رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء عسكريون يؤكدون.. الجيش يفي بوعده وخطاب مرسي دعوة للعنف.. نبيل فؤاد: هناك شرخ كبير بين الرئاسة والجيش.. بلال: الجيش عندما يعد يفي بوعده.. أبو هشيمة: شرعية الرئيس سقطت.. بخيت: المركب يغرق

محمد مرسي
محمد مرسي

أثار خطاب الرئيس مرسي أمس جدلا كبيرا في الشارع المصري، البعض اعتبره دعوة صريحة للعنف والتحريض على إراقة المزيد من الدماء وتجاهل مطالب الشعب الذي انتفض في كل الميادين بالملايين يطالبون بالتغيير وأكد عدد من خبراء عسكريين أن القوات المسلحة لديها خطة واضحة وإجراءات قيد التنفيذ.


ويتوقف ذلك على ردود أفعال الشعب المصري في الشارع، لافتين إلى أن خطاب الرئيس محمد مرسي أمس جاء مخيبا للآمال ولم يتطرق إلى مطالب الشعب.

وقال اللواء دكتور نبيل فؤاد، الخبير العسكري والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية: إن خطاب الرئيس محمد مرسي أمس أوضح شرخا كبيرا بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وجاء متأخرا في اتخاذ القرارات وردود الأفعال، ولم يشر إلى مطالب حركة تمرد والثوار.

وأضاف أن هناك تمسكا من الرئيس ومؤيديه من التيارات الإسلامية بالسلطة وهذا يصطدم مع بيان القوات المسلحة التي وضعت خارطة طريق لما بعد الرئيس.

وتابع: المشهد الآن غير واضح وعلى العقلاء من الطرفين أن يتجنبوا إراقة الدماء والصدام والتوصل إلى خروج مشرف للرئيس.

وقال اللواء محمد علي بلال، الخبير العسكري: "إن الجيش عندما يعد يفي بوعده، وعندما يقول يفعل وينفذ". جاء ذلك تعليقًا على اقتراب مهلة الـ48 ساعة، التي حددتها القوات المسلحة، للقوى السياسية، للتوافق أو اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب، وتحقيق مطالبه، وشدد "بلال" على تأييده عزل الرئيس محمد مرسي، وتولي المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد.

وقال اللواء سامح أبو هشيمة، الخبير العسكري: إن القوات المسلحة تعد وسيطًا للتوفيق بين إرادة الشعب المصري والسلطة التنفيذية الحاكمة، موضحًا أن خطاب الرئيس محمد مرسي، أمس الثلاثاء، يمثل تحديًا كبيرًا للمواطنين.

وأشار إلى أن شرعية الرئيس سقطت بالفعل، ولا ينبغي له إلغاء إرادة الشعب، مشيرًا إلى أن الصندوق ليس الشرعية الوحيدة، ويمثل أداة فقط، في حين أن المظاهرات جزء كبير من هذه الشرعية.

وأكد ضرورة خضوع الرئيس مرسي إلى شرعية المظاهرات، موضحًا أن القوات المسلحة حريصة على الحفاظ على الأمن القومي، وعدم إحداث تمزق في نسيج الوطن، أو ضرب الاستقرار والأمن الداخلي.

وأضاف أن الرؤية المستقبلية تحتمل ثلاثة سيناريوهات، المأمول منها أن يعلن الرئيس استقالته وتنحيه، قبل انتهاء الساعات المحددة، وتسليم السلطة للمحكمة الدستورية العليا، والسيناريو الثاني أن يعاند الرئيس، وتتغلب عليه القوات المسلحة، وتعزله، أما الأخير والمحتمل، فهو العنف وإسالة الدماء، خاصة أن الشارع المصري معبأ بالسلاح.

وأوضح أن تدخل القوات المسلحة الآن، يتطابق مع الشرعية، لأنها تدرس الحلول البديلة الأقل خسائر، والأكثر نتائج، متوقعًا عزل مرسي، خلال ساعات، حتى لا توجد فرص للمماطلة وحسم الأمر.

وقال اللواء دكتور حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي: إن خطاب الرئيس محمد مرسي أمس الثلاثاء لا يتناسب مع الظرف الحالي. مضيفا: "في مثل هذه الظروف الحرجة يجب انتقاء كلمات الخطاب لأن كل كلمة محسوبة عليه".

وأوضح أنه لم يفهم من الخطاب سوى كلمة "الشرعية"، وكانت كلمة السر لبدء العنف في الشارع المصري عندما قال "أفدي الشرعية بدمي".

وأكد "بخيت" أن الخطاب مليء بالادعاءات الكاذبة، مشيرا إلى أن الرئيس يقول خطابات و"المركب تغرق" على حد وصفه، خاصة بعد حملة الاستقالات الجماعية من الوزراء وأعضاء مجلس الشورى والمحافظين.

وأضاف: "الدولة عارية تماما ومنهارة والإدارة لا تملك أي نوع من المصداقية في التعامل مع الناس، والخطاب يتحدث مع قوم من الفضاء الخارجي متجاهلا شعب مصر.. وليفهم كل رئيس يأتي لحكم مصر أنه إذا لم يلب احتياجات الشعب يتم عزله حتى يكون عبرة للجميع.

وعن مهلة الـ48 ساعة التي انتهت أوضح أن الجيش لديه إجراءات جاهزة للتنفيذ والذي يحكم رد فعلها الشارع المصري.

وأكد "بخيت" أن الجيش وضع خارطة المستقبل ويشرف عليها، لأنها لم تجد من هو مؤهل من كل القوى السياسية للإشراف عليها.
الجريدة الرسمية