سد النهضة.. وصبر مصر!
هناك قضايا مصيرية لا يمكن تجاهلها، خاصة التى تمس الأمن القومى، ومن بينها قضية سد النهضة الذى كشف التعنت غير المبرر لحكومة إثيوبيا بشأن مفاوضات سد النهضة، والذى يمثل تهديدا للحق فى الحياة للشعبين المصرى والسودانى.. لقد حاولت الدولتان التوصل لاتفاق عادل وملزم يضمن مصالح شعوب دول النيل من خلال المرونة فى التفاوض، لكنها قوبلت بالتعنت من الجانب الإثيوبى، والذى أدى إلى فشل المفاوضات حتى الآن، ومواصلة أديس أبابا استمرارها فى مسلسل استفزازها بشأن الملء الثانى الأحادى..
لجأت مصر للقنوات الرسمية من خلال الدبلوماسية والوصول إلى المنصات الدولية، والتى أظهرت حق مصر والسودان برفض الملء الثانى للسد وعلى الجانب الآخر رفض إثيوبيا تجميد الملء الثانى وإلزامها بإطار قانونى بشأنه والعودة للمفاوضات بما يحقق مصالح دولتى المصب.. لقد وضح أن الحكومة الإثيوبية لا تسمع إلا لصوتها وتغض الطرف عن صوت العقل والحق فى الوصول إلى الاتفاق بشأن السد الضخم الذى يحفظ حقوق جميع الأطراف.. لقد زادت الاستفزازات عن حدها وتخطت الخطوط الحمراء، وتتمادى إثيوبيا فى اتخاذ خطوات من شأنها تضر بمصالح مصر والسودان..
بديهى أن ملف الأمن المائى فى غاية الأهمية والحساسية، والأزمة الحالية موثرة على الأمن الإقليمى كليا والأمن الدولى جزئيا، وهو ما يتطلب التعاون لا الصراع، والحاجة إلى تنسيق السياسات، خصوصًا مع ارتباط ملف المياه بملفات الطاقة والأمن الغذائى على العموم الحكومة الإثيوبية تلعب بالنار، بينما مصر تتحلى بالصبر، وتخوض معركة المياه بحنكة دبلوماسية، وفى نفس الوقت لن تسمح لكائن ما أن ينتزع حقها من مياه النيل.