هل يمكن للمرأة التنازل عن مهرها.. تعرف على رأي الأزهر
يعد موضوع مهر الزوجة أحد أبرز الموضوعات التى تشغل الشباب بين الحين والآخر والتي يكثر الحديث عنها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ومن الأسئلة التي تثار حول المهر هو تعريفه في الشرع وحكمه وهل يمكن للمرأة تتنازل عنه أم لا.
تعريف المهر
ومن جانبه أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المهر قد شرع في الإسلام كرامة للنساء، وتطييبًا لخاطرهن، وإظهارًا لعظمة عقد الزواج ومكانته، وإشعارًا بأن الزوجة شيء لا يسهل الحصول عليه إلا بالبذل والإنفاق؛ حتىٰ لا يفرط الزوجُ فيه بعد الحصول عليه.
وأشار المركز إلى أن نبيُّ اللهِ موسىٰ علىٰ نبينا وعليه السلام، قد أنفق عشر سنين من عمره مهرًا للزَّواج من فتاة مدين؛ قال اللهُ ﷻ: "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ".
وأضاف المركز أن المهر هو المال الذي يجب علىٰ الزوج لزوجته بسبب عقد الزواج عليها، وهو أثر من الآثار المترتبة علىٰ عقد الزواج، ويدل علىٰ وجوبه قوله تعالىٰ: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً..."، والمراد بالصداق هنا هو المهر، أي: أعطوا النساء مهورهن عطية واجبة عن طيب نفسٍ، وأيضًا ما ورد من أن النبيِّ ﷺ لم يخل زواجًا من مهر، وكذا إجماع الأمة علىٰ وجوبه.
ملكية الزوجة للمهر
واوضح المركز أن المهر يكون ملكا خالصًا للزوجة تتصرَّف فيه كما تشاء وليس لأحد التدخل فيه، ولها أن تهب منه لمن تشاء كما تريد، وأما تكاليف الزواج من شبكة، وولائم، وزينة، فيُرجع فيه إلىٰ العُرف إن لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين علىٰ شيء محدد؛ لأن العادة محكمة، والمعروف عرفا كالمشروط شرطًا.
وتابع: أما قيمة المهر: فالراجح من أقوال الفقهاء أنه لا حد لأقلِّه ولا لأكثره، ولكن يسن عدم المغالاة في المهور؛ لما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً" أخرجه النسائي وأحمد.