من طبق الفول لـ البسكويت.. تاريخ التغذية المدرسية وأسباب توقفها منذ 2017
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، تكليفات بتطوير نظام التغذية المدرسية الحالي، من خلال إنشاء منظومة متكاملة لتقديم وجبة غذائية مثالية لطلاب المدارس بقيمة غذائية عالية، وإنتاج منتجات غذائية بجودة عالية من السلع الاستراتيجية وتوفيرها بالأسواق بأسعار تنافسية لتلبية متطلبات الأسواق المحلية والإقليمية.
وجاءت تلك التكليفات العاجلة للرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير نظام التغذية المدرسية خلال حفل افتتاح الرئيس السيسي، للمدينة الصناعية الغذائية «سايلو فودز» بمدينة السادات بمحافظة المنوفية.
وفي ضوء تلك التصريحات ننشر تاريخ التغذية المدرسية في مصر من البداية وحتى توقفها عام 2017 والأسباب التي أدت إلى ذلك خلال التقرير التالي.
فرمان ملكي لتوزيع وجبات التغذية المدرسية
ففي عام 1942 بدأت التغذية المدرسية وذلك من خلال إصدار قانون 25 لسنة 1942 والذى ألزم الدولة بتوفير النفقات اللازمة للتغذية لمراحل التعليم الأولية، وعليه توفر وزارة التربية والتعليم الوجبات الغذائية للمدارس فى جميع المحافظات، وكان ذلك بأمر ملكي صادر عن الملك الفاروق حاكم مصر والسودان في هذه الفترة.
وكانت أول وجبة مدرسية يتناولها الطلاب في مصر مجانا داخل المدارس لتحفيز وتشجيع الجميع على إلحاق أبنائهم بالمدارس في ذلك عبارة عن خبز وقطعة من الجبن وقطعة من الحلاوة الطحينية وقليل من حبات الفول السوداني وطبق فول كمكون غذائي.
واستمر طلاب المدارس المصرية في تناول تلك الوجبة الذي أصدر فرمان لها الملك فاروق عام 1942 لمدة عشر سنوات متكاملة، وحتى مع قيام ثورة 23 يوليو 1952 وسفر الملك خارج مصر استمرت تلك الوجبة كما هي دون إحداث أي تغيير بها.
جمال عبد الناصر وإدخال الفاكهة للوجبة المدرسية
و زادت الوجبة المدرسية عنصر هام ورئيسي وهي الفاكهة وكان ذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى باتت توزع مكتملة في شكل "طبق فول، الخبز، لبن، الجبن، الحلاوة، ثمرة فاكهة"، بينما فى عهد الراحل محمد أنور السادات كانت الوجبة المدرسية تحتوي على، عيش، وفول، وعلبة لبن، وقطعة جبنة مطبوخة، واستمرت حتى مطلع الثمانينات وفى منتصفها تغيرت فأصبحت تضم وجبة مغلفة ورغيفين من العيش البلدي فقط.
حسني مبارك والوجبة المدرسية
لينقلب حال الوجبة المدرسية 180 درجة في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لتصبح عبارة عن توزيع باكو بسكويت على الطلاب وكان يتم توزيعها بواسطة مسئول التغذية المدرسية وكانت تتغيير مابين الفينو أو الفطائر والمربى.
أسباب توقف الوجبة المدرسية في مصر
وفي عام 2017 أصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتوقف توزيع الوجبة المدرسية على الطلاب في مصر حتى إشعار آخر وجاء ذلك بسبب انتشار حالات تسمم بين الطلاب في ذلك الوقت في عدد كبير من المحافظات على مستوى الجمهورية، فقد وقعت أكثر من 300 حالة تسمم بين صفوف الطلاب جراء تناولهم للوجبة المدرسية، وتم نقل هؤلاء الطلاب للمستشفيات وإجراء غسيل معوي لهم.