الصحف الأجنبية.. مرسي أثبت فشله وخطابه دعوة لـ"حرب أهلية".. مصير الإخوان "على المحك".. شرطة "إبراهيم" تنحاز للمتظاهرين.. ومخاوف من صدام بين العسكر والإسلاميين.. ومصر تنتظر خريطة طريق الجيش
اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، بالشأن المصري، وتأثير الاضطربات الحالية في مصر على الشرق الأوسط وعلي سعر النفط العالمي.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، في افتتاحيتها إنه بعد عامين من الانتفاضات العربية عادت المظاهرات الحاشدة إلى البوتقة في مصر.. مضيفة أنه وكما تحدى الملايين القمع الوحشي في عام 2011 للإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، نزل الملايين إلى شوارع مصر للمطالبة بإلاطاحة بأول رئيس منتخب بحرية في البلاد محمد مرسي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المرة؛ الإسلاميون هم على الجانب الآخر بينما مؤيدو نظام مبارك هم المستفيدون من ذلك.. مضيفة أن الشرطة التي تعودنا عليها بقتل المتظاهرين قبل عامين، وقفت هذا الأسبوع بجانب المتظاهرين.. كما أضرم المتظاهرون النار بمكاتب الإخوان المسلمين المنتمي لهم مرسي.. والجيش الذي ساند الديكتاتورية حتى آخر لحظة قبل تشكيل المجلس العسكري في عام 2011، ألقي بثقله الآن ليقف وراء المعارضة، ويتحول الأمر من إنذار الجيش إلى انقلاب كامل أو تغيير الحكومة.
وقالت الصحيفة: "ومما لاشك فيه أن المحتجين لديهم حق فيما يطالبونه، للظلم الذي تعرضوا له على مدى عام من قبل حكومة مرسي، من سوء الحالة الاقتصادية، وأسلمة الدستور والسلطة المؤسسية، مما يؤدي إلى فشلها، وكسر السياسات النيوليبرالية كما هو الحال في عهد مبارك الذي كان يرضي الولايات المتحدة وإسرائيل".
ورأت الصحيفة "أن الحقيقة تكمن في أن إدارة مرسي غير كفء، والعديد من محاور السلطة من قضاء وإعلام وشرطة وجيش هي على نحو فعال مازالت في أيدي النخب القديمة، ويعتبرون الإخوان علنًا بأنهم دخلاء ويصفونه بأنه غير شرعي ويجب أن يعود إلى السجن في أسرع وقت".
أضافت: "هؤلاء الناس هم الآن في تحالف قوي مع المعارضة الذين يريدون حقا ثورة لمصر في نهاية المطاف تأتي لمصر بالديمقراطية الحقيقية، وإذا رحل مرسي والإخوان المسلمين من مناصبهم، فمن الصعب أن نرى مثل هؤلاء الناس، وكسر العقيدة الليبرالية الجديدة أو تأكيد الاستقلال الوطني، وهناك احتمال أن الإسلاميين، وهم أيضا لديهم الدعم الجماهيري تقاوم حرمانهم من صلاحياتهم الديمقراطية وتغرق مصر في صراع أعمق".
وتخوفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من أن يؤدى تصاعد الأزمة الحالية في مصر إلى أزمة أكبر، مشيرة إلى الأزمة السياسة المضطربة في مصر أثرت على سعر البرميل للنفط الخام وارتفع السعر ليصل لأكثر من 100 دولار للبرميل وتعد أول زيادة بعد سبتمبر 2012.
وأشارت إلى ارتفاع سعر النفط الخام الأمريكي الخفيف إلى أكثر من 2% ليصل إلى 101.80 دولار للبرميل في معاملات آسيا، كما ارتفع خام برنت بنسبة 1% ليصل إلى 105.20 للبرميل.
وأوضحت "بي بي سي" أن الرئيس محمد مرسي رفض إنذارا الجيش لحل الأزمة بحلول الأربعاء، مما أثار مخاوف من أن أزمة قد تتصاعد، وهناك مخاوف من أن هذا قد يضر إمدادات النفط عبر قناة السويس.
وقال فيكتور شوم، نائب رئيس "أي إتش أس" للطاقة، لـ "بي بي سي"، أن الاضطرابات في مصر أثرت على السوق وتسببت في حالة احتقان للنفط.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، إن مصر تقترب من الانزلاق إلى الهاوية مع اقتراب الموعد الذي حدده الجيش للقوى السياسية للوصول لحل ينهي الأزمة.
حيث مع انتهاء الموعد تقترب مصر من مواجهة بين العسكر والإسلاميين، خاصة بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي وتمسك فيه بشرعيته.
وقالت الصحيفة إن الرئيس محمد مرسي أبدى تحديا كبيرا أمس الثلاثاء خلال خطابه مع اقتراب الموعد النهائي للإنذار الذي وجه الجيش للقوى السياسية، وهو ما فسره البعض على أنه انقلاب ناعم على الشرعية.
أضافت أنه خلال خطاب استمر 45 دقيقة، أقسم الرئيس مرسي على أنه ملتزم بالعملية الديمقراطية التي جاءت به إلى السلطة، قائلا إن أي محاولات لتخريب الدستور "غير مقبولة".
ومع اعترافه بارتكاب أخطاء خلال العام الذي قضاه في المنصب، ناشد مرسي المصريين بمنحه مزيدا من الوقت للتعامل مع مشاكل البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن خطاب مرسي إشارة إلى أن جهود الوساطة لحل الأزمة قد فشلت حتى الآن، وفي وقت سابق من أمس، التقى مرسي مع وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي، في محاولة واضحة للتوصل لاتفاق.
ورغم أن السيسي عينه مرسي، فإنه ينظر إلى المهلة التي منحها للقوى السياسية لحل خلافاتها، باعتبارها تهديدا مباشرا لسلطة مرسي ووصفها قادة الإخوان بأنها "انقلاب".
وصفت صحيفة "فويس أوف أمريكا"، الأمريكية خطاب الرئيس محمد مرسي بأنه يعادل الدعوة لحرب أهلية، موضحة أن رفض مرسي التنحى يخاطر بالتحريض على تصاعد أعمال العنف التي تعصف بالبلاد، في إشارة إلى اشتباكات جامعة القاهرة التي سقط خلالها 16 قتيلا و200 جريح، وذلك بالتزامن مع وعود الرئيس مرسي بـ"الحفاظ على الشرعية".
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المصري تعهد بالبقاء في السلطة مدافعًا عن الشرعية الدستورية ومحذرا من أن الانحراف عن النظام الديمقراطي القائم على سلسلة الانتخابات التي جرت العام الماضي، من شأنه أن يقود مصر نحو مسار خطير، بينما يخطط قادة الجيش لدفع الإسلاميين جانبا اليوم وتعليق الدستور.
وقالت الصحيفة إن تحالف المعارضة مصمم على تحدي الرئيس مرسي حتى إقالته، وأضافت أن تحدي كل طرف الآخر يضع البلاد في مواجهة الانقسام ويخاطر بتصعيد العنف.
وفي الصحف العبرية، أوضحت مصادر أمنية أن الحملة التي يقوم بها الجيش المصري على الحدود مع قطاع غزة لا تعد خرقا للنشاط المسموح له بالقيام به في إطار معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل.
وأضافت المصادر للإذاعة العامة الإسرائيلية أن مصر أبلغت إسرائيل بتفاصيل الحملة وأضافت أنه خلافا لما نشر في الصحافة الأجنبية فإن حجم القوات المصرية المشاركة في الحملة لا يتجاوز ما ورد في معاهدة السلام، لافتًا إلى أن الحملة تهدف إلى غلق الأنفاق التي تربط قطاع غزة بالأراضي المصرية والمستخدمة من قبل العناصر الجهادية.
وكانت قد ذكرت بعض التقارير الإسرائيلية أن قوات مصرية تابعة للقوات المسلحة دخلت إلى سيناء للتمركز على الحدود مع غزة، مشيرا إلى أن وضع القوات المصرية على الحدود مع قطاع غزة جاءت بالتنسيق مع إسرائيل.
وذكر تقرير للإذاعة أنه من المقرر أن تنتهي المهلة التي حددها الجيش المصري للرئيس محمد مرسي بالتوصل إلى تفاهمات مع التيارات السياسية المختلفة بعد الخامسة عصرا، وأفاد بأن حالة استنفار أعلنت في صفوف الجيش.
وسيلقي وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي خطابا وصف بأنه تاريخي يطالب فيه الرئيس مرسي بالتخلي عن منصبه والبدء في خارطة الطريق التي ستكشف عنها القوات المسلحة.