رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين منظمة واتحاد الشباب

جداول  الخير في مصر متعددة وربما متشابهه وهي في أمس الحاجة لتوحيدها في نهر واحد وهو ما دفع الدولة لتشكيل اتحاد شباب الجمهورية الجديدة كتجمع  شبابي يضم كافة الفئات الشبابية تحت مظلة واحدة ويضم حتى الآن 21 ألف متطوع بينهم 6510 إناث و14490 من الذكور يهدف لتوحيد جهود العمل المجتمعي والتنموي ضمن رؤية مصر 2030 يهدف لتأسيس كيان وطني قادر على تغيير وتطوير الحياة المجتمعية كما يهدف لإستثمار طاقات وأفكار الشباب.


والأمر كذلك فإن الأمانة تقتضي بحث الأمر بجدية، ذلك أن هناك محاولات جادة من الدولة لخلق نخبة جديدة فيما يبدو تعتمد علي الشباب المختار بعناية بعيدا عن الأنماط القديمة كالأحزاب والجمعيات الاهلية، فقد مر ١١٤عامًا على نشأة الأحزاب ومنها الحزب الوطني، إذ وصل عدد الأحزاب السياسية في مصر الآن لحوالي 104 أحزاب، أغلبها ليس له دورٌ يذكر أو فاعل في الحياة السياسية، وكأن ثورة 25 يناير مرت عليها مرور الكرام، الأمر الذي إنتقص من الدور الذي تلعبه الأحزاب ومن برامجها السياسية وهناك ما يقرب من ٥٠ حزبًا اختفت لا يعرفها المواطن.

منظمة الشباب
وعلي العكس تماما شهدت مصر طفرة فى نمو الجمعيات الأهلية فقد بلغ عدد الجمعيات الأهلية المسجلة فى وزارة التضامن الاجتماعي،  43.500 ألف جمعية ومؤسسة أهلية، والمعني أن الهياكل موجودة وفقط في حاجة إلى إعادة بعثها وضخ الدماء فيها خاصة وأن هناك إبداعات في المجتمع المدني ومبادرات حفظت هذا البلد من السقوط عبر التاريخ، ومن ناحية أخري هناك تطلعات لعدد كبير من الأحزاب للمشاركة في صياغة الحياة السياسية في الجمهورية الجديدة وتحتاج الي فرص وهناك بعض الأراء التي ترى إنه طالما لدينا هذا العدد من الأحزاب والمجتمع المدني فإن مبادرة إتحاد شباب الجمهورية تعيد للاذهان منظمة الشباب الاستراكي التي تشأت في الستينات وكانت مناسبة لعصرها أيام الحزب الواحد ليس في مصر ولكن في الكتلة الشرقية كلها.

صحيح أنها خرجت كفاءات سياسية رفيعة المستوى ولكنها إصطدمت بالنكسة بعد سنة واحدة من إشهارها ومع ما سمي بثورة التصحيح أصبح أبرز أعضائها متهمين بتكوين مراكز القوى.

وانطلقت كأول تجربة جادة فى تاريخ مصر لإعداد الشباب فكريا وتنظيميا وسياسيا، ولعبت دورا مؤثرا فى إعداد جيل جديد من القيادات الشابة من خلال رؤية وطنية قومية ملتزمة، وأهم دليل على نجاحها هو هذه القيادات التى ما تزال تتبوأ حتى الآن بعضا من أهم المواقع فى مصر، بينما ساد اعتقاد ممن لم ينضموا  لها ويرى أنها ساعدت النظام بتجنيد عدد من الموالين، لكنها أضرته لكون بعض هؤلاء اكتشف عيوب النظام من الداخل، فتمردوا على النظام نفسه، وتخرج فيها بعض من أشرف وأخلص أبناء هذا البلد، كما تخرج فيها بعض من أحط وأفسد وأفسق أبناء هذا الوطن وهذا الشعب.
الجريدة الرسمية