«سر قوة كورونا».. اكتشاف إنزيم يسمح بمقاومة الأدوية
أظهر فيروس كورونا قدرة عنيدة على مقاومة معظم العلاجات المضادة للفيروسات، ويمكن أن تساعد دراسة جديدة في التغلب على دفاعات الفيروس.
جامعة ولاية أيوا الأمريكية
وأظهرت دراسة جديدة بقيادة عالم من جامعة ولاية أيوا الأمريكية نتائج يمكن أن تساعد في التغلب على دفاعات الفيروس التاجي المسبب لـ "كوفيد -19".
الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "ساينس"، توضح تفاصيل بنية الإنزيم المهم الموجود في فيروس كورونا الذي يسبب كوفيد -19، حيث يزيل هذا الإنزيم، المعروف باسم exoribonuclease أو ( ExoN) ) الأدوية المضادة للفيروسات النيوكليوزيدية من الحمض النووي الريبي للفيروس، مما يجعل معظم العلاجات المضادة للفيروسات القائمة على نظائر النيوكليوزيدات غير فعالة.
الجديدة الهياكل الذرية
وتعرض الدراسة الجديدة الهياكل الذرية لإنزيم ( ExoN)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تطوير طرق جديدة لإلغاء تنشيط الإنزيم وفتح الباب لعلاجات أفضل للمرضى الذين يعانون من (كوفيد – 19).
ويقول يانغ يانغ أستاذ الكيمياء والفيزياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة ولاية آيوا: "إذا تمكنا من إيجاد طريقة لتثبيط هذا الإنزيم، فربما يمكننا تحقيق نتائج أفضل لقتل الفيروس باستخدام العلاجات الحالية المضادة للفيروسات".
الحمض النووي
وكورونا المستجد هو فيروس من فيروسات الحمض النووي الريبوزي، مما يعني أن مادته الوراثية تتكون من حمض الريبونوكلييك، وعندما يتكاثر الفيروس يجب أن يصنع الحمض النووي الريبي، لكن جينوم الفيروس كبير بشكل غير عادي عند مقارنته بفيروسات الحمض النووي الريبي الأخرى، مما يخلق احتمالية عالية نسبيًا لحدوث أخطاء أثناء تخليق الحمض النووي الريبي، وتتخذ هذه الأخطاء شكل نيوكليوتيدات غير متطابقة، ويمكن للعديد من الأخطاء أن تمنع انتشار الفيروس.
ويقول يانج إن إنزيم ExoN يعمل كمدقق لغوي، حيث يتعرف على عدم التطابق في الحمض النووي الريبوزي للفيروس ويصحح الأخطاء التي تحدث أثناء تخليق الحمض النووي الريبوزي.
فيروسات كورونا
وقال إن الإنزيم موجود فقط في فيروسات كورونا وعدد قليل من عائلات الفيروسات الأخرى ذات الصلة الوثيقة.
ويضيف أن نفس العملية التي تقضي على أخطاء النسخ المتماثل تقضي أيضًا على العوامل المضادة للفيروسات التي تقدمها العلاجات المستخدمة بشكل شائع لمحاربة فيروسات الحمض النووي الريبي الأخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس الإيبولا، وهو ما يفسر جزئيًا سبب صعوبة علاج فيروس كورونا المستجد.
لكن يانج وزملاؤه استخدموا المجهر الإلكتروني المبرد، وهي تقنية يتم فيها تبريد العينات بسرعة إلى درجات حرارة شديدة البرودة في الجليد الزجاجي للحفاظ على هياكلها الأصلية، وإظهار تفاصيل بنية الإنزيم.
ويقول يانج: "إن فهم هذا الهيكل يمكن أن يسمح بتطوير الجزيئات التي ترتبط بالإنزيم وتعطله، وهذه هي الخطوة التالية التي سنعمل عليها لجعل الفيروس أكثر عرضة للأدوية المضادة للفيروسات المطورة حديثًا، أو يمكن أن يسمح بتحسين مضادات الفيروسات الحالية، مثل (ريميدسيفير)".