كيف تعامل الإسلام مع الأوبئة والأمراض المعدية؟.. أحمد عمر هاشم يجيب
ما زالت البلاد تمر بجائحة خطيرة هي فيروس كورونا رغم مرور شهور طويلة عليها وبذلت الدولة جهدا كبيرا لمنع انتشار الوباء، ورغم ذلك كانت خسائرها كثيرة فزهقت أرواحا كثيرة ويهمل الناس هذه الأيام الحذر والحماية من الوباء والمرض رغم استمرار الخطر فكيف وجهنا رسول الإنسانية إلى مواجهة مثل هذا الكرب والتعامل مع الأوبئة؟
وأجاب الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر فقال: "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها، وهذا هو الحجر الصحي الذى نبهنا الإسلام به، كما يجب الالتجاء إلى الله تعالى الذى بيده ملكوت السماوات والأرض بالدعاء فقال سبحانه (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) أى التضرع إلى أن يكشف عنا الغمة.
الحكم بكتاب الله
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس إذا ابتليتم بهن أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم" وما يقال على الطاعون يقال على الكورونا.
إعلان الفاحشة
وحذر الدين الذين يعلنون بالفاحشة فى المجتمع أو فى مواقع التواصل الاجتماعى لأن الرسول يحذرنا من هذا فلنستح من الله ولنكف عن الإهمال لننقذ أمتنا من الوباء.. فلا نفحش ولا نجاهر ولا ننقص المكيال والميزان ولا نمنع الزكاة ولا ننقض العهد، ولنحكم بكتاب الله.
رسالة إلى الأطباء
ورسالتى إلى أهل العلم والأطباء والقائمين على الطب الحديث والوقاية ضاعفوا جهودكم فى البحث العلمى فلا يوجد داء إلا وله دواء كما قال رسولنا الكريم.
والرسالة الثانية إلى المسلمين فى جميع بقاع الأرض: التجأوا إلى الله واستعينوا به سبحانه وتعالى بالتضرع والتوبة والعودة إلى الله.
الرسالة الثالثة إلى المستشفيات وأصحاب الأموال والأعمال بأن يمدوا أيديهم بالعطف على المريض الفقير الذى يصاب بوباء كورونا، واعلموا أن المريض معه ربه (مرضت فلم تعدنى، قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده) فما بالك بمن يمد له يد المساعدة.