جولة في أول ورشة لتعليم سيدات الصعيد فنون النحاس | فيديو
يجلسن على منضدات خشبية بيد كل واحدة منهن شاكوش وأقلام حديدية، وأمام كل واحدة منهن القطعة النحاسية الخاصة بها للبدء في العمل، خلية نحل تعمل دون كلل أو ملل، ينتظرنا الانتهاء من القطعة تلو الأخرى.
هذا ما رصدته عدسة "فيتو" في بث مباشر جديد من داخل أول ورشة لتعليم الفتيات والسيدات فنون النحاس بمنطقة المعنا التابعة لمحافظة قنا.
تطوير فتيات الصعيد
لم يعد للعادات والتقاليد البالية في التعامل مع المرأة بقنا مكان في مجتمع تحرص فتياته على تطوير أنفسهن واستغلال كل فرصة تتيحها لهن الدولة للارتقاء بمستواهن مهنيًّا ومعيشيًّا.
في البداية، قالت أسماء عبد الستار حسن، مسئول الورش الحرفية بالمؤسسة المصرية المتكاملة “النداء”،تم افتتاح المصنع في عام 2018، تم التدريب على يد متخصصين من القاهرة، وبدأت الورشة بنحو 50 فتاة وسيدة.
وأشارت إلى أن الورشة حاليا بها نحو 35 مستفيدة، تم تدريبهم على قسمين هما الحفر والروباسية، لافتة إلى أن مدة التدريب وصلت إلى نحو عامين على يد مدرب يدعي محمد عبدالرحمن، وتم تدريبهم على جميع مراحل العمل ما عدا المرحلة الأخيرة الخاصة بانتهاء وتشطيب العمل.
مكونات الورشة
وأكدت أسماء علي أن الورشة بها قسمين احدهما خاص بالروباسية وهذا عبارة عن دق على النحاس وهذا مخصص له أدوات معينة، أما الحفر فهو مختلف عنه تماما وتم تدريب جميع المستفيدات علي القسمين حتى يكون لديهم خبرة كاملة، وهذا عمل مختلف عن أي مكان آخر موجود في مصر أن يكون القسمين موجودين.
صعوبات البدايات
أشارت إلى أن فكرة العمل في حد ذاته كانت صعبة في البداية خاصة هنا في المعنا، ولكن بعد ذلك اختلف الأمر بعد أن بدأ الأهالي يتناقلون خبر الورش والعمل، وأن يكون جميع من يعمل من النساء كان هذا حافز كبير لهم.
فترة كورونا
وأشارت إلى أن العمل لم يتوقف نهائيا أثناء فترة كورونا، لافتة إلى أن التوقف كان صعب ولكن العمل توقف في فترة 15 يوما التي توقفت فيها البلد عن العمل نهائيا بعد التحذيرات الأولى لوباء كورونا وكانت الرهبة والخوف من المرض في البداية صعبة جدا.
ونوهت بأن المصنع بدأ في اتخاذ خطوات لتدوير عجلة الإنتاج منها قياس درجة الحرارة بشكل يومي للعاملات والنظافة والرش والتعقيم بـ الكحول والصابون كل نصف ساعة تقريبا، مع الحفاظ علي النظافة العامة للمكان وحال ظهور أي أعراض مرضية علي أي حالة يتم التعامل بشكل مباشر وتمنح إجازة لحين التعافي وهي إجازة مدفوعة الأجر، لافتة إلى أن هناك لجنة مكونة من عدد الإداريين لمتابعة حالات العاملات.
التدريبات
وأوضحت أن هناك تدريبات مختلفة منحت لهم وكان اهمهم تدريب المهارات الحياتية وريادة الأعمال وهذا فرق مع العاملات كثيرا، وتدريب عن كيفية إقامة مشروع وتسويق المنتجات.
خلية نحل بـ قنا
ومجددًا عادت فتيات محافظة قنا يسطرن أحرفًا جديدة في تاريخهن.. وجوه تملأها الابتسامة ببشرة سمراء، وعيون تبحث وسط الركام عن بارقة أمل، بعملهن في ورشة عمل النحاس بمجمع الصناعات بمنطقة المعنا التابع لمدينة قنا.
وقالت رضا غريب محمد،أحدى العاملات في الورشة، بعمل هنا منذ أكثر من 4 سنوات، بعمل بمهنة الحفر علي النحاس وخاصة الرسومات العربية الإسلامية، لافتة إلى أن الرسومات مميزة جدا.
وأكدت أنها حصلت على تدريب عام ونصف حتى وصلت إلى درجة الاحتراف في هذه المهنة، منوهة بأن الأسرة في البداية كانت معترضة على العمل قائلة “يعني بنت تشتغل في ورشة نحاس وتمسك شاكوش وقلم” ولكن بجدارة ومحبة للعمل أثبتت لهم عكس ما كان يردد لهم عن العمل.
وأشارت ناهد مبارك محمد، إحدى العاملات بورشة النحاس، إلى أنها تعمل بقسم الروباسية، ومتابعة: أعمل بهذا المجال منذ ثلاث سنوات تقريبا.