دقت ساعة العمل.. سيف الإسلام يخرج من كهفه السري لقيادة ليبيا
أكد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، أنه حر وأنه يُرتب للعودة إلى الساحة السياسية فى بلادها، فى أول لقاء له مع صحيفة أمريكية بعد عقد من الاختفاء.
وقال سيف الإسلام في أول مقابلة له بعد اختفاء دام لـ10 سنوات مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن "المقاتلين الذين اعتقلوه قبل عشر سنوات قد تحرروا من وهم الثورة وأدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفًا قويًا لهم"، على حد تعبيره.
الترشح لرئاسة
ورغم تحفظ سيف الإسلام بشأن الحديث عن احتمالية ترشحه لرئاسة ليبيا، فهو يعتقد أن الحركة التي يقودها بإمكانها "أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة"، معتبرًا أن السياسيين الليبيين "لم يجلبوا إلا البؤس حان الوقت للعودة إلى الماضي، البلد جاث على ركبتيه.. لا مال ولا أمن لا توجد حياة هنا".
وقال نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافى: إن ليبيا أنفقت على مدى العقد الأخير مليارات الدولارات “دون بناء مشروع واحد، ودون وضع حجر بناء واحد”، وأضاف أن تلك الأموال ذهبت إلى المتربحين الذين "يمولون ويدعمون الميليشيات الصغيرة حتى يضمنوا استمرارية هذه اللعبة".
واعتبر سيف الإسلام أن بلاده تعاني "غياب مفهوم الدولة منذ عام 2011"، فعلى حد قوله، لم تكن الحكومات المختلفة التي حكمت البلاد منذ ذلك الحين سوى مجموعة من المسلّحين يرتدون البدلات.
وأضاف، بحسب "نيويورك تايمز": "ليس من مصلحتهم أن تكون لدينا حكومة قوية، ولذا فهم يخشون الانتخابات. إنهم يعارضون فكرة وجود رئيس ودولة وحكومة ذات شرعية مستمدة من الشعب".
تمثيل الدولة
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، يبدو أن سيف الإسلام يرى أنه الوحيد القادر على تمثيل الدولة التي تجمع تحت رايتها جميع الليبيين. لكن أي ترشيح محتمل لسيف الإسلام سيواجه مشكلة كبيرة بعد أن أدانته محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية. وقالت الصحيفة إنه "مقتنع بأن هذه المسائل القانونية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته غالبية الشعب الليبي زعيمًا".
واتهم إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وليس معمر القذافي، بتحمل مسئولية الدمار الذي حل بليبيا، وذلك في إشارة إلى تدخل حلف الناتو في البلاد، ودعمه للثائرين على النظام السابق لمعمر القذافي.
هالة الغموض
وقالت الصحيفة، إن سيف الإٍسلام يرى أن اختفاءه هو السبيل لإحياء شعبيته، وهو حريص أشد الحرص على الاحتفاظ بهالة من الغموض، مشيرة إلى أنه كان مترددًا بشأن السماح للصحيفة بتصويره، إذ وافق في بداية الأمر على التقاط صور جانبية، لكنه أخذ يشيح بوجهه عن الكاميرا وأصرّ على تغطية جزء من وجهه باستخدام وشاح.
ومن جانبه قال سيف الإسلام مبررًا سلوكه إنه يريد لهذه الصور أن تعطي انطباعًا بأن "هذا هو الرجل، لكن ليس واضحًا.. إنه ليس واضحًا، مثل الشبح.. ليس عليلًا؛ بل قويًا. لكنه ليس واضحًا"، على حد قوله.
مكان الاختباء
وتطرق إلى فترة اعتقاله، وقال إنه لم يكن على اتصال بالعالم الخارجي خلال السنوات الأولى من اعتقاله، وأنه قضى بعض هذه الفترة في مكان أشبه بالكهف، وهي غرفة تحت الأرض شقت وسط الصحراء أسفل منزل في بلدة "الزنتان" في غرب البلاد.
وأضاف سيف الإسلام: أنه "لم يكن بالغرفة أي نوافذ، ولم يكن يميز الليل عن النهار أغلب الوقت، كان وحيدًا تمامًا، وأدرك أنه قد يموت في أي لحظة، فازداد إيمانًا. وذات يوم في مطلع عام 2014، تلقى زيارةً غيرت مجرى حياته؛ إذ اندفع رجلان من كتيبة الزنتان إلى غرفته الصغيرة. بدا عليهما الغضب والانزعاج وأرادا التحدث"، لافتًا إلى أن التغير في مواقف الثوار تجاه الأحداث في ليبيا، أدى إلى تغيير طريقة التعامل معه.
وأكد سيف الإسلام: "نحن نشبه السمك والشعب الليبي يشبه البحر من دونهم نموت، هنا نحصل على الدعم. هنا نختبئ. هنا نقاتل. نحن نحصل على الدعم من هذا المكان. الشعب الليبي هو البحر لنا".