لماذا قرر الرئيس قيس سعيد التصعيد ضد الإخوان في تونس؟
قرارات لم تكن مفاجئة بالمرة اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، بعد تعقد الأزمة السياسية في البلاد، وتفاقم تداعيات فيروس كورونا في وقت تعاني كل أجهزة ومؤسسات تونس من شلل تام بسبب معاندة حركة النهضة الإخوانية ولجوئها إلى استعراض القوة وحشد عشرات الآلاف من أنصارها كلما دخلت في صراع سياسي مع أحد التيارات أو حتى مع الرئيس قيس سعيد نفسه.
أسافين النهضة
يرى خبراء أن حركة النهضة وعلى رأسها زعيمها راشد الغنوشي ضربت أسافين عدة في العلاقة بين رئيس الوزراء هشام المشيشي والرئيس قيس سعيد، ودفعته لخوض صراع معه، وأجج الخلاف جدالا على مدى أشهر بين الثلاثة ما أشعل أزمة سياسية خانقة تشهدها تونس منذ انتخابات 2019، ما اسفر في النهاية عن ظهور برلمان مشرذم هدفه الوحيد الاستعراض والاقصاء.
ما عقد الازمة أيضا أن المشيشي عين رئيسا للوزراء في الصيف الماضي عندما انهارت الحكومة بعد خمسة أشهر فقط من توليها المسؤولية، وهو ما اشغل غضب الرئيس التونسي، خاصة أن النهضة عرفت كيف تستقطب رئيس الحكومة وأصبح يدعمها بشكل واضح.
وهو ما دفعه لرفض ملاحظات الرئيس على الوزراء الذين رشحهم ونالوا ثقة النهضة بسبب ارتباطهم بشبهات تضارب في المصالح وفساد لايرضاه الرئيس.
هجوم شرس
يقول السيد شبل الكاتب والباحث في معهد الدراسات المستقبلية ببيروت أن حزب النهضة الإخواني يتعرض لهجوم شرس من جانب العديد من أبناء الشعب التونسي على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية والأمنية في البلاد، خاصة مع ارتفاع معدلات انتشار فيروس كورونا.
أوضح شبل أن المتظاهرين يُحمّلون حزب النهضة المسؤولية بحكم كونه الكتلة المهيمنة في البرلمان التونسي، خاصة وأن الحزب مارس ابتزاز مطول على "هشام المشيشي" رئيس الوزراء الذي تم إعفاءه من منصبه بواسطة الرئيس التونسي قيس سعيد.
لفت الباحث إلى أن فرع جماعة الإخوان داخل تونس تميز بقدر عالي من البراجماتية والدهاء والمداهنة وهو ما مكّنه من الصمود في الساحة السياسية التونسية حتى اليوم، وبالتالي فإن احتمال سقوطه اليوم يعني أن دقات الساعة الأخيرة في ربيع جماعة الإخوان قد بدأت.