حكايات من دفتر الجنايات: سيدتان تختطفان رجلا وتغتصبانه.. وأب يهتك عرض ابنته
تدور قصص وحكايات أغرب من الخيال أصحابها أناس عاديون تحولوا إلى مجرمين وأرقام فى دفتر أحوال الأقسام، ومضت الأيام والشهور حتى أصبحوا أساطير فى جرائم قتل وخطف واغتصاب، جرائم بشعة شهدتها محافظة الدقهلية وشغلت الرأى العام تصدت لها محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء الدين المُري رئيس المحكمة، وأصدرت أحكام رادعة وبعث القاضى برسائل قوية ليعلمها القاصى والدانى.
القضية الأولى: سيدتين اختطفا واغتصبا رجلًا
وقال القاضى؛ أمركن عجبًا نسوة وأخدان يخطفن رجلًا ويغلقن الأبواب ويهتكن عرضه بالقوة، ويعذبنه ضربًا وركلًا وإطفاء السجائر في جسمه، فيلقى بنفسه من الطابق الثاني فرارًا من الجحيم».. ومن تكونون زوجتان وصديقتان وأصدقاء. إنه جرم على مجتمعنا لغريب يندى من وقاحته جبين الحياء وتتوارى من انحطاطه نون النساء. ما أنتم إلا سرطان في جسم مجتمعنا المصري الحيىّ بطبعه، وما قضاة هذا البلد إلا أُساة هذا المجتمع وأطباؤه وحق عليهم اجتثاث هذا الداء من تربته وترابه، ولولا بعض الظروف وملابسات الدعوى لبلغت المحكمة بالعقاب حده الأقصى.
وقضت المحكمة بالسجن المشدد 10 سنوات لكل من «هبة الله. ح. ع»، 32 سنة إخصائي تمريض بمستشفى دمياط التخصصي و«وعد. ع. م»، 29 سنة، و«محمد. م. م.»، 25 سنة ماجستير في التربية الرياضية- ومقيم بالمنصورة، «حضوريًّا» وغيابيًّا على كل من «فريد. إ. ع.»، 37 سنة حاصل على دكتوراه في القانون الجنائي من الخارج، و«أحمد. إ. إ»، 33 سنة صاحب صالة ألعاب رياضية، «محمود. ش. ع»، 35 سنة، حاصل على دبلوم صنايع «هاربين».
كما قضت المحكمة بمعاقبة «مها أ.ع».، 34 سنة، ربة منزل، بالسجن لمدة سنة واحدة، وبراءة «حنان. ا. ا»، 52 سنة، معلم أول بمدرسة العوضية الابتدائية- ومقيمة العوضية مركز شربين مما أسند إليها، ومصادرة الأعضاء الذكرية الاصطناعية المضبوطة في الواقعة وذلك لاشتراكهم جميعا في خطف وتعذيب وهتك عرض المجنى عليه «محمد. م. ع»، 35 سنة، صاحب مكتب استيراد وتصدير.
القضية الثانية: أب يغتصب ابنته
وجه المستشار بهاء الدين المُري رسالة قوية للأب المتهم ؛ يا شعبان جرمك شنيع ألقت بك الشهوات في أتون الخطيئة فنسيت الأبوة وخرجت عن ناموس البشرية ولم تكن ضحيتك إلا طفلتك ابنة السادسة عشرة، نهشت عرضها لواطا غير مرة وأكلت لحمها حيا في جرأة وأحلت رباط الدم إلى ماءٍ مهين.
واستطرد القاضى: “ان المحكمة وهى تضع موازين القسط عند تقدير العقوبة تمنت لو أن نص العقاب قد أسعفها لتقضى بالاعدام لتجتث من المجتمع عضوا فاسدا لا خير فيه ولكن عزاءها أن أنزلت بالمتهم حد العقاب الأقصى".
وطالب رئيس المحكمة المشرع بتغليظ العقوبة في مثل تلك الجرائم قائلا «وفى هذا المقام تهيب المحكمة بالمشرع أن يجعل العقاب في مثل هذه الواقعة الإعدام دون تفرقة بين إتيان الفحش من قُبل أو من دُبر والا كان نص العقاب بالاعدام في الحالة الأولى يحمى غشاء البكارة وهو مايتنزه عنه المشرع لذلك حكمت المحكمة حضوريا بمعاقبة شعبان عبدالصبور السيد على، بالسجن المؤبد عما أسند إليه وأزمته المصاريف الجنائية وفى الدعوى المدنية بإحالتها إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف
وقضت المحكمة بالسجن المؤبد على الأب المتهم بهتك عرض ابنته القاصر بإحدى قرى مركز المنصورة، مستغلا تواجدهما بمفردهما وتحرش بها راغبا في اغتصابها، لكنه فشل بسبب مقاومتها فهتك عرضها من الخلف بعدما هددها بالقتل في حالة عدم موافقتها.
القضية الثالثة: أب ذبح نجله بسبب خلافات مع شقيقته وتهديدها
نادى المستشار بهاء الدين المُري، على المتهم محمود حسن عبدالعظيم على، الذي ذبح نجله «أدهم» 13 سنة، وخاطبه قائلًا: «يا مَحسُوبْ على بَني الإنسان، جئتَ ما لم يأته الوَحش والطير والحَيوان، فبقَلبٍ قُدَّ من حديد، فَكَّرت وقدّرتْ، وسعَيتَ وتَدبَرت، وأعدَدت مِشرطًا جِراحيًا مَاضيًا في حِدَّتِه، ونوَّمتَ ولدَك بمُنوِّمٍ، وانتَبذت به مَكانًا قَصِيًا وأضَجَعتَه وذبَحْت، ومَنِ الذي ذبَحْت، فِلذة كبِدك، وقِطعة من رُوحِك».
وأضاف متعجبًا: «ما الذي يَجري في عُروقِك، لو كان دَمًا، لَمَا ذبَحْت ثَمرة فؤادِك، ألم يَرق له، والمِشرطُ يَجري في وَدَجَيهِ، الحَجَرُ الذي بين ضُلوعِك، ألم تُصعَق للدم المَسفوح، الذي هو من دِمَائِك ألم تَفقد بعدَها صَوابَك، كلاّ.. لأن الإنسان مَات في ذاتك».
ووجه رئيس المحكمة رسالة إلى الآباء العاقين قال فيها: «أبناؤكم أمانة، هِبة ربانية، ونِعمة عظيمة، أَعمِلوا فيهِم قول المُصطفَى صَلَّى الله عليه وسَلمَ (كُلكُم راعٍ، وكُلكُم مَسؤولٌ عن رَعيته)، واحذروا قولَه (كفَى بالمَرِء إثمًا أن يُضَيِّع من يَعُول)».
وأضاف رئيس المحكمة: «نعود إلى المتهم، إن المَحكمةَ وهي بصدد المُداولة، لم تَجدْ لك مِن سبيل للرأفة، ولا مُتَسعًا للرحمة، فمَن لا يَرحَم الناس، لا يَرحَمُه القانون الرادع الزاجر، فما بالنا بمَن لم يَرحمْ ابنه، ومن هنا كان إجماع آراء أعضاء المحكمة على وجوب القِصاص، فقد يكون في مَوتِك بهذا القَضاء، عِظة للناسِ خَير من حياتِك، لذلك وبعد أخذ رأى مفتى الجمهورية والمداولة قانونا وامتثالا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى)، وقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون)».
وتابع: «حكمت المحكمة حضوريا بإجماع الآراء بمعاقبة محمود حسن عبدالعظيم على بالإعدام شنقا ومصادرة المشرط الجراحى المضبوط وألزمته بالمصاريف الجنائية
القضية الرابعة: ربة منزل تسمم زوجها للزواج من شقيقه
وأكدت تحريات المباحث أن المتهمة وضعت جوهرا ساما «مبيد حشرى سم فئران» لزوجها بالطعام حال استدراجها له لمنزل والدها، قاصدة بذلك إزهاق روحه، فضلا عن أن السبب وراء قيام المتهمة بارتكاب تلك الواقعة هو رفضها العيش معه.
كان المحامي العام لنيابة جنوب المنصورة قرر إحالة المتهمة «علما. م. ا»، 20 سنة، ربة منزل، مقيمة بإحدى قرى مركز ميت غمر لأنها في يوم 4/10/2015 بدائرة مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية قتلت زوجها المجني عليه، «أحمد. س. م»، عمدا مع سبق الإصرار بأن بيتت النية وعقدت العزم على ذلك وأعدت لهذا الغرض مبيدا حشريا «سم فئران»، وما إن تھیأت لها الفرصة حتی دسته في طعامه فحدثت إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته قاصدة من ذلك إزهاق روحه على النحو المبين بالأوراق.
وأكد شقيق المجني عليه ويدعى «محمد. س. م»، 24 سنة، طباخ، ومقيم بإحدى قرى ميت غمر، في أقواله أمام النيابة العامة، بأنه نما إلى علمه وفاة شقيقه فتوجه صوب مسكنه وأبصر على جثمانه إفرازات تخرج من فمه وتغيرا بلون جلده واتهم المتهمة بتقديم مادة سامة له بقصد قتله لسابق إخبارها له برغبتها في الزواج منه وأن المجني عليه يقف في طريق هدفها المنشود وأنها ستتخلص منه وصولا لمقصدها.
مقتل ربة منزل بمدينة 15 مايو
ومن المنصورة إلى القاهرة تلقى قسم شرطة مدينة 15 مايو، بلاغًا من نجل رجل أعمال وصاحب المصنع بقيام والده بقتل والدته وتدعي "ف أ" 53 عامًا في محل سكنهما التابع لدائرة القسم، فانتقل رجال وحدة المباحث لمكان الواقعة.
وبالفحص تبين العثور على جثة ربة منزل تبلغ من العمر 58 عامًا مخنوقة بإيشارب، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
زوج يخون زوجته بإيشارب في 15 مايو
واستمع فريق من رجال المباحث لأقوال نجل المجنى عليها الذى أكد أن والده وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافات بينهما، وأنه فر هاربًا عقب ارتكاب الجريمة.
وبإجراء التحريات تبين نشوب مشادة كلامية بين رجل الأعمال وزوجته بسبب خلافات بينهما، قامت خلالها باستفزازه وتطورت إلى مشاجرة بالأيدى قام خلالها المتهم بخنقها بإشارب حتى فارقت الحياة ثم فر هاربا.
وبالعرض على اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بسرعة تحديد اختباء المتهم وضبطه، وتم تشكيل فريق بحث وتحرى عن الأماكن التي يتردد عليها المتهم.
وبعد هروبه 50 يوما من ارتكاب الجريمة تمكن رجال المباحث من تحديد مكان اختبائه، وتحركت قوة أمنية من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة لمكان اختبائه، وتم فرض كردون أمنى بمحيط اختبائه لمنعة من الهروب، وتمكن رجال المباحث من ضبطه، وتم اقتيادة إلى ديوان القسم.
وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة بسبب خلافات أسرية بينهما، وأنه قام بخنق زوجته بإيشارب كانت ترتديه على رأسها وقت ارتكاب الجريمة.
وأضاف أنه أثناء جلوسه داخل منزله بمدينة 15 مايو نشبت بينه وبين زوجته مشادة كلامية بسبب خلافات بينهما، واستكمال المشادة الكلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدى قام خلالها المتهم بخنقها باستخدام إيشارب كانت ترتديه حتى فارقت الحياة.
وأوضح المتهم، إنه لم يكن يقصد قتلها، وانه عقب ارتكاب المجزرة فر المتهم هاربا خوفًا من الملاحقة الأمنية وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.