رئيس التحرير
عصام كامل

دولاب الدولة البيروقراطية يتطلب استمرار منصب الوزير- د. ياسر عبد العزيز يرسم سيناريوهات الإعلام في المرحلة الانتقالية: جماعة الإخوان بذلت كل جهدها لتشويه الإعلام وقمعه والسيطرة عليه

فيتو

رسم الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز سيناريوهات الإعلام في المرحلة الانتقالية المقبلة، والتي لم تخرج عن ثلاثة، أسوأها أن تسمم جماعة الإخوان المسلمين الإعلام بحروب الفتنة الطائفية والحروب الدينية.


عبد العزيز أكد في حواره مع "فيتو" على أن منصب وزير الإعلام مازال مهمًا لتسيير الأعمال، متحدثًا عن أهمية النظر إلى جماعة الإخوان باعتبارها طرفًا سياسيًا فاعلاً له أرضية لا يستهان بها.. فإلى نص الحوار:

- كيف كان وضع الإعلام في المرحلة الانتقالية الأولى وفترة حكم الإخوان؟

الإعلام لم يحظ بفرصة خلال المرحلة الانتقالية السابقة لإعادة هيكلة نفسه، وللأسف الشديد لم تعط جماعة الإخوان حينما وصلت للسلطة أي اهتمام لعملية إصلاح الإعلام أو تنظيمه، وبذلت كل جهدها لتشويهه وقمعه والسيطرة عليه.

- وماهى توقعاتك بالنسبة للجماعة في المرحلة الانتقالية الراهنة؟

للأسف، سنواجه مشكلة خطيرة تكمن في أن الجماعة وحلفاءها من تيار الإسلام السياسي سيكون لهم دور مؤثر، فهم يستطيعون إشعال الأوضاع، وأيضًا بالعكس وهو تهدئة الأوضاع.

- ما هي سيناريوهات الإعلام في المرحلة الانتقالية المقبلة؟

الإعلام أمامه ثلاثة سيناريوهات رئيسية، الأول هو أن يستوفى النقاط التي لم يتمكن من إدراكها في المرحلة الانتقالية السابقة عبر عملية تنظيم رشيدة تستهدف تحقيق استقلاليته وتحصينه بمعالجة أخطائه، وهذه العملية ستكون في حاجة لتعاون إيجابي وعاقل بين النخب الحزبية والجماعة الإعلامية والأطر السياسية التي ستظهر في المرحلة الجديدة، والثاني أن تستمر أوضاع الإعلام على ما هي عليه الآن، ليظل المشهد الإعلامي هشًا ومضطربًا لاضطراب الأوضاع السياسية، وبالتالى سنواجه المزيد من الأخطاء والمشكلات التي نراها الآن، وتتمثل في عملية الاستقطاب السياسي الحاد الذي أصبح مسيطرًا على الأداء الإعلامي، الذي يدل بدوره على تراجع أهمية المعايير المهنية وزيادة الميل لارتكاب الأخطاء بالإضافة للانحيازات الضارة، وأخيرًا السيناريو الأسود، وهو عرقلة جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من التيار الدينى المتشدد للمرحلة الانتقالية بأساليب غير سلمية، وباللعب على وتر الفتنة الطائفية أو الحرب الدينية، وبالتالى ستسمم الأجواء الإعلامية بشكل مضاعف وتحويلها لأدوات لزرع الفتنة.

- منع حدوث السيناريو الأسود هل يقع على عاتق القوات المسلحة ؟

القوات المسلحة يجب أن تكون فقط الحارس والضامن على مؤسسات الدولة وسيادتها وضمان السلم الأهلي للدولة، أما الأطراف السياسية الفاعلة فهى المنوط بها إعادة النظام الإعلامي على أسس الحرية والمسئولية بعد الإصلاح السياسي، فإذا انتصر الشعب سياسيًا يستطيع أن يحقق الاستقلال والحرية للإعلام لأن أي تصور لإصلاح الإعلام في ظل مشهد سياسي منقسم هو تصور قاصر، فالنظام الإعلامي هو سلطات عامة ومسئولون ونخب، وإذا كان هؤلاء يتصارعون فكيف نحقق نهضة في الإعلام، فالمطلوب أولًا الإجابة على الأسئلة السياسية لنرى الإعلام الذي نريده.

- هل تؤيد استمرار منصب وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة التي سيشكلها د. حازم الببلاوى ؟

لابد أن يكون هناك وزير إعلام، فهناك استحقاقات إدارية وإجرائية مازالت صلاحياتها في يد وزير الإعلام، وبالتالى وجوده ضروري لتسيير الأعمال، لكى يستطيع مثلًا الموظفون الحصول على رواتبهم، أما إلغاء الوزارة وتأسيس المجالس المستقلة للإشراف على صناعة الإعلام بعد الإطاحة بالرئيس مرسي فذلك مرهون بالتوافق السياسي، ولكن حتى الآن مازال دولاب الدولة البيروقراطية في حاجة لاستمرار منصب وزير الإعلام، ولكن كل ما نحتاجه من الوزير الجديد هو أن يسير الأعمال وليس واضع الاستراتيجية، ويضمن استدامة التغطيات الإعلامية بشكل يعكس مصالح متوازنة لكل الأطراف السياسية في مصر.

- من المسئول عن وضع الاستراتيجية ؟

الاستراتيجيات موجودة، ومنها دراسة قمت بإعدادها بالتعاون مع صحيفة أجنبية ونشرتها "اليونسكو" في كتاب، حول "تحرير وسائل الإعلام المملوكة للدولة من قبضة أي سلطة"، تضمن خطة عمل لإعادة بناء نظام الإعلام المصري، وقد طلب منى الدكتور عصام شرف أثناء رئاسته للحكومة عرضها عليه، وكذلك مجلس الشعب السابق، ومجلس الشورى والجمعية التأسيسية، فالاستراتيجية موجودة لضمان حرية وسائل الإعلام ومسئولياتها عبر آليات تنظيم ذاتى تتواكب مع ما يحدث في المجتمعات المتقدمة.

- وما الذي منع تطبيقها؟

عدم وجود إرادة سياسية، فالإعلام الحر يحتاج لحكومة مستقلة ذات قاعدة برلمانية تعبر عن الشعب وليس كالبرلمان السابق الذي كان يعبر عن فصيل سياسي واحد، جاء بشخصيات مثل حازم أبوإسماعيل وعاصم عبدالماجد لوضع الميثاق الإعلامي.

- هل ستعود القوائم السوداء في المرحلة القادمة للأطراف المختلفة ؟

خطورة جماعة الإخوان المسلمين تبدأ من الآن، فهم يستطيعون وضع العصا في الدواليب، وهو ما قد يؤدى لدخول البلاد في متاهات ووقتها يكون الوضع " والله غالب على أمره".

- كيف يمكن مواجهة ذلك؟

مواجهته مسئول عنها الداخلية أو الجيش.

وكيف يمكن تجنب الوصول لذلك الوضع؟

بأن تتجاوز جماعة الإخوان الماضي، ويتعاون الجميع لبناء المستقبل، مع التأكيد على أنهم طرف سياسي فاعل وله شعبية ونحترم جميعًا ذلك، ويجب أن نتعاون لبلوغ المستقبل ولا يجب أن تأخذنا إلى حروب الماضي.

الجريدة الرسمية