العدالة وضوضاء التواصل الاجتماعي!
أحداث وحوادث وقضايا كثيرة تابعها شعبنا الفترة الماضية من جرائم قتل عائلية إلى جرائم قتل غير عائلية إلى معارك وخناقات فنانات وفنانين إلى تصريحات وأخطاء بل وخطايا.. وأغلبها أدى إلى اشتباك قطاعات من المصريين معها وتناولوها من وجهة نظرهم وقالوا آراءهم فيها من خلال بوستات وتغريدات بل وفيديوهات بث مباشر وغير مباشر على وسائل التواصل الاجتماعى كلها خلقت حول هذه الموضوعات رأيا عاما مع أو ضد.. لكنه في الأول والأخير رأي عام أدان أو تضامن مع أصحاب وأطراف هذه الأزمات والمشاكل!
بعد فترة من هذا التداخل مع الأحداث يثبت لأصحابها إنهم كانوا علي خطأ.. وأنهم تبنوا وجهة النظر غير الصحيحة.. وإنهم تسببوا في ظلم آخرين أو إنهم تسببوا في تبرئة مخطئين! وهنا يخجل الكثيرون من الإقدام علي فريضة الاعتذار بل إن بعضهم يزداد في عناده علي حساب الحق والحقيقة!
لا حل في ذلك إلا بالتأني في التناول ومعرفة الفرق بين الرأي والحقيقة ومعرفة الفرق بين الدليل اليقيني والدليل الظني ومعرفة السب والقذف والفرق بينهما والإيمان ان القضاء وحده هو من يدين أو يبرئ وأن المحاضر أو التحقيقات ليست الكلمة النهائية بل هي إجراءات في طريق تبيان الحقيقة أو الوصول إليها وأن كل ذلك من سمات وشروط الدول العصرية الحديثة !
إذا فعلنا ذلك ليس فقط سنبتعد عن ظلم البريء أو مجاملة الظالم.. بل ستقل هذه الضوضاء التي لا مثيل لها التي تعج بها شبكات التواصل الاجتماعي!!