ما رأي الدين في الاستخفاف بالملائكة في الرسومات الكاريكاتيرية؟
تعرض الصحف يوميا صورا كاريكاتيرية توضح الملائكة فى صور رمزية بأجنحة، أو إنسان جميل مثلا وزبانية جهنم فى صور ثعابين او أشكال مخيفة فما رأى الدين فى ذلك ؟
يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف فيقول:الملائكة اجسام نورانية قادرة على التشكل بالأشكال الحسنة المختلفة،
وصفهم الله سبحانه وتعالى فى القران الكريم بأنهم مطهرون كرام بررة، عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ـ أى لا يتعبون ـ يسبحون الليل والنهار لايفترون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون
.
الإيمان بالملائكة
وناط بهم اعمالا فى مملكته الواسعة يؤدونها بأمانة وصدق كما أمرهم الله سبحانه، كما تقضى به طبيعتهم الخيرة التى لا تعرف الشر ولا العصيان، وقد أمرنا الله سبحانه أن نؤمن بهم على هذه الصورة الكريمة كما امرنا أن نؤمن برسله وكتبه.
الاستخفاف والتحقير
وحرم الاستهزاء والاستخفاف بهم أو تحقيرهم بأية صورة من الصور، كما حرم ذلك بالنسبة للرسل، قال تعالى فى سورة البقرة : {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}.
وقد كان اليهود يعدون جبريل عليه السلام عدوا لانه ينزل بالوحى الذى يفضح احوالهم، وبما يتعارض مع مصالحهم كما يتصورون.
صور الملائكة
ومن هنا يحرم اى شئ لايصور الملائكة بصورتهم التى صورها القران الكريم، سواء كان ذلك قولا أو فعلا، برسل او تمثيل او كلام أو غيره، فذلك كذب لأنه لا يمثل الحقيقة، والكذب حرام، كما حرم الكذب على الرسل الذى جاء فى الحديث المتفق عليه ( من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده فى النار ).
وهو إن كان فى شأن النبى صلى الله عليه وسلم فهو يشمل كل الرسل {لا نفرق بين أحد من رسله} البقرة، بل الكذب حرام حتى على غيرهم ممن ليست لهم مكانتهم العالية ومنزلتهم الرفيعة.
كما يحرم الاستهزاء والاستخفاف بالملائكة وكل من لهم قداسة وتقدير فإن ذلك يؤدى الى الكفر، لمنافاته لتشريف الله لهم بأنهم عباد مكرمون ويقول سبحانه فى سورة الحج {الله يصطفى من الملائكة رسلا من الناس}.
القيم الرفيعة
وإذا فقدنا ثقتنا بهذه الصفوة الممتازة من خلق الله فبمن نثق بعد ذلك وهم ليسوا فى درجتهم، إن مثل هذه الاستهانة بالملائكة والرسل وكرام الناس من الاولياء والعلماء الذين جعل الله لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة وقال فيهم فى سورة المجادلة: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
ان هذه السخرية والاستهانة مدرجة الى التحلل من كل القيم الرفيعة والواجب علينا جميعا ان نقف بحزم وشدة أمام هذا التسيب فى العقيدة والاخلاق لقوله تعالى فى سورةالانفال: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.