رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا رفض الأزهر الشريف تكفير الدواعش؟ أبو عاصي يجيب | فيديو

فيتو
أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا سابقا بالأزهر الشريف، أن الانتساب إلى الأزهر ليس بالشهادة ولكنه بالمنهج العلمي المقرر في الأزهر الشريف منذ قرون.


وأضاف خلال لقائه ببرنامج "لعلهم يفقهون" تقديم الشيخ خالد الجندي المذاع على فضائية "dmc"، أن الأزهري مهمته إرشاد الناس ودعوتهم للدين فهو يقود ولا يقاد، فلن تجد أزهريا حقيقيا في صفوف تنظيم داعش أو الإخوان أو السلفيين، ولا ينتمي لأي تيار.


وأوضح أن الأزهري الحقيقي لا يكفر أحد، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك هو المسلم"، ولهذا ترجم الإمام الأشعري ومن بعده أن الأزهر لا يكفر أحد من أهل القبلة.

وأشار إلى أن كافة الجماعات المتطرفة والتيار التكفيري والداعشي رمى الناس بالكفر وبذلك خرج عن الاعتقاد الوسط الذي تبناه أهل السنة والمريدين.

وعن أسباب عدم تكفير الأزهر الشريف تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية، أكد أن المعاصي لا تكفر، فهم يكفرون الناس، لافتا إلى أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"، أي عادت إليه.

يذكر أن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، طالب المجتمع بنبذ ظاهرة العنف، التي اعتبرها من المشكلات العصبية التي ينبغي مواجهتها والقضاء عليها في مهدها، قبل بناء الحضارة، مؤكدًا أن نصوص الكتاب والسنة رسخت فضيلة التسامح والعفو للقضاء على ظاهرة العنف، التي شاعت في مجتمعنا.

وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "ظاهرة العنف من المشكلات العصيبة التي يجب على المجتمعات البشرية مواجهتها والقضاء عليها في مهدها قبل بناء حضاراتهم، وكثرت نصوص الكتاب والسنة في ترسيخ فضيلة التسامح والعفو للقضاء على العنف في دعوة حثيثة للمؤمنين للتخلق بها، ومن أمثلة تلك النصوص أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالصفح؛ حيث قال: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [سورة الحجر:٨٥].

العفو والتسامح
وتابع "أمر الله تعالى رسوله ﷺ بالعفو عن المؤمنين فقال: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [سورة آل عمران:١٥٩]. وبيّن ربنا أن العفو وسيلة لتحصيل عفو الله ورحمته عن الإنسان فقال سبحانه: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة النور:٢٢] وأثنى الله على العفو ومن يتخلق به فقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) [سورة آل عمران:١٣٤]. وقال: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [سورة الشورى: ٤٣].

وأضاف جمعة "وأمرنا رسول الله ﷺ بالعفو والتسامح وجعلهما عنوانا لحضارة الإسلام، فلا حضارة بلا عفو ولا تقدم بلا تسامح".

أشكال العفو
وعن أشكال العفو والتسامح قال جمعة: "أشكال العفو والتسامح كثيرة، فأمرنا ﷺ بصلة الأرحام، وعلى رأسها نجده يوجه الزوج فيقول: «خيركم خيركم لنسائه وبناته» (رواه البيهقي في الشعب) ووصفته السيدة عائشة رضي الله عنها: «أنه كان في مهنة أهله» (رواه البخاري) أي أنه كان ﷺ يقوم بمساعدة الزوجة في مهامها، تعليمًا لأمته كيف يتعاملون داخل الأسرة"

وتابع "ويقول أنس بن مالك: (خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفًا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟) (البخاري ومسلم) وأمر الزوجة بأن تجعل علاقتها مع زوجها علاقة ربانية، تطلب بها ثواب الله قبل كل شيء، وترجو منه سبحانه وتعالى أن يأجرها في الدنيا والآخرة على ما قد تصبر عليه، قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء:٣٤].
الجريدة الرسمية