42 متر ووزنها إلى 20 طن، مع تركيب أجهزة القياس الخاصة لإختبار أداء العربة وثبات الهيكل المعدني وميول الطريق وذلك لضمان وصول المركب بأمان تام.

أهداف نقل مركب خوفو

وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية نقل مركب خوفو جاءت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية وفقًا لقانون حماية الآثار، للحفاظ على المركب التي كانت معروضة في متحف بإسمها تم بناؤه في الموقع الذي اكتشفت فيه عام 1954 عند الضلع الجنوبي للهرم الأكبر بمنطقة آثار الهرم والذي ظل على مدار عقود يشوه المنظر الجمالي للهرم الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، غير أن وسائل العرض والحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقلها للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

واستطرد الدكتور مصطفى وزيري أن الأعمال التحضيرية لتنفيذ مشروع النقل تمت على يد لجان هندسية أثرية رفيعة المستوى بالتعاون مع جهات علمية محلية ودولية مع الالتزام التام بضرورة تأمين المركب وعدم تعرضها لأية مخاطر أثناء عملية النقل.

وأضاف أنه في أغسطس ٢٠٢٠ تم اغلاق متحف مركب خوفو بمنطقة آثار الهرم، وبدأت أعمال تأهيل المركب لنقلها لمبنى مراكب خوفو في المتحف المصري الكبير، والذي يتم تجهيزه حاليًا بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للعرض المتحفي، بالاضافة إلى أجهزة الرصد والقياس الحديثة للحفاظ على هذا الأثر العضوي الهام والفريد.

الجريدة الرسمية