منها خلق وفيها يموت.. مشروع أوباما لتصعيد الإسلام السياسي يوارى الثرى في تونس
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011،
والتي كانت تونس نقطة البداية لها فيما يعرف إعلاميا بـ"ثورة البوعزيزي"
نسبه إلى بائع الخضار محمد البوعزيزي الذي تسبب قيام موظفة بلدية بصفعه في انتحاره حرقا، ومثلت النيران التي التهمت جسده شرارة انطلاق لثورات عابرة
للحدود طالت دولة تلو الأخرى من أقصى الشرق إلى الغرب.
عقد كامل من الزمان مر على المنطقة، ومع سقوط الأنظمة في طريقة دراماتيكية تشبه انفراط حب الرمان، صعدت جماعة الإخوان "الإرهابية"، كممثل لمشروع الإسلام السياسي فى تلك العواصم.. لم تسلم القاهرة ولا طرابلس ولا صنعاء ولا دمشق، حتى الممالك العربية لم تسلم من البحث عن فرصة، سطع شمس أبناء حسن البنا، في سماء السياسة واعتلى بعضهم كراسي الحكم، وكانت الإجابة تونس في جميع التجارب، وقتها حضر راشد الغنوشي من منفاه في أوروبا، واصطحب في يده منصف المرزوقي، قدمته حينها حركة النهضة كوجه مدني محسوبا على اليسار، واستولت على مقاعد البرلمان لاستغلال ثغرات الدستور في تهميش منصب الرئيس.
دعم أوباما للمشروع الإسلامي
خطة التمكين لم تولد من رحم الصدفة، خصوصا مع تمدد التجربة في العاصمة المصرية، والسيطرة على ليبيا، ومحاولة اختطاف الحكم في سوريا، والسودان كانت جاهزة بالفعل بدون ثورات في ظل وجود الرئيس المعزول عمر البشير، المحسوب على التنظيم من الأصل، مباركة جاءت من واشنطن وقت حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تبنى مشروع تصعيد تيارات الإسلام السياسي في المنطقة ليس حبا في الدين الإسلامي كما روج السذج، لكن كان تطبيق توصيات بحث معهد "راند" الصادر في العام 2007 لنشر الإسلام الليبرالي والتعاطي الأمريكي مع المنطقة من منظور جديد.
توصيات معهد راند
دراسات معهد راند التي استلهمت إدارة الديمقراطيين في عهد أوباما توصياته، رأت أن دعم تيارات الإسلام السياسي المعتدلة من شأنها القضاء على رافد مهم للتنظيمات الإرهابية من الشباب العربي، الذين التحقوا بتنظيم القاعدة مكيدة في الولايات المتحدة لدعمها أنظمة حكم ديكتاتورية تناهض المشروع الإسلامي، واعتبر المعهد أن نموذج تركيا بحكم حزب العدالة والتنمية برهن على صحة التوقعات وقدمت أنقرة الدليل على إمكانية خلق ما يعرف بالإسلام الليبرالي.
النموذج التركي
رعاية أوباما لتوصيات معهد راند، دفعته للدخول فى تحالف قوي مع تركيا لتعميم التجربة، بهدف جعلها دفة لتحريك باقي أفرع الجماعة في دول المنطقة العربية، من خلال نقل خبرات الأتراك في الإسلام الليبرالي للمجموعات الوليدة من أبناء البنا فى قصور الحكم بالإقليم، كانت بالفعل تونس نقطة بداية وانتقلت إلى سوريا، وكالعادة بقيت مصر الهدف الأعظم لما تحمله من ثقل إقليمي ونجاح التجربة فيها يعني تصدير النموذج بنعومة دون مقاومة إلى البلدان الأخرى.
خيبة أمل واشنطن
خيبة أمل واشنطن في الجماعة، عبر عنها أوباما قبل الرحيل في حوار مطول مع مجلة "ذي أتلانتيك" اتهم حينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه خيب أمله في فكرة الليبرالية بسبب ممارستها الديكتاتورية بعد التمكين وضمان دعم البيت الأبيض.
الخيبات ظلت تلاحق واشنطن في المشروع من عاصمة عربية إلى الأخرى، وأثبتت الجماعة عدم قدرتها في التعاطي مع الديمقراطية ومارست التنكيل والقمع بمجرد الوصول للغاية -الحكم-، أمريكا على ما يبدو وكعادتها فى إجراء التجارب العملية والسياسية على شعوب دول العالم الثالث، انتهى بها المطاف للقناعة بعدم جدوى حكم الإخوان وفشل مشروع الشبكات الإسلامية المعتدلة، خصوصا مع انضمام عناصر ومريدين للجماعة إلى الوليد الجديد في عالم الإرهاب "داعش" بمجرد أن سنحت له الفرصة، وسهلت أنظمة حكم الإخوان سفر شبابها إلى سوريا وليبيا وغيرها من مناطق نفوذ داعش للمشاركة فى مشروع نشر الخلافة الإسلامية بحد السيف.
نهاية المشروع في تونس
في تونس ولد المشروع ويوارى الثرى الآن في أراضيها بعد التطورات الأخيرة التي اتخذها الرئيس قيس سعيد ضد حركة النهضة، وما يؤكد دلالة تململ واشنطن من أبناء البنا، هو غض الطرف عن أحداث تونس فبيانات التنديد والشعور بالقلق مجرد حفظ ماء وجه في العلن لتغطية ما تم الاتفاق عليه في الخفاء.
عقد كامل من الزمان مر على المنطقة، ومع سقوط الأنظمة في طريقة دراماتيكية تشبه انفراط حب الرمان، صعدت جماعة الإخوان "الإرهابية"، كممثل لمشروع الإسلام السياسي فى تلك العواصم.. لم تسلم القاهرة ولا طرابلس ولا صنعاء ولا دمشق، حتى الممالك العربية لم تسلم من البحث عن فرصة، سطع شمس أبناء حسن البنا، في سماء السياسة واعتلى بعضهم كراسي الحكم، وكانت الإجابة تونس في جميع التجارب، وقتها حضر راشد الغنوشي من منفاه في أوروبا، واصطحب في يده منصف المرزوقي، قدمته حينها حركة النهضة كوجه مدني محسوبا على اليسار، واستولت على مقاعد البرلمان لاستغلال ثغرات الدستور في تهميش منصب الرئيس.
دعم أوباما للمشروع الإسلامي
خطة التمكين لم تولد من رحم الصدفة، خصوصا مع تمدد التجربة في العاصمة المصرية، والسيطرة على ليبيا، ومحاولة اختطاف الحكم في سوريا، والسودان كانت جاهزة بالفعل بدون ثورات في ظل وجود الرئيس المعزول عمر البشير، المحسوب على التنظيم من الأصل، مباركة جاءت من واشنطن وقت حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تبنى مشروع تصعيد تيارات الإسلام السياسي في المنطقة ليس حبا في الدين الإسلامي كما روج السذج، لكن كان تطبيق توصيات بحث معهد "راند" الصادر في العام 2007 لنشر الإسلام الليبرالي والتعاطي الأمريكي مع المنطقة من منظور جديد.
توصيات معهد راند
دراسات معهد راند التي استلهمت إدارة الديمقراطيين في عهد أوباما توصياته، رأت أن دعم تيارات الإسلام السياسي المعتدلة من شأنها القضاء على رافد مهم للتنظيمات الإرهابية من الشباب العربي، الذين التحقوا بتنظيم القاعدة مكيدة في الولايات المتحدة لدعمها أنظمة حكم ديكتاتورية تناهض المشروع الإسلامي، واعتبر المعهد أن نموذج تركيا بحكم حزب العدالة والتنمية برهن على صحة التوقعات وقدمت أنقرة الدليل على إمكانية خلق ما يعرف بالإسلام الليبرالي.
النموذج التركي
رعاية أوباما لتوصيات معهد راند، دفعته للدخول فى تحالف قوي مع تركيا لتعميم التجربة، بهدف جعلها دفة لتحريك باقي أفرع الجماعة في دول المنطقة العربية، من خلال نقل خبرات الأتراك في الإسلام الليبرالي للمجموعات الوليدة من أبناء البنا فى قصور الحكم بالإقليم، كانت بالفعل تونس نقطة بداية وانتقلت إلى سوريا، وكالعادة بقيت مصر الهدف الأعظم لما تحمله من ثقل إقليمي ونجاح التجربة فيها يعني تصدير النموذج بنعومة دون مقاومة إلى البلدان الأخرى.
خيبة أمل واشنطن
خيبة أمل واشنطن في الجماعة، عبر عنها أوباما قبل الرحيل في حوار مطول مع مجلة "ذي أتلانتيك" اتهم حينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه خيب أمله في فكرة الليبرالية بسبب ممارستها الديكتاتورية بعد التمكين وضمان دعم البيت الأبيض.
الخيبات ظلت تلاحق واشنطن في المشروع من عاصمة عربية إلى الأخرى، وأثبتت الجماعة عدم قدرتها في التعاطي مع الديمقراطية ومارست التنكيل والقمع بمجرد الوصول للغاية -الحكم-، أمريكا على ما يبدو وكعادتها فى إجراء التجارب العملية والسياسية على شعوب دول العالم الثالث، انتهى بها المطاف للقناعة بعدم جدوى حكم الإخوان وفشل مشروع الشبكات الإسلامية المعتدلة، خصوصا مع انضمام عناصر ومريدين للجماعة إلى الوليد الجديد في عالم الإرهاب "داعش" بمجرد أن سنحت له الفرصة، وسهلت أنظمة حكم الإخوان سفر شبابها إلى سوريا وليبيا وغيرها من مناطق نفوذ داعش للمشاركة فى مشروع نشر الخلافة الإسلامية بحد السيف.
نهاية المشروع في تونس
في تونس ولد المشروع ويوارى الثرى الآن في أراضيها بعد التطورات الأخيرة التي اتخذها الرئيس قيس سعيد ضد حركة النهضة، وما يؤكد دلالة تململ واشنطن من أبناء البنا، هو غض الطرف عن أحداث تونس فبيانات التنديد والشعور بالقلق مجرد حفظ ماء وجه في العلن لتغطية ما تم الاتفاق عليه في الخفاء.