قبل قرارات قيس سعيد.. 5 خطايا لا تغتفر للإخوان في حق الديمقراطية التونسية
لايختلف أحد على أن حركة النهضة في تونس استفادت كثيرا من أزمات إخوان مصر، تراجعت مبكرا عن التصعيد وحاولت إيجاد مساحة من التوافق خلال فترات تولي الرئيس الراحل قايد السبسي مقاليد الحكم، لكن عادت الجماعة لأساليبها الملتوية بعد وفاة الرجل وإحساسها المفرط بالتفوق والقوة .
انتخابات الرئاسة
زاحمت الحركة على انتخابات الرئاسة وسقطت فيها، ولكنها أبقت على هيمنتها في البرلمان والمجالس المحلية، وتفرغت للدخول في صراعات صفرية مع القوى السياسية المناهضة لها.
لكن يمكن القول أن هناك 5 أسباب مباشرة، أدت إلى الإطاحة بالإخوان في النهاية من الرئيس قيس سعيد، بتجميد البرلمان الذي تهمين عليه، ونزع الحصانة عن نوابها تمهيدا لمحاكمة من تسبب منهم في إعاقة المسار الدستوري في البلاد.
وتجمل «فيتو» أبرز خطايا النهضة خلال السنوات القليلة الماضية على النحو التالي:
1 ـ إسقاط حكومة الحبيب الجملي المقترحة من قِبل حركة النهضة بعد فشلها في انتزاع الثقة البرلمانية، بسبب تعنت الحركة في تصويب الملاحظات عليها، لدرجة أن إسقاطها أثر على البنية الداخلية للحركة بعد تنامي الاتهامات بالفساد لرئيس البرلمان راشد الغنوشي وارتباطه بقوى أجنبية لخدمة أجندته الخاصة من داخل الإخوان أنفسهم.
2 ـ فشل الغنوشي في جمع توافق حول حكومة الحبيب الجملي أضعف وزنه البرلماني والسياسي ودفعه إلى الاستقواء بالخارج لتمتين موقعه داخل الحركة، ما أشغل غضب أعضاء النهضة وأدى لموجة استقالات غير مسبوقة.
3 ـ لاقى تعيين الغنوشي لابن أخته الحبيب خذر مديرا لديوان البرلمان ردود فعل سلبية داخل الحركة وخارجها، معتبرين ذلك خلطا بين العائلة ومؤسسات الدولة.
4 ـ توسع التوريث بإعطاء أدوار كبرى لهشام العريض القيادي وعضو مجلس الشورى في حركة النهضة، والقيادي الشبابي بها زياد بومخلة، ومعروف أن هشام العريض هو نجل الأمين العام المساعد للحركة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض الذي تولّى المنصب عام 2013 قبل أن يستقيل إثر احتجاجات شعبية في أواخر العام ذاته.
5 ـ التعامل مع الرئيس قيس سعيد باستخفاف شديد بعد نجاحهم في استقطاب رئيس الحكومة هشام المشيشي ووصل الأمر إلى التهديد بعزل الرئيس ومحاكمته بسبب رفضه أسلوبهم الفردي والاحتكاري للسلطة في البلاد.