كلهم إرهابيون!
راشد الغنوشى معروف إنه يتسم بالدهاء أكثر من قادة الإخوان الآخرين في البلاد العربية.. وهذا الدهاء حمى حزبه من مصير إخوان مصر، ومكنه من حكم تونس منذ عقد مضى.. لكن هذا الدهاء فى الأزمة الأخيرة التى يمر بها هو وحزبه لم يسعفه فى إخفاء رغبته فى ممارسة العنف.. فهو بعد صمت إمتد لبضعة أيام خرج أمس ليهدد باللجوء الى العنف إذا لم يتراجع الرئيس التونسى ويلغى تجميد البرلمان التونسى المقرر لنحو الشهر.
وهكذا الغنوشى لا يختلف عن بديع أو الشاطر أو محمود عزت، وإن كان يفوقهم دهاء.. إنه ينتهج العنف ويحض على ممارسته ويهدد باللجوء إليه بعد أن فقد حزبه الحكم والنفوذ السياسى فى بلده تونس، مثلما فعل قادة الإخوان حينما تم طردهم من السلطة قبل ثمانية أعوام مضت.
إنهم كلهم ينتمون إلى تنظيم واحد له طبيعة فاشية وإرهابية، ويتبنون ذات الفكر المتطرف الذى يحض على ممارسة العنف ويعتبره نوعا من الجهاد.. وهذا ليس غريبا أليسوا جميعا يجمعهم التنظيم الدولى للإخوان الذى يستند إلى فكر ونهج حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان في مصر.
نعم، إنهم ليسوا شخصيات تمثل نسخا متطابقة.. بل ثمة فروق بينهم بالطبع تمخضت عن خلافات في التفكير وفي التكتيك الذى يمارسونه في المنظمات التى يقودونها.. لكنهم متفقون فى نهاية المطاف فى النهج الاستراتيجى.. أى يجمعهم هدف واحد وهو إحياء دولة الخلافة تحت قيادتهم وسيطرتهم، ولا يهم في سبيل ذلك إراقة الدماء وإغتيال الأبرياء وهدم مؤسسات الأوطان وترويع المواطنين.. بإختصار إنهم كلهم إرهابيون حتى ولو إرتدوا ثيابا وأقنعة لإخفاء هذا التطرّف وتقديم أنفسهم للناس بوصفهم كائنات أليفة!