صحيفة: الفوضى في ليبيا تحيي الحنين لسنوات القذافي
يعيد الليبيون حساباتهم بعد عقد من مقتل معمر القذافي، حكمت خلاله الفوضى في ليبيا البلد الغني بالنفط، ما جعل ابنه سيف القذافي يبدو كمنقذ محتمل.
سيف الإسلام القذافي
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية خلال تقرير أعده ماثيو كامبل، أن سيف الإسلام القذافي لم يعلن بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في 24 ديسمبر، لكن خلال حوار نشر الأسبوع الماضي تحدث بوضوح عن رغبته لاستعادة قيادة البلاد من أجل عائلته، واعتقاده بأن الاسم الذي كان مكروها في وقت من الأوقات قد يصبح صرخة استنفار قوية.
وطبقًا للصحيفة البريطانية، "فقد يكون على حق"؛ حيث حولت سلسلة الحروب الأهلية ليبيا إلى ساحة معركة للمليشيات المتناحرة، والقوات الأجنبية، والمرتزقة. ولذلك، ربما زاد الحنين إلى الاستقرار النسبي لحكم والده الذي استمر على مدار 40 عاما.
خيبة أمل
وأشارت الصحيفة إلى أن الشعور بأن الأوضاع كانت أفضل من قبل أصبح شائعا بشكل متزايد في شتى أنحاء المنطقة، لافتة إلى أن "خيبة الأمل في ليبيا بدأت مبكرا".
وقال ماثيو كامبل إنه عندما زار ليبيا عام 2017، تفاجئ لسماع الناس يندمون بالفعل على الثورة التي أطاحت بالقذافي من السلطة، وأضاف: "في مصراتة، أتذكر أنه قيل لي في الذكرى الخامسة للانتفاضة بالعام السابق، أقام البعض حفلات خاصة، ليس للاحتفال ببزوال وحش ولكن للاحتفال بذكريات الأيام السعيدة".
فراغ السلطة
وبعد مشهد دموي لقتل القذافي، استفاد تنظيم داعش من فراغ السلطة، واستطاع تأسيس أول بؤرة استيطانية خارج العراق أو سوريا، حيث صلب الناس لعدم امتثالهم للشريعة. لكن هذا الفرع تم تدميره.
وقال كامبل إنه من الصعب تخيل كيف قد يحاول سيف القذافي (49 عامًا) فرض النظام على مثل هذا المشهد الفوضوي
وقال دبلوماسي غربي: "مع وجودع الأمور على ما هي عليه، من الصعب تخيل اتحاد ليبيا حول أي شخص، ناهيك عن قذافي آخر. ليس حتى من المؤكد أنه سيكون هناك انتخابات".
وقبل أحداث 2011، كان ينظر إلى سيف القذافي على أنه إصلاحي محتمل؛ فقد درس في فيينا وكلية لندن للاقتصاد. وصادق علماء السياسة الغربيين وألقى محاضرات على المدنيين في التربية المدنية.
ولكن مثل والده، الذي اشتهر بقسوته، كان له جانب شرس، حيث كان يحتفظ بزوج من النمور البيضاء كحيوانات أليفة ويستمتع بالحفلات الفخمة على الريفييرا الفرنسية وبعثات الصيد في الخارج.
وطبقًا للصحيفة، فإن مشاركته في القمع الوحشي للمحتجين عام 2011، عندما حذر من "أنهار من الدماء" إذا لم تتوقف الثورة، وضعت حدا لأي فكرة عن تأثيره التحديثي.