رئيس التحرير
عصام كامل

عادة الأجداد في الأعياد.. 3 صور ترصد لم شمل أهالي طنبول بالدقهلية

فيتو
عادة توارثتها أجيال وراء أجيال في قرية طنبول الكبرى التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، تؤكد أن فرحة العيد ليست في اللحوم والملابس الجديدة ولكن في لم شمل القرية، خاصة في زماننا الذي اختفت فيه العادات الاجتماعية الإيجابية.


وفي هذا السياق احتفل أهالي قرية طنبول الكبرى  بعيد الأضحي المبارك علي طريقتهم الخاصة " البلد. كلها بتسلم على بعض " بتقديم التهاني وتناول عيش وملح كعادة توارثوها جيلا بعد جيل.



عادت العادة هذا العام بعد توقف عام، بسبب تفشي وباء فيروس  كورونا ، وذلك بتنظيم أطول طابور يضم أهالي القرية، لتقديم التهنئة بحلول العيد وتناول "عيش وملح" معًا. 



وأوضح  أهالي القرية، إن عادة السلام بدأت على يد إسماعيل هلول، عمدة القرية الأسبق، حيث كان يحرص على ذبح الأضاحي، وتجميع أهالي القرية في منزله عقب الصلاة، لتناول الفطار"عيش ولحمة".

 
وانتقلت العادة بعد ذلك للأبناء والأحفاد، وتوارثت من جيل إلى جيل، ويحرص الجميع على المشاركة بها، كما قاموا بنقلها لأطفالهم لضمان استمرارها، مؤكدًا أنها تؤصل العشرة الطيبة، وتزيل أي خلاف بين الأهالي. 

فيما أوضح الدكتور عبدالحميد الشابوري، عمدة القرية، أنه ولد وكان يرى والده يحرص على فعل تلك العادة، وكان يصطحبه معه من صغره، وكل أهالي القرية تربوا عليها. 

وأكد الشابوري أن الأهالي تقف  في صفوف أمام المساجد، وذلك عن طريق خروج أول شخص ووقوفه، ثم يخرج ثاني شخص يسلم عليه ويقف بجواره، ويخرج ثالث شخص ويسلم عليهما ويقف بجوارهما، وهكذا حتى خروج آخر شخص من المسجد، وذلك على مستوى كافة مساجد القرية. 

وأشار إلى أن عمدة القرية يخرج آخر شخص من المسجد، ويقوم بتحية جميع المصليين، ويقف في نهاية الصف، ثم يغير وجهته ليكون في البداية، ويسير أمامهم في طابور حتى يصلوا للمسجد الثاني، ويقومون بإلقاء التحية على المصلين به، ثم يصطحبهم معه للمسجد الثالث، وهكذا حتى يصل لنهاية التجمع أمام مسجد هلول. 

وتابع الشابوري  "لما بنخلص بنرجع تاني من الأول، وبيردو الزيارة، زي منا روحتلهم هما بيجيولي، ودا من أساسيات العادة، وكل الناس بتبقى مبسوطة، هي بتكون مرهقة شوية، بس إرهاق حسن في الخير والحب". 

وأكد  أهالي القرية، أنه بسبب تفشي وباء كورونا، تم إلغاء عادة السلام العام الماضي، حيث قرر كبار القرية منع الاحتفال والتهنئة خوفًا من نقل العدوى، وسبب ذلك حزنًا للأهالي، لأنهم اعتادوا عليها، وتمثل لهم فرحة وبهجة العيد. 

وأضاف أنه هذا العام تم عقد اجتماع للوصول لحل لتنفيذ طابور التحية لكن بإجراءات احترازية، وتقرر منع السلام بالأيدي، والاقتصار على التحية عن بعد، وتناول العيش والملح والتمر، وهو ما اتفق عليه الجميع، وتم تطبيقه عقب صلاة عيد الأضحى. 

وأشار إلى أن طابور التحية يصل لمئات المترات، ويستغرق تنفيذه أكثر من ساعتين، لكنه عادة يحرصون عليها، ولا يمكن تغييرها، ويشارك بها الجميع صغار وكبار، قائلا "دي فرحة اننا نصالح أي اتنين بينهم مشاكل، علشان لو أكلنا عيش وملح مع بعض، كدا المشكلة اتحلت". 

ويناشد أبناء طنبول  جميع القرى على مستوى الجمهورية، بتنفيذ عادة الوقوف في صف للتحية، لأنه يعتبر وسيلة للم شمل الأهالي، ونبذ أي خلافات، وعودة الدفء والارتباط للقرية المصرية مرة أخرى.
الجريدة الرسمية