رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد أولمبياد طوكيو 2020؟!

مثل ملايين المصريين، شعرت بالألم، والحزن، والقهر، مع عودة بعثتنا إلى أولمبياد طوكيو 2020، بحصيلة هزيلة من الميداليات، لا تلائم مكانة مصر، وتاريخها، على الإطلاق.. وفي ظني أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يتجاهل الأمر. الكارثة لم تقتصر على تراجع موقع مصر بين دول العالم، بل وبين الدول العربية، في أولمبياد طوكيو 2020، لكن فوز إحدى الدول العربية، حديثة العهد بالرياضة، بأيدي رياضيين مصريين، بميداليات الذهب هو الأشد وطأة.

 أولمبياد طوكيو 2020

وأنا لا ألوم أي رياضي مصري يهرب من الظلم والإهمال والتجاهل، بل والضغط السلبي، والمحاربة، إلى دولة أخرى تفتح له ذراعيها، وتقدم له الإمكانيات المادية والمعنوية، وتسخر له كل الدعم، وتوفر له ما يحتاجه ليتفوق.. هذا "الإنسان" لا يمكن اتهامه بالخيانة كما يفعل البعض.

الخائن هو من سد أمامه الأفق، وحارب طموحه، وسعى بكل السبل، لإحباطه ودفعه دفعًا نحو الهزيمة والاستسلام والسقوط!! كلنا نعرف من هم المستفيدون في الاتحادات، و"الهلبية"، والفاسدون.. الذين يحزنون إذا برز رياضي، أو ظهرت الموهبة في أي لعبة، فيبادرون إلى تحطيمها بسرعة.

 

قد يكون الحقد هو السبب، كما كشف بطل المصارعة، الذي كان يومًا أحد أبطال العالم، محمد عبد الفتاح "بوجي"، وحاليًا هو الـ Head Coach for the USA Wrestling Team. قال "بوجي" في تصريحات تليفزيونية: إن الفاشلين هم الذين يديرون بعض الاتحادات الرياضية، وهم لا يرغبون في نجاح أحد!! لذلك فهم يحاربون أية مواهب، ويحطمون الكفاءات. لم يكن "حسونة"، عملاق رفع الأثقال، الأول، ولن يكون الأخير، ما لم تكن لدى الدولة بكل أطرافها، وكل عناصر اتخاذ القرار الإرادة لتغيير مسلسل المهازل المستمر منذ عشرات السنين.

كانت لدينا العديد من الفرص لإحراز عشرات الميداليات الذهبية، في أولمبياد طوكيو 2020، لولا ضعف النفوس لدى المهيمنين على شئون الرياضة.. في الساحة الرياضية العملة الرديئة تطرد العملات الجيدة.. فكثير من المتميزين علمًا وعملًا وخلقًا، يؤثرون الابتعاد، والانسحاب من المشهد؛ بسبب تلوث الأجواء.. والمطلوب إقناع هؤلاء بالعودة، وطرد الفاسدين الذين دمروا تاريخنا وشوهوا صورتنا، ولوثوا حاضرنا؛ في كرة القدم، والمصارعة، والجودو، ورفع الأثقال، وغيرها.

المآسي التي تعرض لها رياضيون مثل: سارة سمير في رفع الأثقال.. سمر حمزة وعبداللطيف منيع وهيثم محمود في المصارعة.. وغيرهم كثيرون جدًّا، تستحق تقديم المسئولين عنها إلى المحاكمة الفورية، بتهم الفساد .

أوقفوا مسلسل التجنيس

النماذج التي حاربت القهر، ورفضت أن تتوارى أمام الظلم، والتمييز، وسلطان الفساد، واضطرت للهروب من مصر، والنفاد بجلدها، قبل اندثار موهبتها، وضعفت أمام الإغراءات، كثيرة جدًّا.. طارق عبد السلام المصارع المصري الذي آثر العمل كـ "بائع شاورما"، في بلغاريا، وحصل على الجنسية وحصد لبلغاريا ذهبية بطولة أوروبا 2017.. سيد الباروكي، أحد أبطال العالم في سباحة الزعانف، هرب لإيطاليا في 2007، ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في قفزة الدولفين كأول عربي يحقق ذلك عام 2012.. حسين عواض ومحمود زكي؛ ثنائي مصري تألق بقميص قطر في كرة اليد.. الشقيقان أمجد وأحمد الصيفي لاعبا رمي المطرقة حصلا على الجنسية القطرية.. أحمد بدير وأشرف أمجد وأحمد أمجد مثلوا قطر في ألعاب القوى.

هروب الكفاءات

الشقيقان محمد وأحمد علاء الدين "كرة قدم".. ثنائي مصري يلعب للريان القطري وتم تجنيسهما.. شاركا مع الفريق الأول وحصل أحمد على لقب هداف كأس آسيا تحت 23 عاما في 2016 بينما يلعب محمد في مركز الدفاع.

صبرنا على ملف هروب العقول والعلماء إلى أوروبا وأمريكا؛ بسبب البيروقراطية، وضعف الإمكانيات، وخسرنا كثيرًا.. فهل نسكت على ملف هروب رياضيينا، وتصحير مصر من المواهب والكفاءات؟!

الجريدة الرسمية