أوباما ومصر.. أروح لمين؟
تسارع الأحداث في مصر، وتزايد الحشود المعارضة لحكم «الإخوان»، يجعل كل طرف يجري حساباته بدقة. القافزون من السفينة شرعوا في القفز، والبعض يستعد، والبعض لم يعرف أهو في السفينة أم في البحر.
هذا في الداخل.. وفي الخارج، وتحديدا في أمريكا، تجري الحسابات بدقة أيضا، خصوصا مع الاتهامات المتكررة لإدارة الرئيس أوباما بأنها الداعم الخفي لوصول «الإخوان» للحكم، وأن سفيرة واشنطن في القاهرة، آن باترسون، تقوم بدور نشيط في توفير الدعم الأمريكي لسلطة «الإخوان»، بحجة الديمقراطية الانتخابية، المحصورة في الصندوق، وهو أمر جعل من السفيرة هدفا لسهام النقد من قبل المعارضة المصرية، حتى إن صورها رفعت في الميادين الاحتجاجية على سبيل النقد.
قبل يومين تداول أنصار الرئيس مرسي، بنوع من الفرح، خبرا مفاده أن الرئيس الأمريكي اتصل بالرئيس مرسي ليبدي له نوعا من الدعم والمساندة له ولشرعيته.. الأمر الذي أثار لغطا كثيرا لدى معارضي «الإخوان»، وهم الجموع الهادرة في الميادين، بالإضافة طبعا للقوات المسلحة والداخلية، التي تفصح شيئا فشيئا عن انحيازها لصوت المعارضة، ولدينا من قبل قطاعات القضاء والإعلام والسياحة والثقافة، وغيرها كثير.. هنا تعلمت واشنطن الدرس فيما يبدو، فسارعت إلى تبديد الغموض حول محتوى هذه المكالمة، ونشرت السفارة الأمريكية في القاهرة بيانا وصفته بأنه ملخص مكالمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي حول تطورات الأحداث في مصر.
وذكرت السفارة الأمريكية أن أوباما قام بالاتصال بالرئيس مرسي، الاثنين الماضي، للتعبير عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة، بحسب تقرير لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط».
وحرص البيان على توضيح النقطة التالية في المكالمة، والإشارة لمن يتلقى الرسالة طبعا، جاء في البيان: «وقال الرئيس أوباما للرئيس مرسي إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعملية الديمقراطية في مصر، وإنها لا تدعم أي حزب واحد أو مجموعة»، مشددا على أن «الديمقراطية هي أكثر من مجرد انتخابات، بل هي أيضا ضمان أن تكون أصوات جميع المصريين مسموعة وممثلة من قبل حكومتهم، وذلك يتضمن العديد من المصريين الذين يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد».
هذه الكلمات الحريصة جدا على الدقة والوضوح من مصدر رسمي، الغرض منها واضح، وهو الابتعاد خطوة، إن لم يكن خطوات، عن الرصيف الإخواني.. ربما سمع أوباما نصيحة مختلفة هذه الأيام، من المؤكد أنها ليست من المصادر التي اعتاد سماعها طيلة العامين الماضيين.
نقلا عن الشرق الاوسط