رئيس التحرير
عصام كامل

عيد حسين: مصر تدق باب التطرف

محمد مرسي
محمد مرسي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا لـ"عيد حسين"- زميل بارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية- أكد من خلاله أن مصر على فوهة بركان من التطرف.


واستهل "حسين" مقاله، قائلًا: "أنا لست من محبي جماعة الإخوان المسلمين، وأعارض فكرة تسيسهم للدين، وأشعر براحة شديدة في حقيقة أن الملايين من المصريين خرجوا ليحتجوا ضد إيديولجية وسياسات الحكومة الإسلامية التي يقودها الرئيس "محمد مرسي" المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. إن مبدأ "الإسلاموية" رفض بشدة من جانب المسلمين العرب العاديين، وهذا خبر سار، لكن هناك أيضا المزيد من الاخبار السيئة."

وأضاف: "ومن المسلم به وما لا يستطيع أحد أن ينكره أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 تعرضوا كثيرًا للتعذيب والإعتقال والنفي من قبل الحكام العسكريين، وهو ما دعاهم بعد ذلك إلى الاتجاه بعض الشيء إلى فكرة الجهادية بعد أن أعدم "سيد قطب" عام 1966 لإنتقاده المجتمع المصري وحكومته. ولكنهم بعد ذلك نبذوا هذا التاريخ العنيف، وسعوا إلى إعادة تشكيل صفوفهم واللجوء إلى صناديق الإقتراع وتخلوا عن استخدام الرصاص لإغتيال السياسين".

وأوضح: "إن تجربة الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" الذي فاز بالرئاسة في يونيو 2012 أتت لمعرفة ما إذا كان الإسلام يمكن أن يوجد في إطار العلمانية. وهذا أكبر من مصر، فما يحدث هنا يمكن أن يؤثر على اتجاه الجماعات الإسلامية في كل مكان".

ونوه أنه من المؤكد أن ولاية الرئيس "مرسي" لم تكن ناجحة كما هو مأمول، ومن المؤكد أيضا أن رئاسته شهدت صعودا متفاقما في الراديكالية السلفية وسط هجوم متكرر على الأقليات الدينية وفي ظل مشاكل متعددة بما في ذلك تدهور الاقتصاد ونقص الوقود وانهيار النظام الأمني والقانوني وازدياد وتيرة الاحتجاجات الجماهيرية".

وإستطرد: "غضب الملايين من المحتجين والمتظاهرين أمر مفهوم، ولكن العواطف ليست إستراتيجية معتمدة لدى الحكومات، والأهم إذا سقط "مرسي" من سيحل محله؟".

وقال: "ليس هناك زعيم سياسي بديل يتمتع بالمصداقية الكافية لدى الشعب المصري، والمعارضة لم تفعل شيء لتستحق صوت الشعب أو تأييده. والعودة إلى حكم العسكر على ما يبدو هو خيار جيد لكثير من العلمانيين الذين يفضلون الديكتاتورية عن ديمقراطية الإسلاميين، لكنهم نسوا أن مصر تمر الآن بتجربة التوفيق بين الإسلام السياسي مع حكومة معاصرة".

وأضاف المقال: "إن رجال الدين السلفيين والفئات الدينية المتشددة تعهدوا بدعم الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" ولا يرون بديل له في هذا الوقت. ولكن إذا سقط رجلهم المفضل، فإنهم سيرون من سيأتي بعده على أنه رئيس "غير شرعي" وبعدها سيلجؤن إلى العنف وتكون هناك حرب مفتوحة مع الجيش، خاصة بعد أن أعلن الرئيس "مرسي" أمس حفاظه على الشرعية وعدم نيته في التنحي".

وأشار: "إن تجدد العنف من قبل الإسلاميين الذين يشعرون بالخيانه من قبل الأحزاب العلمانية هو إحتمال حقيقي إذا تم الإطاحة بالرئيس "مرسي" الذي أصبح رمزا للإسلاموية الإقيليمة في صناديق الإقتراع وليس فقط مجرد رئيس لدولة عربية".
الجريدة الرسمية