رئيس التحرير
عصام كامل

كيف انتهى تمرد الإخوان على خلطة مبارك بإسقاط الجماعة للأبد ؟

إخوان السجون
إخوان السجون

لم تسقط جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، بسبب تخبطها وتسرعها في محاولة أخونة كل مؤسسات الدولة فقط، والتفنن في صناعة الأعداء، بل لأنها تمردت أيضا على خلطة زمن مبارك، التي أدت لتضحمها بشكل لافت على مدار 3 عقود ما انتهى بها إلى الفوز بأول انتخابات رئاسية في مصر بعد ثورة 25 يناير، قبل أن تسقط مرة آخرى بعد أقل من عام واحد.



خلطة مبارك 

خلال رئاسة حسني مبارك، كانت استراتيجية الإخوان تتمثل في زيادة التحامهم بالمجتمع والمؤسسات الفاعلة بداية من النقابات وانتهاء بمؤسسة التشريع ومؤسسات القوة في البلاد.

عملت الإخوان بمنتهى الحسم على تجنب استفزاز نظام مبارك، من خلال تحديد عدد المرشحين لانتخابات البرلمان والنقابات المهنية عند مستويات مقبولة لاتتجاوز الحد المسموح به، كما تجنب الإخوان الأعمال التي قد تستفز السلطة.

اضطراب شديد

في السنوات التي سبقت ثورة 2011، كان المجتمع المصري في حالة اضطراب شديد، ما ادى لتراخي يد الدولة في السيطرة على المجال العام بسبب الضغوط الأمنية.

استغل الإخوان هذا الإضطراب في مضاعفة نشاطهم وكسر المحظورات القديمة بعض الشيء بالمشاركة في حركة كفاية، كما انضم شبابها إلى العديد من الحركات التي ظهرت في ذلك التوقيت مثل حركة 6 إبريل وغيرها. 

آتت استراتيجية الإخوان ثمارها فور تنحي مبارك، اشتركوا في إدارة العملية الانتقالية، ولكن سريعا حاولت الجماعة تغيير جلدها واختطاف الثورة عبر الضغط لإجراء الانتخابات لم يكن أحد على استعداد لها غيرها ورغم رفض كل القوى السياسية الأخرى.

لم تهتم الجماعة بتزايد الغضب ضدها، ولجأت على الفور للتحالف مع التيار السلفي للمزاحمة على جميع المناصب في البلاد، رئاسة الجمهورية والبرلمان بغرفتيه والوزارات المختلفة، كمان نشرت رجالها في كل مؤسسات الدولة.  

انقلاب الإخوان على استراتيجية مبارك القديمة جعلها تفقد كل شيء بعد مرور عام واحد لها في السلطة، خرجت مظاهرات شعبية ضخمة ضدها بسبب سوء الإدارة والدستور المفصل على مقاسها والتيارات الدينية الآخرى، وانتهاج أعضائها العنف ضد المعارضة، ومحاولات إسكات الصحافة والاعتداء على النساء والأقباط والشيعة. 

بمجرد وصول الإخوان إلى السلطة نسوا الحذر الذي أظهروه على مدى عقود، وفرضوا أغلبيتهم في لحظة حساسة للغاية كانت تتطلب الاعتدال والبحث عن الإجماع، وكانت النتيجة تحالفًا ضد الجماعة أطاح بهم للأبد. 

الجريدة الرسمية