موجة شرسة من "برد الصيف" تضرب العالم.. وخبراء مناعة يكشفون سببا صادما
مع تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية التي فرضتها العديد من الدول لمواجهة جائحة فيروس كورونا، فمن المتوقع أن يشهد هذا الصيف أسوأ موجة من الإصابة بأمراض الإنفلونزا والبرد التي لم يشهد لها مثيلا منذ مدة طويلة، وفقا لما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
وأوضح خبراء الأمراض المعدية إن هناك عددًا من العوامل التي تزيد من انتشار أمراض البرد في هذا الصيف الذي يشهد موجات حارة في العديد من أصقاع المعمورة.
ونوه الخبراء إلى أن الأجهزة المناعية لدى البشر قد فوتت بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كوفيد-19 فرصة التعرض للعديد من الميكروبات التي كان يواجهها الناس بشكل يومي في وسائل المواصلات العامة ومكاتب العمل أو خلال التجمعات العامة في الشوارع ومراكز التسوق والترفيه وغيرها.
وبالتالي، بحسب الخبراء، فإن الجهاز المناعي لدى الإنسان لم يعد قويا كما كان في السابق، مما يبطئ استجابته لمواجهة الجراثيم والفيروسات، مشيرين إلى أنه ورغم أنه التعرض للفيروسات في الماضي منح الكثيرين مناعة دائمة فإن العزل وعدم الاختلاط قد ساهم في تضاؤل تلك المناعة.
وفي هذا الصدد، قال، بول سكولنيك، اختصاصي الفيروسات المناعية ورئيس الطب الباطني في كلية فيرجينيا تيك كاريليون للطب: "إن التعرض المتكرر للعديد من مسببات الأمراض يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي ليكون جاهزًا للاستجابة لهذا العامل الممرض".
ويضيف: "إذا لم تكن قد تعرضت لتلك العوامل، فإن جهازك المناعي سيكون أبطأ قليلاً في الاستجابة أو قد لا يستجيب بشكل كامل، مما يؤدي إلى زيادة الإصابات ببعض التهابات الجهاز التنفسي لمدة أطول وبأعراض أقوى".
وكان المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قد ذكر أن حالات فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وفيروسات الإنفلونزا البشرية، والتي تسبب أعراض البرد والإنفلونزا التقليدية، آخذة في الارتفاع هذا الصيف.
وقالت متحدثة باسم المركز إن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس المخلوي، والذي يمكن أن يشكل خطرا بشكل خاص على الصغار دون عامين والطاعنين السن، هو أمر غير معتاد في هذا الوقت من العام، حيث جرى نقل العديد من الصغار إلى المستشفيات بعد إصابتهم بأعراض حادة.
وأيضا، شهدت أوروبا وجنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، ارتفاعا في الإصابات بفيروس" آر أس في" جراء عمليات الإغلاق التي أضعفت المناعة تجاه ذلك المرض.
وأوضحت، سو هوانج، مديرة المركز الوطني للإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية في معهد العلوم والبحوث البيئية بنيوزيلندا، إن القيود الصارمة التي فرضتها البلاد لم توقف فيروس كورونا المستجد فحسب، بل قضت أيضًا على الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس الإنفلونزا الموسمية.
ولكن عندما فتحت نيوزيلندا حدودها أمام أستراليا، ظهرت حالات إصابة بفيروس "آر إس في" في غضون أسابيع، حيث استهدف ذلك المرض مجموعة أكبر من المعتاد من الأطفال، والذين دخل العديد منهم إلى المستشفيات.
وأكدت هوانج أنها لم تر "شيئا كهذا منذ 20 عامًا في عملها بمجالات الفيروسات"، مضيفة: "عادة ما تكون هناك درجة من المناعة الموجودة مسبقًا لدى الناس بسبب فصل الشتاء الذي يسبق الصيف، ولكن هذا المرة الفيروس انتشر كما تنتشر النيران في الهشيم".
من جهتها، قالت كاثرين إدواردز، أستاذ طب الأطفال في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إنه أصبح من الصعب معرفة نوع فيروسات البرد التي تصيب البالغين في هذه الفترة لأن الأعراض متشابهة وبالتالي ليس من السهولة معرفة إذا كان المريض يحمل فيروس "آر إس في"، أو الفيروسات الأنفية، أو فيروسات نظير الأنفلونزا أو غيرها من فيروسات البرد.
من جانب آخر، أشار ساتيا دانديكار ، الخبير في الالتهابات الفيروسية والمناعة المخاطية، على أنه ورغم أن إجراءات العزل لا تضعف جهاز المناعة، فإن العوامل الأخرى، بما في ذلك الإجهاد، وعادات النوم السيئة وزيادة استهلاك الكحول، يمكن أن تلعب دورًا في كيفية استجابة جهاز المناعة الفردي للفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي.
ولفت دانديكار، الذي يرأس أيضا قسم الأحياء الدقيقة الطبية وعلم المناعة في جامعة كاليفورنيا إلى أنه ستكون هناك استجابة متغيرة هائلة في المجتمع لمن سيستجيب ويتعامل مع العدوى بشكل جيد ومن سيمرض".
نصائح عادية
وفي نفس السياق، أكدت، أليسون أجو، أخصائية الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأطفال، على ضرورة أن يتخذ الناس الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار جميع أمراض الجهاز التنفسي، وذلك مع تخفيف الإجراءات الوقائية المتعلقة بمكافحة كورونا.
وتابعت: "سأقول نفس الأشياء التي ممكن نقولها التلاميذ في الصف الخامس الابتدائي، اغسلوا أيديكم، واستعملوا المناديل عند العطس أو غطوا أفواهكم مع الأنف وغير ذلك من أساليب الوقاية والنظافة، مع ضرورة الحصول على اللقاح المضاد لكورونا حتى لا تشعر بالذعر عند الإصابة بنزلة برد".
أما عالمة الأوبئة في جامعة برينستون، راشيل بيكر، فترى أن مصدر القلق في الوقت الحالي يكمن في احتمال انتشار فيروسات الإنفلونزا مثل "آر سي في" وفيروس كورونا في نفس الوقت.
وأشارت بيكر إلى أنها تعاني حاليًا من نزلة البرد الصيفية الخاصة بها ، والتي تفترض أنها التقطتها عندما خرجت إلى حانة محلية لمشاهدة مباراة كرة القدم الأخيرة بين إنكلترا وإيطاليا، ولكنها شعرت بالأمان بعد أن تم تطعيمها بالكامل ضد كوفيد-19.
وأوضح خبراء الأمراض المعدية إن هناك عددًا من العوامل التي تزيد من انتشار أمراض البرد في هذا الصيف الذي يشهد موجات حارة في العديد من أصقاع المعمورة.
ونوه الخبراء إلى أن الأجهزة المناعية لدى البشر قد فوتت بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كوفيد-19 فرصة التعرض للعديد من الميكروبات التي كان يواجهها الناس بشكل يومي في وسائل المواصلات العامة ومكاتب العمل أو خلال التجمعات العامة في الشوارع ومراكز التسوق والترفيه وغيرها.
وبالتالي، بحسب الخبراء، فإن الجهاز المناعي لدى الإنسان لم يعد قويا كما كان في السابق، مما يبطئ استجابته لمواجهة الجراثيم والفيروسات، مشيرين إلى أنه ورغم أنه التعرض للفيروسات في الماضي منح الكثيرين مناعة دائمة فإن العزل وعدم الاختلاط قد ساهم في تضاؤل تلك المناعة.
وفي هذا الصدد، قال، بول سكولنيك، اختصاصي الفيروسات المناعية ورئيس الطب الباطني في كلية فيرجينيا تيك كاريليون للطب: "إن التعرض المتكرر للعديد من مسببات الأمراض يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي ليكون جاهزًا للاستجابة لهذا العامل الممرض".
ويضيف: "إذا لم تكن قد تعرضت لتلك العوامل، فإن جهازك المناعي سيكون أبطأ قليلاً في الاستجابة أو قد لا يستجيب بشكل كامل، مما يؤدي إلى زيادة الإصابات ببعض التهابات الجهاز التنفسي لمدة أطول وبأعراض أقوى".
وكان المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قد ذكر أن حالات فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وفيروسات الإنفلونزا البشرية، والتي تسبب أعراض البرد والإنفلونزا التقليدية، آخذة في الارتفاع هذا الصيف.
وقالت متحدثة باسم المركز إن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس المخلوي، والذي يمكن أن يشكل خطرا بشكل خاص على الصغار دون عامين والطاعنين السن، هو أمر غير معتاد في هذا الوقت من العام، حيث جرى نقل العديد من الصغار إلى المستشفيات بعد إصابتهم بأعراض حادة.
وأيضا، شهدت أوروبا وجنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، ارتفاعا في الإصابات بفيروس" آر أس في" جراء عمليات الإغلاق التي أضعفت المناعة تجاه ذلك المرض.
وأوضحت، سو هوانج، مديرة المركز الوطني للإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية في معهد العلوم والبحوث البيئية بنيوزيلندا، إن القيود الصارمة التي فرضتها البلاد لم توقف فيروس كورونا المستجد فحسب، بل قضت أيضًا على الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس الإنفلونزا الموسمية.
ولكن عندما فتحت نيوزيلندا حدودها أمام أستراليا، ظهرت حالات إصابة بفيروس "آر إس في" في غضون أسابيع، حيث استهدف ذلك المرض مجموعة أكبر من المعتاد من الأطفال، والذين دخل العديد منهم إلى المستشفيات.
وأكدت هوانج أنها لم تر "شيئا كهذا منذ 20 عامًا في عملها بمجالات الفيروسات"، مضيفة: "عادة ما تكون هناك درجة من المناعة الموجودة مسبقًا لدى الناس بسبب فصل الشتاء الذي يسبق الصيف، ولكن هذا المرة الفيروس انتشر كما تنتشر النيران في الهشيم".
من جهتها، قالت كاثرين إدواردز، أستاذ طب الأطفال في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إنه أصبح من الصعب معرفة نوع فيروسات البرد التي تصيب البالغين في هذه الفترة لأن الأعراض متشابهة وبالتالي ليس من السهولة معرفة إذا كان المريض يحمل فيروس "آر إس في"، أو الفيروسات الأنفية، أو فيروسات نظير الأنفلونزا أو غيرها من فيروسات البرد.
من جانب آخر، أشار ساتيا دانديكار ، الخبير في الالتهابات الفيروسية والمناعة المخاطية، على أنه ورغم أن إجراءات العزل لا تضعف جهاز المناعة، فإن العوامل الأخرى، بما في ذلك الإجهاد، وعادات النوم السيئة وزيادة استهلاك الكحول، يمكن أن تلعب دورًا في كيفية استجابة جهاز المناعة الفردي للفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي.
ولفت دانديكار، الذي يرأس أيضا قسم الأحياء الدقيقة الطبية وعلم المناعة في جامعة كاليفورنيا إلى أنه ستكون هناك استجابة متغيرة هائلة في المجتمع لمن سيستجيب ويتعامل مع العدوى بشكل جيد ومن سيمرض".
نصائح عادية
وفي نفس السياق، أكدت، أليسون أجو، أخصائية الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأطفال، على ضرورة أن يتخذ الناس الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار جميع أمراض الجهاز التنفسي، وذلك مع تخفيف الإجراءات الوقائية المتعلقة بمكافحة كورونا.
وتابعت: "سأقول نفس الأشياء التي ممكن نقولها التلاميذ في الصف الخامس الابتدائي، اغسلوا أيديكم، واستعملوا المناديل عند العطس أو غطوا أفواهكم مع الأنف وغير ذلك من أساليب الوقاية والنظافة، مع ضرورة الحصول على اللقاح المضاد لكورونا حتى لا تشعر بالذعر عند الإصابة بنزلة برد".
أما عالمة الأوبئة في جامعة برينستون، راشيل بيكر، فترى أن مصدر القلق في الوقت الحالي يكمن في احتمال انتشار فيروسات الإنفلونزا مثل "آر سي في" وفيروس كورونا في نفس الوقت.
وأشارت بيكر إلى أنها تعاني حاليًا من نزلة البرد الصيفية الخاصة بها ، والتي تفترض أنها التقطتها عندما خرجت إلى حانة محلية لمشاهدة مباراة كرة القدم الأخيرة بين إنكلترا وإيطاليا، ولكنها شعرت بالأمان بعد أن تم تطعيمها بالكامل ضد كوفيد-19.