تقرير: طهران ستتخلى عن خطط تبادل السجناء مع واشنطن
نقلت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن مسؤول أن طهران لن تواصل خططها لتبادل السجناء مع واشنطن، متهما إياها بارتكاب "مخالفات" تتعارض مع جهود الإفراج عن المحتجزين.
استمرار مخالفات إدارة بايدن
وقال المسؤول الإيراني الذي لم تذكر الوكالة اسمه: "مع استمرار مخالفات إدارة بايدن.. لا يوجد حافز لدى إيران لمواصلة هذه العملية، ومن ثم ستُحذف قضية التبادل بهيئتها الحالية من جدول الأعمال تماما".
الأمن القومي
يذكر أن وكالة "نور نيوز" مقربة من أعلى هيئة للأمن القومي والحرس الثوري في إيران.
والشهر الماضي قالت طهران إنه تم التوصل لاتفاق لتبادل السجناء لكن واشنطن نفت ذلك.
أُعد المشهد في إيران للوصول بالاقتراع الرئاسي إلى نتيجة محتومة؛ هي فوز رجل المرشد المتشدد إبراهيم رئيسي، وتنصيبه اليوم الثلاثاء رئيسا.
إبراهيم رئيسي
بدأ رئيسي حياته المهنية بعمر 20 عاما فقط، كنائب للمدعي العام لمدينة كرج في 1980، ثم مدع عام في مدينة همدان بعد ذلك بعامين، قبل أن يحصل على الجائزة الكبرى بعمر صغير في 1985، إذ تولى منصب نائب المدعي العام في طهران، وبات المدع العام في العاصمة في 1990، وخاض مسيرة طويلة في سلك القضاء.
لجنة الموت
وأصبح رئيسي عضوا في "لجنة الموت" عام 1988، وهي اللجنة القضائية التي نظرت في تقرير مصير عدة آلاف من السجناء السياسيين، وقضت بإعدامهم، ما يثير انتقادات عالمية حتى اليوم.
وخلال عضويته في هذه اللجنة، لعب رئيسي البالغ من العمر 30 عاما آنذاك، دورا بارزا في قرارات إعدام نحو 30 ألف شخص من السجناء السياسيين، وفق تقارير حقوقية وإحصاء المعارضة الإيرانية، في أخطر انتهاك لحقوق الإنسان في تاريخ الجمهورية الإيرانية التي بناها المتشددون في 1979.
وفي عام 2017، نشر الموقع الرسمي لآية الله حسن علي منتظري، نائب المرشد الأعلى الذي أقيل إثر خلاف مع الخميني بسبب إعدامات عام 1988، تسجيلا صوتيا للأول يحتج فيه أمام "لجنة الموت"، على هذه الإعدامات، ووصفها بأنها "أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية".
تحت رعاية المرشد
في عام 2016، حول المرشد الأعلى مسار رئيسي المهني من سلك القضاء إلى عالم المال والأعمال، إذ عينه رئيسا لمؤسسة "آستان قدس رضوي" الخيرية في عام 2016، والتي تشرف على شؤون ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد بإيران.
ولا تتمتع هذه المؤسسة بنفوذ سياسي وديني قوي فقط في إيران، بل تتلقى أيضًا مبالغ طائلة من الأموال التي يتم استثمارها في مشاريع مختلفة.
وتمتلك المؤسسة عقارات وأراض وشركات في مختلف المجالات مثل البناء والسياحة والسلع الاستهلاكية. بكلمات أخرى؛ يمكن وصف هذه المؤسسة بأنها دولة داخل الدولة في إيران.
وسبق لإبراهيم رئيسي الترشح في انتخابات الرئاسة في 2017 ضد حسن روحاني. لكنه لم يفز بالاقتراع واكتفى بالحصول على 38 بالمئة من الأصوات.
ويعتبر رئيسي من بين المقربين إلى المرشد الأعلى خامنئي باعتباره كان أحد طلابه في إحدى المدارس الدينية بمدينة مشهد.
بعد ثلاث سنوات من قيادة المؤسسة الخيرية الأضخم في البلاد، عين المرشد، رئيسي، رئيسا للسلطة القضائية الإيرانية في مارس 2019 وهو منصب حساس ومهم للغاية، وكلفه بـ"مكافحة الفساد".
على خطى خامنئي
وليس من الغريب أن تتقاطع أقدار رئيسي، والمرشد الأعلى خامنئي، بشكل كبير، فرئيس السلطة القضائية ورئيس إيران الجديد مقرب بشكل كبير من المرشد، وكان أحد طلابه، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفته في المنصب الأهم في البلاد.
وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تمتع رئيسي بثقل ودعم أكبر في الدوائر الحاكمة من أي من منافسيه، لأنه المرشح الأقرب لخلافة خامنئي كمرشد أعلى، وفق موقع "مينا واتش النمساوي" (خاص).
وتابع الموقع "تولى رئيسي رئاسة البلاد سيكون الخطوة الأخيرة في تأهيله لمنصب المرشد الأعلى"، مضيفا "المنصب الجديد تأكيد نهائي لتوصية خامنئي بأن يخلفه رئيسي في منصب المرشد الأعلى، خاصة وأن خامنئي نفسه كان رئيسًا لإيران قبل أن يتولى منصب المرشد الأعلى عام 1989".