حفظت 150 قصيدة ولحنتها.. سعيد صالح يروي آلام وحكايات ليالي السجن
ممثل كوميدى خفيف الدم، وصفه الكاتب محمود السعدنى بقنبلة ضحك من الوزن الثقيل لو استطاع ضبط سلوكه لكان قد نافس عادل إمام على زعامة الكوميديا، يعتبر نفسه أولا وأخيرا فنان مسرح نظرا لأعماله الفنية الشهيرة التى قدمها على خشبته بدءا من أولى مسرحياته هاللو شلبى عام 1969.
بعدها.. قدم سعيد صالح "مدرسة المشاغبين "التى استمر عرضها ست سنوات قدم فيها شخصية مرسى الزناتى الشهيرة، ثم مسرحية "العيال كبرت " التى فاقت المسرحيتين السابقتين نجاحا حيث قدم فيها دور سلطان.
فى مثل هذا اليوم عام 1940 ولد الفنان الكوميديان سعيد صالح وبين الميلاد والوفاة 74 عاما بالتمام والكمال حيث رحل فى الأول من أغسطس 2014، قدم خلال رحلته الفنية أكثر من 500 عمل تليفزيونى وسينمائى و200 مسرحية قام فى أغلبها بالغناء والتلحين.
ثنائى شهير
حصل سعيد صالح على ليسانس الآداب عام 1960 واكتشف الفنان حسن يوسف موهبته وخفة دمه فقدمه إلى مسرح التليفزيون، عمل ثنائيا كوميديا مع الفنان عادل إمام نتج عنه مجموعة من الأفلام منها الهلفوت وسلام ياصاحبى.
ألقى عليه القبض وحوكم ثلاث مرات ودخل السجن الأولى بسبب الخروج على النص والثانية والثالثة بسبب ضبطه يدخن الحشيش.
حول مرارة السجن وعذابه كتب سعيد صالح يقول: هناك عبارة شهيرة للشاعر الجميل فؤاد حداد يقول فيها " عمر ما الظلم انتهى، عمر ما الظلم انتهى " وأنا ظلمت كثيرا جدا، مرة عام 1983 عندما ألقى القبض على بتهمة الخروج على النص، وثانى مرة عام 1991 بتهمة تعاطى المخدرات،
فى الأولى حبسونى 17 يوما على ذمة التحقيق لأنى قلت على المسرح "يا ابن الكلب" واعتبر هذا إسفافا وخروجا على النص والقانون، وفى هذه القضية بالذات كنت أبكى من إحساسى بالظلم، لدرجة إنى كتبت للكاتب مصطفى امين وقلت له أنا صدقتك فى كل ماقلته عن الحب والتفاؤل والتشاؤم..لكنى لم أكن أصدقك فيما تقوله عن الظلم، والأن صدقتك بعدما وقع على الظلم كجبل بل ثلاثة جبال ظا..لام..ميم.
أما القضية الثانية وهى المخدرات والتى استمرت لمدة سنتين وثلاثة وعشرين يوما، فلقد حبسونى ظلما أيضا، والحكاية لم تكن مخدرات وإنما الكلام والأشعار التى أزعجت الحكومة وقتئذ من خلال مسرحى السياسى، والدليل على ذلك أنه فى النهاية لم يثبت على شيء على الإطلاق وطلعت براءة.
على العموم فقد أفادتنى تجربتى فى السجن من أنى حفظت فيه 150 قصيدة ولحنتها وغنيت أغلبها.
أما بالنسبة لعلاقتى حاليا مع عادل إمام فهى زى الفل وعدم مشاهدتى معه فى عمل مسرحى واحد فالمنتج يريد أن يكسب من عادل وحده، ومن سعيد صالح وحده لأن أجرنا احنا الاثنين سوف يقضى على مكسبه، وهذا لا يعنى أنى أتمنى بل اشتاق للوقوف مع عادل إمام على المسرح والاستمتاع بقفشاته وخروجنا إحنا الاثنين عن النص فى بعض الأحيان.