بنت أبيها.. طالبة بأسيوط تتبرع بفص كبدها لوالدها.. وتؤكد: هو سر وجودي في الحياة
في مشهد تدمى له القلوب، وقفت الفتاة صاحبة العشرين عامًا وشقيقيها في مستشفى أسيوط الجامعي تنتظر الطبيب مع أفراد عائلتها ليطمئنها على حالة والدها الذي أصيب بوعكة صحية مفاجئة ليخرج الطبيب ويفجر مفاجأة وقعت عليهم كالصاعقة، وهي أن الأب يحتاج إلى التبرع بفص الكبد.
لم تتردد الفتاة البارة بوالديها رغم أنها في مقتبل عمرها في التبرع بفص كبدها لمن منحها الحياة عاملة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك" لتعلن فورًا دون تردد رغم أنها مقبلة على الامتحانات أنها ستتبرع بفص كبدها لوالدها متخلية عن كل ما في الدنيا من أجل صحة والدها وعودته بصحة وعافية للمنزل ولم يتبادر لذهنها خطورة هذه العملية عليها لكنها وضعت حياة والدها نص أعينها لتضرب مثالًا حيًا للتضحية من أجل الوالدين.
حكايات وكواليس عدة واجهتها منة الله محمود صابر المقيمة قرية باقور بمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط الطالبة بالصف الثالث بكلية الآداب قسم الإعلام بجامعة أسيوط في الآونة الأخيرة من خلال مرض والدها ومبادرتها بالتبرع بفص كبدها لوالدها والبدء الفعلي في إجراء التحاليل اللازمة أيام الدراسة والامتحانات مما زاد من حملها ولكن لم تتوان لحظة في التخلف عن واجبها تجاه والدها.
وقالت "منة الله": إن والدها كان يعمل مدرسًا بالسعودية وأصيب بفيروس سي أثناء تبرعه بالدم لأحد الأشخاص وظل يعاني لسنوات من إصابته بالفيروس إلى أن ساءت حالته.
وتابعت: "فوجئت الشهر الماضي بوعكة شديدة ألمت بوالدي أدت لحجزه في المستشفى وأعلن الطبيب وقتها التليف الكامل لكبده ولن تعود له صحته إلا إذا تم زرع فص كبد له وبالفعل أجرى أفراد الأسرة تحاليل التطابق وأنا الابنة الوحيدة لأخوين ذكور وجاء التطابق بينها وبين والدها".
تكمل "منة الله" أنها لم تتردد لحظة في الإعلان عن تبرعها بفص كبدها لكن والدها رفض تمامًا نظرًا لكونها ابنته الوحيدة ولم يستطيع المغامرة بحياتها إلا أنها أصرت على إنقاذ والدها.
وأوضحت أنها رغم الامتحانات إلا أنها ذهبت لإجراء كافة التحاليل بمفردها ثم بمعاونة أشقائها وتوج الله تعالى تعبها بالنجاح في كليتها وأعلن الطبيب المعالج عن إجراء العملية اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أنها في أتم الاستعداد للعملية من أجل صحته والدها.
وفي نهاية حديثها طالبت الابنة البارة بوالديها بالدعاء لوالدها بنجاح العملية الجراحية وخروجهما بسلامة الله وبكامل صحتهم،متوجهة بالشكر للأطباء والعاملين بالمستشفي على تقديم الدعم المعنوي اللازم لها ولأسرتها خاصة والدها وطمأنته عليها وعليه.