تمخض أبي أحمد فولد خداعا
أعلنت الحكومة الإثيوبية عن اكتمال الملء
الثاني لسد النهضة، وبهذه المناسبة أقامت احتفالات ضخمة اتخذت صيغة الشعبية، وزف
رئيس وزراء إثيوبيا لشعبه إعلان إتمام الملء الثاني بما يعني الانتصار الجارف على
مصر والسودان اللتين كانتا تعارضان الملء الثاني، وقال وزير المياه والري الإثيوبي،
سليشي بقلي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي في بلاده: "إن عملية الملء الثاني
لسد النهضة تمت بنجاح وتدفقت المياه من أعلى الحاجز للسد".
وبلغة المنتصر هذه نُشرت الأخبار في الإعلام الإثيوبي وفي إعلام الجماعة الإرهابية التي راحت تكيد لمصر وتفخر بالانتصار الإثيوبي في معركة الملء الثاني، وراحت تذكر أن ذلك الملء يدحض تصريحات الرئيس السيسي والتي زعموا أنه قال فيها بأن الملء الثاني خط أحمر، ولكن ها هي إثيوبيا ملأت الملء الثاني بما يعني أنها كسرت ذلك الخط الأحمر رغما عن إرادة الرئيس السيسي وشعب مصر، فهل بالفعل انتصرت إثيوبيا في معركة الملء الثاني؟ وهل بالفعل دحضت تصريحات السيسي بأن الملء الثاني خط أحمر؟
أضرار الملء الثاني
دعونا في هذا المقال نعتمد لغة الأرقام التي لا تكذب لنرى ما حدث بالفعل، ونعلم الإجابة عن الأسئلة السابقة، ولنحدد أولا ما أسباب رفض مصر والسودان الملء الثاني، ذلك الرفض الذي كان موجودا في الملء الأول لكن ليس بقوة رفض الملء الثاني، والسبب في رفض مصر الملء الثاني هو الضرر الذي كان سيصيب مصر والسودان من ذلك الملء، حيث حددت إثيوبيا كمية التخزين في الملء الثاني ب 13.5 مليار م3 هذا العام، لتضاف إلى 4.9 مليار م3، احتجزتها في العام الماضي؛ ليكون مجموع ما خلف السد من مياه مخزنة مقارب إلى 19 مليار متر مكعب..
وبذلك الأمر يحصل الضرر البالغ على حصة مصر في المياه التي ستتأثر بالتأكيد بما قيمته 7 مليار متر مكعب، وبغض النظر عن إمكانية تحمل ذلك الرقم من خلال مخزون السد العالي إلا أن إثيوبيا بذلك تكون قد نجحت في الإضرار بالأمن المائي المصري، كما نجحت بوضع قنبلة المياه خلف السد؛ لأن هذه الكمية الهائلة من المياه خلف السد تحول دون تدمير السد بسهولة لما سيلحقه من ضرر بالسودان من جراء تعرضها للفيضانات الضخمة، فهل هذا ما حدث لتعلن إثيوبيا انتصارها على مصر في قضية الملء الثاني؟
بالطبع لم يحدث ذلك مطلقا، فما استطاعت إثيوبيا حجزه خلف السد هذا العام لم يتجاوز 3 مليار متر مكعب؛ ليكون خلف السد ما يقارب من 7 أو 8 مليار متر مكعب، وهذه الكمية لا تصيب مصر أو السودان بالضرر، بل أن الكمية التي ستأتي لمصر من جراء الفيضانات القادمة هذا العام ستعوض مصر بأكثر من 3 مليار متر مكعب، أي أنه لم يحدث الضرر الذي كانت تخشى مصر من حدوثه في حالة تخزين 19 مليار متر مكعب، او كما كان قد صرح رئيس الوزراء الإثيوبي في رسالة لمصر والسودان أن الملء الثاني سيكون بحجم 13.5 مليار، وأن الإجمالي خلف السد سيصل لـ 18.5 مليار، فهل عجز إثيوبيا عن تخزين تلك الكمية مقصود منه مصالحة مصر والسودان؟
فشل إثيوبيا
بالقطع لا فإثيوبيا عجزت تقنيا عن تخزين هذه الكمية بسبب المشكلات الفنية -ويمكن تسميتها الإخفاقات الفنية- التي تواجه الحكومة الإثيوبية في بناء سد النهضة، فسد النهضة به عيوب جسيمة تم إعلانها وعيوب لم تعلن. وهذه ليست المرة الأولى لفشل الأحباش في التعلية فقد فشلوا أيضا في الملء الأول حيث توقفوا عند 560 مترا بدلا من 565 مترا، وأعلنوا أنهم قاموا بملء 4.9 مليار، في حين أنها كانت حوالي 3.5 مليار.
إذا بلغة الأرقام فقد هزمت إثيوبيا في معركة الملء الثاني، وتخدع الحكومة الإثيوبية شعبها فلا تذكر حجم التخزين بالأرقام، لأن الإعلان عن حجم التخزين الحقيقي بالأرقام سيصيب الإثيوبيين بصدمة، لذلك تلجأ الحكومة الإثيوبية إلى ذكر أن التخزين الثاني قد تم، وفى حالة الضرورة سيقولون إن التخزين وصل إلى منسوب 573 مترا، ولأن أغلب الإثيوبيين لا يعلمون معنى هذا الأمر الفني، فهم قد لا يدركون أن المنسوب الذي أعلنت أثيوبيا عن ضرورة الوصول إليه هو 595 مترا.
كما أن ذلك الملء الثاني لم يدحض تصريحات الرئيس السيسي؛ لأن الرئيس السيسي لم يقل – كما يزعمون– بأن الملء الثاني خط أحمر، لكنه قال في شهر مارس الماضي في مناسبة نجاح مصر في تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة: إن المساس بمياه مصر "خط أحمر"، وقال إنه لا أحد يستطيع "أخذ نقطة مياه من مصر"، وإذا حدث فإن ذلك سيسفر عن "حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد"، بما يعني أن الخط الأحمر هو الضرر الذي من الممكن أن يلحق بمصر في الانتقاص من حصتها ولو بقطرة مياه وليس الملء الثاني في حد ذاته..
فالملء الثاني لم يصب مصر بضرر فلا ضرر منه إذا، لكن لن يُترك موضوع السد لتحقق الضرر بل ستعمل مصر بقوة حتى يتم اتفاق ملزم لإثيوبيا أو تتخذ مصر ما تراه مناسبا لها، وهو ما أكده الرئيس السيسي عندما طمأن المصريين قائلا : إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلم لا يعنيان التهاون في حق الوطن". وقال :" نتعامل مع كل قضايانا بتخطيط عميق" وذكر: "إحنا كمصريين لا يليق بنا أن نقلق، وقبل ما تحصل حاجة لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح الأول عشان يحصل لها حاجة".
ثم أكد أنه تولى المسئولية وهو يقوم بها على أكمل وجه فلا يقلق مصري بل عليه ان يعيش حياته مطمئنا لما سيحدث في هذا الملف، ولا يلتفت لما تروجه الجماعة الإرهابية التي تعيش على أسلوب "الهري".
وبهذه الكلمات التي سبقت إعلان إثيوبيا عن اكتمال الملء الثاني بهذا الرقم الهزيل الذي لا يضر نتأكد من توافر هذه المعلومات لدى الرئيس واطمئنانه الذي بدا واضحا في كلماته السابقة للمصريين. أما عن إعلان رئيس وزراء إثيوبيا أن بلاده ستبدأ في توليد الكهرباء من توربينين بعد الملء الثاني، فهذا أيضا يأتي من قبيل الخداع للشعب الإثيوبي، فإثيوبيا لن تستطيع توليد الكهرباء بالكمية التي حددتها بل ستولد الطاقة من التوربينَين المنخفضَين، والذي كان يمكنها توليدها من الملء الأول؛ مما يزيد من الفشل الإثيوبي.
وبلغة المنتصر هذه نُشرت الأخبار في الإعلام الإثيوبي وفي إعلام الجماعة الإرهابية التي راحت تكيد لمصر وتفخر بالانتصار الإثيوبي في معركة الملء الثاني، وراحت تذكر أن ذلك الملء يدحض تصريحات الرئيس السيسي والتي زعموا أنه قال فيها بأن الملء الثاني خط أحمر، ولكن ها هي إثيوبيا ملأت الملء الثاني بما يعني أنها كسرت ذلك الخط الأحمر رغما عن إرادة الرئيس السيسي وشعب مصر، فهل بالفعل انتصرت إثيوبيا في معركة الملء الثاني؟ وهل بالفعل دحضت تصريحات السيسي بأن الملء الثاني خط أحمر؟
أضرار الملء الثاني
دعونا في هذا المقال نعتمد لغة الأرقام التي لا تكذب لنرى ما حدث بالفعل، ونعلم الإجابة عن الأسئلة السابقة، ولنحدد أولا ما أسباب رفض مصر والسودان الملء الثاني، ذلك الرفض الذي كان موجودا في الملء الأول لكن ليس بقوة رفض الملء الثاني، والسبب في رفض مصر الملء الثاني هو الضرر الذي كان سيصيب مصر والسودان من ذلك الملء، حيث حددت إثيوبيا كمية التخزين في الملء الثاني ب 13.5 مليار م3 هذا العام، لتضاف إلى 4.9 مليار م3، احتجزتها في العام الماضي؛ ليكون مجموع ما خلف السد من مياه مخزنة مقارب إلى 19 مليار متر مكعب..
وبذلك الأمر يحصل الضرر البالغ على حصة مصر في المياه التي ستتأثر بالتأكيد بما قيمته 7 مليار متر مكعب، وبغض النظر عن إمكانية تحمل ذلك الرقم من خلال مخزون السد العالي إلا أن إثيوبيا بذلك تكون قد نجحت في الإضرار بالأمن المائي المصري، كما نجحت بوضع قنبلة المياه خلف السد؛ لأن هذه الكمية الهائلة من المياه خلف السد تحول دون تدمير السد بسهولة لما سيلحقه من ضرر بالسودان من جراء تعرضها للفيضانات الضخمة، فهل هذا ما حدث لتعلن إثيوبيا انتصارها على مصر في قضية الملء الثاني؟
بالطبع لم يحدث ذلك مطلقا، فما استطاعت إثيوبيا حجزه خلف السد هذا العام لم يتجاوز 3 مليار متر مكعب؛ ليكون خلف السد ما يقارب من 7 أو 8 مليار متر مكعب، وهذه الكمية لا تصيب مصر أو السودان بالضرر، بل أن الكمية التي ستأتي لمصر من جراء الفيضانات القادمة هذا العام ستعوض مصر بأكثر من 3 مليار متر مكعب، أي أنه لم يحدث الضرر الذي كانت تخشى مصر من حدوثه في حالة تخزين 19 مليار متر مكعب، او كما كان قد صرح رئيس الوزراء الإثيوبي في رسالة لمصر والسودان أن الملء الثاني سيكون بحجم 13.5 مليار، وأن الإجمالي خلف السد سيصل لـ 18.5 مليار، فهل عجز إثيوبيا عن تخزين تلك الكمية مقصود منه مصالحة مصر والسودان؟
فشل إثيوبيا
بالقطع لا فإثيوبيا عجزت تقنيا عن تخزين هذه الكمية بسبب المشكلات الفنية -ويمكن تسميتها الإخفاقات الفنية- التي تواجه الحكومة الإثيوبية في بناء سد النهضة، فسد النهضة به عيوب جسيمة تم إعلانها وعيوب لم تعلن. وهذه ليست المرة الأولى لفشل الأحباش في التعلية فقد فشلوا أيضا في الملء الأول حيث توقفوا عند 560 مترا بدلا من 565 مترا، وأعلنوا أنهم قاموا بملء 4.9 مليار، في حين أنها كانت حوالي 3.5 مليار.
إذا بلغة الأرقام فقد هزمت إثيوبيا في معركة الملء الثاني، وتخدع الحكومة الإثيوبية شعبها فلا تذكر حجم التخزين بالأرقام، لأن الإعلان عن حجم التخزين الحقيقي بالأرقام سيصيب الإثيوبيين بصدمة، لذلك تلجأ الحكومة الإثيوبية إلى ذكر أن التخزين الثاني قد تم، وفى حالة الضرورة سيقولون إن التخزين وصل إلى منسوب 573 مترا، ولأن أغلب الإثيوبيين لا يعلمون معنى هذا الأمر الفني، فهم قد لا يدركون أن المنسوب الذي أعلنت أثيوبيا عن ضرورة الوصول إليه هو 595 مترا.
كما أن ذلك الملء الثاني لم يدحض تصريحات الرئيس السيسي؛ لأن الرئيس السيسي لم يقل – كما يزعمون– بأن الملء الثاني خط أحمر، لكنه قال في شهر مارس الماضي في مناسبة نجاح مصر في تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة: إن المساس بمياه مصر "خط أحمر"، وقال إنه لا أحد يستطيع "أخذ نقطة مياه من مصر"، وإذا حدث فإن ذلك سيسفر عن "حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد"، بما يعني أن الخط الأحمر هو الضرر الذي من الممكن أن يلحق بمصر في الانتقاص من حصتها ولو بقطرة مياه وليس الملء الثاني في حد ذاته..
فالملء الثاني لم يصب مصر بضرر فلا ضرر منه إذا، لكن لن يُترك موضوع السد لتحقق الضرر بل ستعمل مصر بقوة حتى يتم اتفاق ملزم لإثيوبيا أو تتخذ مصر ما تراه مناسبا لها، وهو ما أكده الرئيس السيسي عندما طمأن المصريين قائلا : إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلم لا يعنيان التهاون في حق الوطن". وقال :" نتعامل مع كل قضايانا بتخطيط عميق" وذكر: "إحنا كمصريين لا يليق بنا أن نقلق، وقبل ما تحصل حاجة لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح الأول عشان يحصل لها حاجة".
ثم أكد أنه تولى المسئولية وهو يقوم بها على أكمل وجه فلا يقلق مصري بل عليه ان يعيش حياته مطمئنا لما سيحدث في هذا الملف، ولا يلتفت لما تروجه الجماعة الإرهابية التي تعيش على أسلوب "الهري".
وبهذه الكلمات التي سبقت إعلان إثيوبيا عن اكتمال الملء الثاني بهذا الرقم الهزيل الذي لا يضر نتأكد من توافر هذه المعلومات لدى الرئيس واطمئنانه الذي بدا واضحا في كلماته السابقة للمصريين. أما عن إعلان رئيس وزراء إثيوبيا أن بلاده ستبدأ في توليد الكهرباء من توربينين بعد الملء الثاني، فهذا أيضا يأتي من قبيل الخداع للشعب الإثيوبي، فإثيوبيا لن تستطيع توليد الكهرباء بالكمية التي حددتها بل ستولد الطاقة من التوربينَين المنخفضَين، والذي كان يمكنها توليدها من الملء الأول؛ مما يزيد من الفشل الإثيوبي.